مئات الأطفال والطفلات ماتوا بالجوع والجفاف في غزة بسبب العدوان الصهيوني والحصار المضروب
هوية بريس – د.إدريس الكنبوري
وفاة الشابة الفلسطينية شيرين أبو هزاع بسبب الجوع والجفاف تثير الحسرة. مئات الأطفال والطفلات ماتوا بالجوع والجفاف في غزة بسبب العدوان الصهيوني والحصار المضروب على الشعب الفلسطيني المسكين الذي تحالف عليه العدو والصديق، الأخ والغريب، المسلم والكافر. أطفال في عمر الزهور صاروا مثل أعواد القصب بسبب الجوع، ثم ودعوا الحياة ولم يبك عليهم أحد، سوى الكاميرات التي تشهد على ما يحصل.
إنها أمور لا يمكن تصديقها لولا أننا نراها كل يوم على الشاشات. يفصلنا عن شهر رمضان يوم أو يومان والمسلمون في العالم يستعدون له لكن الفلسطينيين يموتون جوعا.
إنه عصر غريب جدا، كل هذا يحصل أمام أنظار العالم وهو صامت كأن الفلسطينيين مجرد حشرات. المئات يقتلون كل يوم والعالم كله مشغول ببضعة أسرى صهاينة بيد المقاومة. جميع دول العالم يهمها الإفراج عن الأسرى ولا أحد يهتم بقتل المئات من الأطفال والنساء والرجال كل يوم. لقد عشنا ولله الحمد زمنا جمع القبح والدناءة، ورأينا ولله الحمد والشكر كيف أن اليهودي أصبح أفضل قيمة من المسلم، وكيف أصبح 200 يهودي أو أقل أغلى ثمنا من 30 ألف مسلم فلسطين، رأينا كيف يتسابق المسيحي واليهودي والمسلم لإطلاق سراح بضعة خنازير أسرى ولا يهتم أحدهم بالمسلم الذي يموت بالقتل والجوع كل يوم.
والله نشعر بالظلم والقهر يوميا، نشعر بالذل والاختناق أمام هذا العلو لبني صهيون الذين طغوا وبغوا في الأرض بدون رادع. صار اليهود يصولون ويجولون حاملين البنادق والرشاشات ويقتلون المسلمين في فلسطين كما يقتلون الحيوانات، ولا من يرفع صوته غاضبا ولا من يتحرك، بل صار المسلم خارج فلسطين يموت بالخوف بينما يموت المسلم في فلسطين بالرصاص.
ولكن نحمد الله على الآخرة، وعلى أن الدنيا ذاهبة والآخرة آتية لا ريب فيها، فإن كان للظالم جولة في الدنيا فللمظلوم جولات في الآخرة، يوم يقف الجميع أمام الحاكم الأعلى ويحاسب الساكت على سكوته والقاتل على قتله والمجرم على جريمته. هي أعوام قليلة سوف تذهب سريعة لكل فرد يعيش اليوم، ثم تقوم قيامته، ومهما كان ما يحصل فإن ما يخفف عنا أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة، والحمد لله رب العالمين.