انطلقت اليوم السبت أعمال مؤتمر “توحيد الشهور القمرية والتقويم الهجري الدولي 2016” في مدينة إسطنبول التركية، ويهدف المؤتمر الذي تستمر أعماله إلى بعد غد الاثنين إلى معالجة موضوع التقويم الهجري في العالم الإسلامي.
ويشارك في المؤتمر فقهاء وفلكيون من أكثر من ستين دولة، إضافة إلى مشاركة رسمية تركية. وتحدث في افتتاح المؤتمر الناطق باسم الحكومة التركية نعمان قورتمولوش، وتترأس المؤتمر الشؤون الدينية التركية بالتعاون مع المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بالإمارات العربية المتحدة، ومركز قنديللي التابع لجامعة البوسفور والمجلس الأوروبي للإفتاء.
وقال الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في افتتاح المؤتمر إن المجتمعين يسعون لتوحيد التقويم الهجري بحيث يصوم المسلمون في يوم واحد ويفطرون في يوم واحد، وأشار القرضاوي إلى وجود عقبات علمية وعملية تحول دون توحيد التقويم.
ودعا القرضاوي علماء الفلك إلى مساعدة علماء الشريعة لتوحيد المسلمين فيما يخص التقويم الهجري، مشددا على أن “الشرع مع الفلك، ولا يوجد دين حثّ على العلم مثل الدين الإسلامي، فنحن سبقنا الغرب في العلم، لكنهم أخذوه منا وطوروه”.
وذكر رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز أن المؤتمر هو تتويج لجهود وأبحاث بدأت منذ عام 2013 في موضوع التقويم الهجري ومطالع الشهر القمري، غير أن غورماز نبه إلى أن العقود والسنوات الماضية شهدت “تقصيرا في موضوع تزامن الأبحاث وتلاقحها بين الفقهاء والفلكيين، حيث تأخر الفقه عن تجديد نفسه أمام الحقائق التي توصل إليها العلم في سياق تنامي اكتشافات الفضاء، وتنامي إمكانيات الحسابات الحساسة والدقيقة”.
إرث غير مفعل
ووفق المسؤول التركي فإن جزءا من إرث المسلمين الفقهي في الماضي غير مفعل لفهم معلومات العصر، نتيجة التركيز على ظاهر النصوص وليس معناها ومفهومها ومقصدها، و”ساق هذا بعض المسلمين إلى الشك ببعض الروايات أو إلى الجدل فيها، والخصام حولها”، على حد قول المتحدث.
وأشار إلى أن “اختلاف المسلمين في موضوعٍ التقويم القمري لا يتوقف على اختلاف المطالع فقط، بل تدخل فيه الحسابات الخاصة بين الدول ورؤسائها، وهذا يتعارض مع روح الدين، ويتعارض مع منهجية الاتباع الذي يركز على الوحدة”.
ووفقا للموقع الإلكتروني للمؤتمر، فإن المشاركين سيناقشون المقترحات والتقاويم المقترحة للوصول إلى نتائج علمية، وسيقدم في المؤتمر ثلاثة بحوث تتطرق للجانب الشرعي والجانب الفلكي والجانب الاجتماعي والاقتصادي للموضوع المثار، وفقا للأناضول.
اللهم وحد أمة حبيبك محمد