تعليقا على التغطية الإعلامية لأحداث الريف كتبت آمنة ماء العينين أنه “انطلقت بروباغاندا منظمة تقودها ميليشيات اعلامية محترفة ومنظمة -وانخرط فيها مسؤولون وسياسيون- لتمارس ضغطا واسعا على الجميع برلمانيين وسياسيين وجمعويين وصحفيين ومناضلين حتى يتوقفوا عن تناول موضوع حراك الريف أو ابداء التضامن مع المتظاهرين ومطالبهم، بدعوى أن الأمر يمس مقتضيات “الحكمة” و”الرزانة” و”التعقل”، وان استمرار اثارة الموضوع هو نوع من أنواع ايقاظ الفتنة والمغامرة بالوطن”.
البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية اعتبرت أن “هذه الحرب النفسية آتت أكلها بقدر كبير، لذلك لا نستغرب خلو جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة من موضوع الحراك ودواعيه رغم أن هذه الدواعي لها علاقة مباشرة بموضوع “العدالة المجالية” الذي شكل محور المساءلة”.
وأضافت “لابد من القول أن الحكمة والتعقل والرشد ومصلحة الوطن الحقيقية تكمن في قول الحقيقة بمسؤولية، والحقيقة أن حراك الريف لابد أن يكون مدخلا جديدا لنقاش عمومي يفضي الى تغيير المقاربات والاختيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في اتجاه الانصاف والعدالة ووقف الفساد والاحتكار. أما الصمت لحظة لزوم قول الحقيقة وتوجيه النصيحة والمطالبة بالنقد الذاتي والمحاسبة، لايمكن أن يكون الا خيانة للوطن واستسلاما للخوف والارتباك تحت مسمى الحكمة والوطنية”.
لتعلق بعد ذلك على مصطلح الفتنة الذي بات يتداول بشكل واسع بقولها “الفتنة الحقيقية هي الفساد والظلم والاستكبار والاحتكار وتكريس التفاوتات الطبقية وقهر المهمشين. الناس لم تخرج للشارع لأكثر من جامعة ومستشفى وطريق، وكل صمت مملى أو تغطية لأفعال منافية للقانون وسلوكات متشددة عنوانها الشطط والتوسع في تأويل القانون وتكييف التهم وتوتير الجو وزيادة الاحتقان، فلا يمكن الا أن تكون خيانة للوطن وتخليا عن الأدوار التي يفترض بكل طرف الاضطلاع بها، واسهاما مباشرا في تغذية منسوب الحقد تجاه الدولة مما قد يهدد بانفجارات اكبر لا قدر الله. ثمة تكمن الفتنة الحقيقية”اهـ.