دار الحديث الحسنية.. تنظيم ندوة تناقش دلائل السنة النبوية وأصولها

06 مارس 2024 11:58
دار الحديث الحسنية تعلن عن مباراة ولوج سلك التكوين الأساسي المتخصص برسم 2017-2018

هوية بريس- متابعة

أسدل الستار يوم السبت 21 شعبان 1446هـ الموافق لـ 2 مارس 2024م على أشغال الندوة الطلابية الوطنية في موضوع: «السنة النبوية: دلائلها العقلية وأصولها النقلية» المقامَة بمؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط. وقد تضمنت جلسةً افتتاحية وجلستين علميتين وخاتمة.

بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، استُهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة السيد مدير مؤسسة دار الحديث الحسنية الدكتور عبد الحميد عشاق، الذي نوه بجهود طلبة المؤسسة في تنظيم الندوة واختيار موضوعها المنسجِم مع العناية المولوية السامية بالسنة الشريفة وعلوم الحديث، وهو ما تشهد به الكراسي العلمية بالمملكة، والدروس الحديثية، التي تكللت بإحداث «منصة محمد السادس للحديث النبوي الشريف». كما أن الندوة تعد السند الشاهدَ على عناية المغاربة بهذا الأصل المنيف منذ القدم، تحملًا وأداءً، روايةً ودرايةً، ومنه عناية مؤسسة «دار الحديث» التي خصصت مشروع مسلك التأهيل في موضوع: «السنة النبوية من التوثيق المبكر إلى التصنيف المنهجي.» إلى جانب وحدة القرآن والحديث الثابتة بمسلك الدكتوراه. وقد أعلنت المؤسسة مؤخرا عن إحداث كرسي علمي أسبوعي خاص بالحديث يقوم بتأطيره أساتذة التخصص بالمؤسسة.

كما أشار السيد المدير إلى ضرورة توسيع مشاريع الدراسات الحديثية بالمؤسسة، وتطوير مختبرها، وتعميق النظر في أصولها ومناهجها، وإحياء ثقافة الإسناد والتحمل، وكذا بعث روح التلقي الأخلاقي للسنة النبوية، الذي يشمل الالتزام برسومها والتحلي بآدابها وقيمها مع الاهتمام بدراستها والتفقه في مقاصدها ومضامينها.

تلتها كلمة السيد المدير المساعد المكلف بالبحث العلمي والشراكة والتعاون، الدكتور أحمد السنوني، فكلمة منسق وحدة القرآن والحديث الأستاذ محمد ناصيري، وقد تناولتا أهمية الموضوع والحاجة إلى الاشتغال به. وأشار الأستاذان إلى وجوب الالتزام بمناهج التلقي الصحيحة التي استخلصتها الأمة بمجموعها في تلقي الوحي وفهمه وتنزيله وضبط القضايا التي تتعلق به. وأشارا كذلك، إلى الصلة الوشيجة بين السنة وبين علوم الشريعة كلها، وأن المؤسسة قد افتتحت مسلكا جديدا من غاياته ومقاصده كشف العلاقة بين السنة وبين الفقه وأصوله، وبين السنة وعلوم الشريعة.

وأشاد الأستاذان بهذا الاختيار السديد لطلبة الدار، وبحسن تنسيقهم مع الأساتذة وحسهم المنهجي في انتقاء مواضيعهم وأوراقهم المعروضة، التي نفذت إلى صلب الإشكالات المعرفية المعاصرة المتعلقة بالسنة، وناقشتها وفق المناهج الأصيلة التي سطرها العلماء، مما يُظهر أننا إزاء جيل جديد من الباحثين، يحسنون التفاعل مع القديم والجديد.

