ماذا يجب فعله في المغرب؟.. (?..que faire au maroc)
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
ماذا يجب فعله في المغرب؟..
(?..que faire au maroc)
إلى بعض الشخصيات البارزة في العالم الإستعماري،
وجه مدير الحوليات الاستعمارية مشروع قانون يمكن تلخيصه في هذه المحددات:
إن لجنة المغرب خلال تشكيلها، اقترحت أن تستمع لسؤال عما إذا كان المغرب مغلقا، وفتح فيه لنا مجال العمل.
ماذا يمكن لنا فعله في المغرب؟
ما هي موارده الإقتصادية؟
كيف يمكن لنا المضي قدما؟
1- من وجهة نظر سياسية، هل يمكننا أن نكتفي بحماية اقتصادية؟
2- من وجهة نظر اقتصادية، هل سيكون الإختراق السلمي بسيطا بالنسبة للمعمرين الفرنسيين في المجال الإقتصادي والفلاحي والصناعي؟
ما هو المعروف عن القيمة المعدنية للمغرب؟
ما هي الفلاحة التي من الحتمل أن تطور في المغرب؟
فهل هناك حاجة للمضي الآن وفق الطريقة الأمريكية في إنشاء السكة الحديدية؟
دعونا أخيرا وفقا لتعبير أونيسيم ريكلوس التخلي عن آسيا والإحتفاظ بإفريقيا؟
هذه هي الأسئلة التي طرحها علينا العديد من القراء، لم نكن مؤهلين للرد عليها، لكننا نرغب منكم حقا في إبداء رأيكم الصريح حول هذه المسائل المعقدة كلا أو بعضا، المتعلقة بتخصصكم.
الحوليات الإستعمارية فتحت هذا الموضوع بشكل موسع للدراسة والتحقيق، لتجد كل الآراء موقعا لها في نشرتنا، التي سنصدرها في الموضوع.
المدير:
مار سيل رويديل marcel ruedel
وفي ما يلي الأجوبة حسب ترتيب ورودها:
ــ 1ــ
M.le comte d,aunay
سيناتور ناييفر، نايب رئيس مجموعة المعمرين سيدي العزيز:
أنا أفتقر اليوم للوقت، لأعالج كما يجب، سؤال المغرب، علاوة على ذلك، فإني أحتفظ بالتعبير عن آرائي، بشأن هذا الموضوع لمجلس الشيوخ، عندما يطرح الإتفاق الفرنسي الأنجليزي للمناقشة، هناك سيكون التدقيق كما طلبت.
الإمتياز المقدم لإسبانيا، في حين أن المفاوضات مع هذه القوة تسير، والجَسُور من يبدي رأيه حول؛ الثروة والغنى المعدني للمغرب.
لكن ما يسمح بقوله، هو أن هذا البلد سيدخل في علاقة وثيقة معنا، شيئا فشيئا، ومع الجزاير التي يجب أن يكن منها التمديد.
المسألة المغربية مسوية، أو تقريبا هي كذلك من وجهة النظر الدولية والمنافسات الخارجية، ليس هناك ما سيخيف، يبقى الآن تنفيذ الجزء الثاني من البرنامج، وهو الأكثر صعوبة، سيتعين علينا ترسيخ تفوقنا في المغرب، اختراق البلاد عن طريق السكة الحديدية، التي ستطور تجارته معنا، التي نسعى لاستيعابها، من خلال المساعدة في ضبط موارده المالية، وتنظيم جيشه، في كلمة واحدة، لإدارتها.
يجب أن يكون هذا الإختراق سلميا بالأساس، لأن الرأي العام عندنا، ينفر من أي حملة، وهنا تكمن الصعوبة التي أمامنا مباشرة، نحن ننتظر مع منافسينا الأوربيين دون قلق كاف من الإهتمام الأساسي.
المغرب؛ أو، هنا أخاف من أننا لن نجد في البداية مقاومة جادة.
وسيكون الأمر متروكا لدبلوماسيتنا للتغلب على هذه المشكلة، وأنا على ثقة من أن المهمة لن تكون فوق إمكانياتها.
لقد سألتني أخيرا عما إذا كان ينبغي علينا وفقا للتعبير الشائع، أن نتخلى عن آسيا، ونحتفظ بإفريقيا، بالنسبة لي؛ المسألة ليست مطروحة، المؤكد أننا في إفريقيا نجد أمامنا فضاء شاسعا نتوسع فيه، عكس آسيا حيث توجد حدود هائلة، صعبة التنافس.
