ماذا حدث؟ ومن هو؟.. جدل متصاعد حول “قاتل” حارس الملك سلمان
هوية بريس – وكالات
“قُتل ودفن سره معه”، هذا المثل الشائع، يلاحق ملف “ممدوح بن مشعل آل علي”، المتهم رسميا بقتل حارس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في ظل تضارب معلومات ومزاعم تواجهها السلطات السعودية بصمت، وإلتزام رسمي بالتأكيد على أن التحقيقات لا تزال جارية.
والأحد، أعلنت شرطة مكة المكرمة، في بيان، أن “ممدوح” قتل إثر تبادل إطلاق نار مع الشرطة في منزل بجدة (تتبع مكة إداريا) عقب قتله صديقه اللواء عبد العزيز الفغم، حارس العاهل السعودي الذي كان متواجد أيضا، دون معلومات إضافية.
وحسب معلومات لا يمكن الجزم بصحتها منشورة عبر حسابات على منصات التواصل الاجتماعي لمؤيدين ومعارضين للسياسيات السعودية، فالمتهم بالقتل هو نجل للبرلماني السعودي مشعل آل علي، الذي نعي حارس الملك عبر حسابه الموثق بـ”تويتر” وتحدث عن “الغادر”، دون أن يشير إلى أنه نجله من عدمه.
وذهب مشعل آل علي لعزاء أسرة حارس العاهل السعودي وقدم تعازيه.
ومع تصدر الحديث عن حارس الملك سلمان، تريند “تويتر”، محليا لساعات، صار البحث عن معلومات أكثر عن المتهم بقتله تتصاعد عبر منصات البحث، وسط تضارب معلومات وغموض لم تقدم المملكة أو أسرته توضيحا بشأنه.
ويستحضر مغردون معارضون لسياسات المملكة من غير المشاهير، فرضية أن ما تم هو “اغتيال” للحارس وصديقه، وأخرى بالزعم أن المتهم بالقتل هو “ضابط استخبارات”، وهو ما رد عليه مؤيدون للمملكة بوصفها “أكاذيب”، دون توضيح الحقيقة.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات السعودية وأسرة المتهم بالقتل أو القتيل حتى الساعة 9:30 ت.غ
وترصد الأناضول ذلك التضارب والغموض ووجهات النظر الرسمية والمؤيدة والمشككة على النحو التالي:
1- إعلان رسمي عن القاتل يثير “مزاعما”
قالت شرطة مكة المكرمة، عبر بيان، إن قاتل عبدالعزيز الفغم حارس الملك هو صديق له يدعي ممدوح بن مشعل آل علي؛ حيث قتله بإطلاق النار عليه خلال زيارة كان يجريها الأول لمنزل صديق ثالث فى جدة (تتبع إداريا مكة)
وهذا تأكيد لرواية طرحت مبكرا عبر حساب غير موثق بـ”تويتر”، لكنه مؤيد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان باسم “بن عويد”، الذي نقل صورة أيضا للشرطة تحاصر ذلك المنزل الذي تواجد به المقتول والمتهم بالقتل.
وهذا فتح باب “مزاعم” عبر منصات التواصل عن سبب لحظية تواجد الشرطة في موقع الجريمة، وسبب عدم هروب المتهم بالقتل فور تنفيذ فعلته.
ووصلت المزاعم -حسب حساب غير موثق بـ”تويتر” للمغرد الشهير “مجتهد”، الذي يهاجم العائلة الحاكمة في السعودية عادة، الذي قال في أكثر من تغريدة، أن الفغم كان موجود بالقصر لا المنزل، وأن المقتول والمتهم بالقتل تم “تصفيتهما” لأمور مرتبطة بصراع على الحكم، دون تقديم أي دليل على صحة ما زعمه.
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات غير أن مغردين اعتبروا الحديث عن “اغتيال وتصفية وصراع على الحكم” مجرد “أكاذيب”.
2- إعلان برلماني مثير للجدل
قال البرلماني مشعل آل علي، عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”، “مع التجليات الإلهية والرحمات الربانية نسألك أن تغفر لعبدك الفغم الوفي ابن الأوفياء، له الدعوات بالغفران والشهادة، وللغادر نقول رفعته إلى مقاعد عليا بعد أن كان في الدنيا ملازما لولي أمرنا والد الجميع سلمان أعزه الله”.
