ماء العينين: تسلّمتم الحزب قويا واليوم تسلّمونه ضعيفا منكسرا..
هوية بريس- محمد زاوي
على وقع النتائج الكارثية وغير المتوقعة، وفي خضم ردود الفعل التي تبعت الهزيمة القاسية للقيادة الحالية لحزب “العدالة والتنمية”، خرجت أمينة ماء العينين، أبرز نساء “العدالة والتنمية”، بتدوينة مطولة على حسابها “فيسبوك”، تدعو فيها إلى ضرورة مراجعة مسار الحزب، والوقوف عند أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج الكارثية.
وقالت ماء العينين، في ذات التدوينة: “نتائج صادمة وقاسية وغير منتظرة حتى من أكثر المتشائمين… هو توصيف وليس موقفا.
الموقف يجب أن يكون في مستوى الحدث: على الحزب أن يعترف بهزيمته وأن يتدارس بجرأة وشجاعة أسبابها الكامنة والظاهرة.
استعمال المال وعدم تسليم المحاضر كلها أسباب وإن كانت صحيحة لا يمكن أن تبرر بأي شكل من الأشكال هذا الاندحار المُحزن لحزب تسلمته القيادة الحالية كبيرا قويا متماسكا وتُسَلِّمه اليوم ضعيفا منكسرا”.
وأضافت: “الحقيقة أن حزبنا كان طيلة الفترة السابقة حزبا كبيرا بقيادة صغيرة، وعلى الأخ الأمين العام أن يعترف بهزيمة الحزب وأن يقدم استقالته ويدعو إلى وقفة تقييم حقيقية.
ليس جلدا للذات أو محاولة لتعليق الفشل على قيادة الحزب، ولا داعي لأن يخلق الحزب تقاطبا جديدا بين تيار ينتقد القيادة وتيار يدافع عنها، لقد جربنا هذا الخيار ويجب أن نعتبر بالنتائج. اللحظة لحظة اعتراف بالأخطاء والتحلي بفضيلة النقد، فاليوم لم يعد ممكنا إقصاء من يتبنى هذا الخيار أو التنكيل به والاستقواء عليه تنظيميا وقد كان ذلك من أسباب الهزيمة: صم الآذان عن صوت النقد الصادق وفسح المجال واسعا أمام أصوات التهليل والتصفيق لشعار جبان سياسيا وأخلاقيا عنوانه “الصمت والإنجاز”، وقد قلنا ذلك وآمنا به طيلة الولاية”.
ثم تابعت القيادية البارزة في حزب “العدالة والتنمية”: “لقد عاقب المغاربة حزب العدالة والتنمية، هذه هي الحقيقة التي يجب الاعتراف بها بشجاعة في بداية للتصالح معهم ومع الذات العليلة، ولنتأمل عدد الأصوات وسلوك الناخب في المدن وعلى رأسها دائرة الرباط المحيط.
لقد شعر الناس بتخلي الحزب عن المعارك الحقيقية وتخليه عن السياسة مع قيادة منسحبة وصامتة ومترددة في أغلب القضايا الجوهرية، فتخلوا عنه”.
وفيما يخص الشروط القانونية والسياسية التي تمت فيها انتخابات “8 شتنبر”، شددت على أنه “لم يكن التنافس شريفا، وقد سمح رئيس الحكومة بمرور قوانين انتخابية كارثية، كما قدم تنازلات غير مدروسة ورفض تفعيل مقتضيات دستورية كان يمكن أن تنقذ الحزب، كما تبنى منطقا إقصائيا حديديا داخل الحزب”.
وزادت المتحدثة: “نحن في حاجة إلى الحكمة والبصيرة في هذه اللحظات الصعبة على حزبنا ومناضلينا، ولا يمكن الإكتفاء بالتنديد بخروقات الانتخابات وهي حقيقية وواضحة ولا تشرف بلدنا، لكن مواجهتها كان يجب أن تكون قبل اليوم بقوة وجرأة ووضوح، فالأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ”.
وختمت ماء العينين تدوينتها بالقول: “لابد من تحية مناضلات ومناضلي الحزب الصادقين الذين بصموا على حملة نظيفة رغم أن معظمهم لم يكن راضيا عن اختيارات قيادة الحزب وخطها منذ المؤتمر الأخير، ولابد من الاعتبار والتضامن لتجاوز هذا الظرف العصيب لننجح في إعادة بناء حزبنا على أسس جديدة بأطروحة جديدة ومراجعات حقيقية، فالأحزاب الحقيقية تضعف ولا تموت”.