لكن هل هذا سبب للتخلي عن الصين الجميلة، التي تزداد قيمتها كل عام؟
لن نتخلى عن تلك الفريسة، من أجل مكتسبات محتملة، وغير مؤكدة.
ــ2ــ
فرانسوا ديلونسي:
نائب كوشينشين، وزير مفوض
عزيزي المدير:
المغرب سيكون كما أتوقع أحسن صفقة بالنسبة لفرنسا، فهو غني، بل أغنى من الجزاير وتونس، بها ماء وفلاحون كثر، يمكننا انتزاع جزء كبير، يجب اختراقه ببطء، فهم شديدو التمسك بالإسلام، ويحرصون على التحدث بالبارود.
أما بالسبة لصيغة أنسيمو ريكلوس فهي سيئة، غاية في السوء، وينبغي تصحيحها على النحو التالي: لنحتفظ بآسيا، ولنأخذ إفريقيا.
ــ3ــ
إليسيـي ركليس:
أنا لا أوصي إلا بسياسة متعلقة بالمغرب، يمكن أن تكون محبوبة، ليتم إطاعتها، وتحظى بإعجاب من قبل المسؤولين العقلاء، التفوق الفكري، التفوق الإقتصادي وأي سياسات أخرى ستكون جريمة، جريمة أكثر فتكا من الإغتصابات العسكرية، التي تفسد المغاربة بواسطة الربا، والمضاربة المالية.
أطلب ترك الأمر يتم بشكل منصف وعادل، وبكل لطف، أطلب من الفرنسيين أن يكونوا لطفاء تجاه المغاربة، سيكون ذلك مراعاة لمسلمي الجزاير،
هذا البلد “الغربي” للمغرب العربي، محاط من كل جانب بالقوات الأوربية، التي استقر ممثلوها بشكل كبير في طنجة، من أجل جعلها صراحة مدينة أوربية حقًّا، مما يدل على تطلعهم للإستيلاء عليها مستقبلا.
عاملين على ذلك بالداخل، بواسطة الدسائس من كل الأشكال.
الحكومة المركزية لا يمكنها التصرف دون طلب النصائح، والحصول على الدعم من المتنافسين الأوربيين، الذين يتنازعون على الذي لم يرثوه.
وأما بالنسبة للقبايل المستقلة التي تكوِّن بلاد السيبة، بلاد التمرد، والعصيان، فهي مرتبطة طبعا بأوربا، على الأقل بشكل غير مباشر.
كثيرة هي الأدوات المصنعة من تلك المصادر الأوربية. وكل سنة تزداد هذه التبعية التجارية نموا بقوة الأشياء. علاوة على ذلك سيعتاد العمال المغاربة بعشرات الآلاف، القيام بالعمل؛ كجزارين، ومزارعين، ورعاة للبقر، وقوة عاملة متنوعة في الجزاير المجاورة، وسيرتبطون أيضا اقتصاديا بالحضارة الأوربية:
يجب أن نسمح لهذا التصرف بالتفاعل بدون ضغط خارجي، مع الفروق الطبيعية في الإتصال البسيط، بحيث يكتسب المغرب ميزة جديدة كل عام.
إن أي غزو حربي، لا يمكن إلا أن يؤخر الحركة، ويضيف الكراهية، والحقد، والرغبة في الإنتقام، إلى المشاعر المعادية أصلا، الناتجة عن فكرة التفوق الديني؛
فالمسلم الموحد، يحتقر عن طيب خاطر “كلب الروم” الذي يعتقد في وجود ثلاثة آلهة، في واحد، وكذلك الآلهة الأم، على الأقل، شىء أكثر خطورة، وهو أنه يظل غير مبال بكل الأفكار، أو الممارسة الدينية الأوربية، وخاصة الفرنسة.
الأَوْرَبَةُ -أوربا- وبصفة خاصة؛ فرْنَسةُ المغرب، ستتحقق بأسرع وقت، وسيتم مساعدتها، بإنجاز خط السكة الحديدية.
التفاعل آليا بالمغرب، سيتم بسرعة أكبر، إذا تمَّت مساعدته بإنشاء السكة الحديدية، وفي هذا الصدد؛ فإن خط السكة الحديدية، الذي يتابع العمل فيه بالصحراء، إلى فكيك، وما وراءهما، قد حقق بالفعل العجائب، رجال الواحات الذين حرضتهم الوحشية العسكرية لأول مرة على الحرب، تركوها عن طيب خاطر، بإغراءات طُعْم التهْريب المثْمر، وصاروا الآن في الإتجاه المعاكس عبر ياقات -ما يحط بالعنق- الأطلس، حيث يتم الإستثمار التجاري بالمغرب.