وجاءت التعليقات لتقدم له العزاء في المتهم بالقتل باعتباره نجله.
ولم يسم البرلماني “الغادر”، وإن كانت تقارير إعلامية تتحدث عن أنه يقصد نجله، وهو ما لم يتسن التأكد من صحته بشكل فوري.
وكشف سعود صالح المصيبيح، الذي عرف نفسه بأنه مستشار أمني في مكتب وزير الداخلية السعودي سابقا، عبر حسابه الموثق بـ”تويتر” أن مشعل آل علي قدم التعازي لأسرة الفغم، مؤكدا أن “هذا يدل على تلاحم الأسرة السعودية الوحدة”.
وأمس تمت الصلاة على الفغم، بالمسجد الحرام وتم دفنه بمقبرة شهداء الحرم، وفق تقارير محلية.
3- تضارب معلومات حول صورة ووظيف المتهم بالقتل
في ظل هذا الغموض، والاهتمام الواسع بمنصات التواصل بمقتل الفغم، كانت صورة ووظيفة صديقه المتهم بالقتل، محل جدل وتضارب معلومات، دون تعليق رسمي.
وتداول صورة لضابط وأخرى لشخص على خيل، على أنها للمتهم بالقتل، دفع فيصل العبدالكريم وهو مؤيد للسلطات عبر حسابه الموثق بـ”تويتر” للقول: “يتداول كثيرون صورا لأشخاص مدنيين وعسكريين على أنهم من قتل اللواء عبدالعزيز الفغم رحمه الله وهذا بالتأكيد من متعجلين هداهم الله على حساب سمعة أشخاص ومشاعر أسرهم”.
وقام بنشر صورة للمتهم قائلا: “هذه صورته حتى لا يتم استغلال صور أشخاص آخرين”.
وكحال الصورة، تعددت المزاعم بشأن مهنة المتهم بالقتل؛ فهناك من قال إنه ضابط استخبارات وأخرون قالوا إنه موظف حكومي، لكن تلك المزاعم لم تحظى بنفي أو تأكيد رسمي.
إذ تحدث غانم الدوسري، وهو يبدو معارضا للسياسات السعودية عبر حسابه الموثق بـ”تويتر”، قائلا: “القاتل ممدوح آل علي ضابط مخابرات اعرفه شخصيا فقد لا حقني في لندن وسجل في نفس النادي الرياضي الذي كنت أتردد عليه”.
وأضاف أن هذا الضابط “أخذ يتواصل معي بشكل مستمر محاولا إقناعي بالعودة وبعد أن رفضت حاول دعوتي إلى مزرعة صديق له خارج لندن فرفضت”.
وردت عليه حسابات مؤيدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تنفي صحة هذا الزعم، مؤكدة أنها مجرد “أكاذيب”.
كما راجت بمنصات التواصل لاسيما عند معارضين لسياسات المملكة، صورة تجمع حارس الملك القتيل، وجواره ضابط آخر قيل إنه زميله بالعمل والمتهم بقتله.
وردت حسابات مؤيدة لابن سلمان مؤكدة أنها لضابط برتبة مقدم لم يتسن التأكد من اسمه المطروح، غير أنه قيل أنه أحد أفراد الحرس الملكي.
وقال حساب غير موثق بـ”تويتر” يحمل اسم “مشعل الخالدي”: “من حق المقدم (..) أو الحرس الملكي كجهة مقاضاة كل من تداول صورة المقدم وهي مكتوب عليها القاتل، وإن لم يقم أحدهما باتخاذ هذه الخطوة فأتمنى من النيابة العامة الالتفات”.
4- مصير مجهول
أعلنت تقارير سعودية، الأحد، دفن حارس الملك سلمان، غير أن مصير المتهم بقتله وهل دفن أم لا لم تتضح بعد، ولم تعلن السلطات تفاصيل ما بعد إعلان مقتله في تبادل لإطلاق النار.
المصدر: وكالة الأناضول.