ماذا عساني لشاتمي عرض النبي أقول…؟؟!!
هوية بريس – د. محمد أكجيم
إن قيمة الإنسان الآدمية وكرامته الإنسانية تتجلى في مدى احترامه للناس كل الناس، وهو ما حث الإسلام عليه في كثير من توجيهاته وإرشاداته؛ حيث جعل الخلق الحسن عنوان الاستقامة، المستوجب لعظيم المنزلة والمكانة والجزاء عند الله تعالى؛ ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا»[1].
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا، وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ»[2].
وفي القرآن الكريم آيات كريمات توجه الناس وتحثهم على بذل الخلق الحسن للناس جميعا؛ كقول الله عز وجل: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة 83].
وقوله سبحانه: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [ الممتحنة 7].
وفي السيرة النبوية الشريفة التجسيد الفعلي العملي لكمالات الأخلاق النبوية في التعامل مع الناس جميعا، يكفي شاهدا منها: ما روته عَائِشَة – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنَ اليَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ» فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ “[3] .
وفي رواية لمسلم: «مَهْ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ»[4].
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلاَ فَحَّاشًا، وَلاَ لَعَّانًا»[5].
ولا عجب أن خلد الله تعالى ثناءه العظيم عليه في كتابه بقوله ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [ القلم 4].
إنه لمن الشقاء والخسران أن يستطيل الإنسان في أعراض الناس بغير حق.
وإنه لمن الشقاء الكبير والخسران المبين أن يستطيل الإنسان في عرض أشرف خلق الله وأفضل رسل الله ؟؟؟!!!
ألا فليعلم الشاتمون المتنقصون لجناب النبي الكريم، أن الله تعالى تكفل بحفظه ونصرته والدفاع عنه، قال تعالى: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [ الحجر 95].
وفي الحديث القدسي عن رب العزة: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ»[6].
وليعتبر من يعتبر بأبي جهل وأبي لهب، وحمالة الحطب….فسنة الله في منتقصي أنبيائه وأوليائه ماضية، ولن تجد لسنة الله تبديلا.
ــــــــــــــــ
[1] سنن أبي داود رقم 4682.
[2] سنن أبي داود رقم 4800.
[3] صحيح البخاري رقم 6024.
[4] صحيح مسلم رقم 11.
[5] صحيح البخاري رقم 6031.
[6] صحيح البخاري رقم 6502.