خُتمت الجلسة بكلمة اللجنة التنظيمية، التي ثمَّنت الكلمات الافتتاحية بتوكيد تفاعل الندوة مع العناية المولوية السامية بالسنة النبوية، وعناية المغاربة عموما، ودار الحديث خصوصا، بهذا الموضوع. كما بينت أن الغاية من الندوة هو الكشف عن الأدلة العقلية والأصول النقلية في تثبيت السنة النبوية وبيان حجيتها، ومناقشة الإشكالات والدراسات المحدثة. ثم توجهت اللجنة بالشكر الخالص للسيد المدير على رعايته الكاملة للندوة منذ أن كانت فكرة فتية، حتى استوت على سوقها وخرجت إلى الوجود، وكذا للسيدين المديرين المساعدين للمؤسسة، والسيد الكاتب العام، على رعايتهم وإرشادهم وتوجيههم الدائمِين لإنجاح هذا العمل، وكذا السادة الأساتذة الذين حكموا أبحاث الندوة ووجهوا وأرشدوا وفتحوا الباب لطلبتهم لخوض هذا الغمار وإبداء الرأي فيه.

وانتظمت الندوة في محاور ثلاثة:
المحور الأول: السنة النبوية في مبحث العلوم العقلية.
المحور الثاني: التاريخ المبكر للسنة النبوية.
المحور الثالث: السنة النبوية بين مناهج المحدِّثين ودراسات المـُحْدثين.
توزعت هذه المحاور عبر جلستين؛ ناقشت الجلسة الأولى قضية: السنة النبوية في مبحث العلوم العقلية. وقد تضمنت ورقات ثلاث، ركزت الأولى على إبراز الأصول العقلية للسنة النبوية في المذهب الأشعري من خلال مصنفات أبي عبد الله السنوسي (895هـ)، بينما ركزت الورقة الثانية على مبحث العصمة ودلالته على حجية السنة على جهة التخصيص من خلال دراسة معاصرة لحيدر حب الله، ثم كانت الورقة الأخيرة نقدا لبعض الدراسات الحديثة الرامية إلى التشكيك في السنة وإقصائها من مباحث الحجية والاستدلال.

أما الجلسة الثانية فبحثت في موضوع: السنة النبوية في مبحث العلوم النقلية. تناول العرض الأول منها مسألة توثيق السنة من خلال: كتاب السرد والفرد في صحائف الأخبار ونسخها المنقولة عن سيد المرسلين لأبي الخير القزويني (590هـ).

وناقش العرض الثاني نظرية الراوي المشترك عند موتيي هندريك ألبرت يونيبول. أما الورقة الأخيرة فبينت إسهام المغاربة في هذا الباب، عبر نموذج علي الورياغلي (ت. بعد 710هـ).

وجاء في ختام كل جلسة من الجلستين مناقشات وأسئلة من قِبل الأساتذة والطلبة الباحثين الذين تفاعلوا مع الندوة تفاعلا إيجابيا ومغنيا.

اشتغلت الندوة ببيان الأصول الكبرى للسنة النبوية، بدل الانجرار نحو الفروع والجزئيات، وكان مقصدها تجلية التقاليد العلمية الراسخة التي نهجها العلماء وسطروها في مسالك التأصيل والاستدلال، وفي مجالي التحمل والأداء، التي عندما غابت وهُجرت، انفلت الحبل وعمت الفوضى في موضوع السنة النبوية، ودخلها السيل والتشكيك وسوء الفهم والتحريف. فهذه الندوة بأوراقها المنتقاة، تهدف إلى إعادة توجيه البوصلة نحو مناهج علماء التراث في التعامل مع السنة، والكشف عن الضوابط المتينة والأصول الرصينة التي استنهجوها في حفظ هذا البيان النبوي الشريف، ورد الاعتراضات الواردة عليه والتشكيكات الموجهة إليه.

خُتمت الندوة بتلاوة البيان الختامي، الذي ألقاه طلبة الدار المنظمون للنشاط، وقد تضمن أهم النتائج والتوصيات. بعدها، تم رفع برقية ولاء لأمير المؤمنين صاحب الجلالة أيده الله بالنصر والتمكين، تلاها طلبة الدار بمناسبة اختتام أشغال الندوة.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M