لكن بوابة الوصول الرئيسية، التي تسمح بالدخول للإمبراطورية الغربية، تقع على جانب الحدود الجزايرية، والتي تفتح عبر طريق واسع يؤدي لوجدة، في اتجاه فاس، بين جبال الساحل والأطلسي، بالتحديد قل؛ إن ذهاب وقدوم الهجرات والتجارة، كما كان يحدث دائما عبر هذا الواد المتوسط، ومن خلاله، يجب أن يتم بالضروة، وصل خط السكة الحديدي الطويل المرتاني، بخليج سِرْت والأطلسي؛ ومن هنا إذن، عبر داخل الأراضي الموازية للساحل، حيث سيتم تنمية المحور الطبيعي للحركة الإنساني:
الطريق التاريخي للبربر، والرومان، والوندال، والبيزنطيين، والعرب، والفرنسيين.
بوكسيل في 1901/6/30.
ــ4ــ
الكوماندار تُورناد
نائب باريز
ما رأيك في الإختراق السلمي؟
إن أي رجل عاقل مطلع، إلى حد ما على العالم الإسلامي، لا بد وأن يدرك أن الإختراق السلمي للمغرب، مهمة طويلة الأمد، الإدعاء على سبيل المثال بأنه سيكون كافيا؛ إرسال مستكشفين مدنيين أو عسكريين، ومهندسين، ومعلمين، وما إلى ذلك، لتبني أساليب التدريس لدينا، وقاعدتنا الضريبية، ولغتنا أو استخراج الخامات، لا يمكن أن ينبت إلا في أدمغة المتحمسين الذين يجهلونهم.
واضح أن جيشا كبيرا يغزوا البلاد يمكنه الإعتقاد بالذهاب سريعا في المهمة، لكنه سيدرك بسرعة أن دوره سيكون عقيما، في بلد مثل المغرب، هو نفسه أيضا مختلف، زيادة على ما إذا كان العمل في السهل أو في الكتلة الجبلية، وفي كلتا الحالتين، فإن العدو بعيد المنال، بسبب حركته الشديدة على الأراضي المنبسطة، واستحالة الوصول إليه بسرعة، في المناطق الغابوية والجبلية.
ومن ثم فإن التضحيات الهائلة التي ستفرضها فرنسا على نفسها، سيكون لها عيب مزدوج، يتمثل في إطالة أمد الغزو العابر، واستياء القوى الأوربية لعجزها عن تهدئة جَيَشا المغاربة، الواقعين في الإحتلال.
ليس من السهل السيطرة على الرمال المتحركة، وخاصة القبايل التي تناضل من أجل استقلالها، والتي لا تستطيع أن تفهم أن الرفاهية، والحضارة، هي التي يتم جلبها بإطلاق النار، ولذلك يجب استبعاد العمل العسكري الفوري بأي ثمن، علاوة على ذلك، فإن 100.000 رجل لن يكون كافيا للمجيء لهذه الأراضي الشاسعة.
وبعد أن نرعب البلاد على حساب العديد من الأرواح البشرية، وعدة مئات من الملايين، سنصير مضطرين بعد ذلك، للوصول إلى نفس نقطة البداية، وهي وجوب معرفة إدارة البلاد، والتي منها وجب أن نبدأ، بمساعدة القبايل المهتمة، إن أرادت.
في الواقع ليس كلهم عدوانيين ومقاتلين، لذلك دعونا نسعى جاهدين لإبهار عقولهم بالمزايا التي سنجلبها لهم، من خلال منحهم وسائل الهروب من الحياة البائسة التي يعيشونها، وفوق كل شيء نجعلهم يثقون فينا؛
يجب ألا نخفي، أن العمل سيكون طويلا، كما يجب علينا أيضا معرفة أننا سوف نواجه مقاومة غير قابلة للإختزال مبنية على التعصب الإسلامي، يجب التغلب عليها، ويتطلب ذلك الأمر، براعة مقترنة بحزم كبير.
هذا هو الجزء الصعب من المهمة الأكثر تكاملا، والأكثر صعوبة.
أحيانا نحقق نجاحا مع هؤلاء الرجال، وهذا يتوقف على الحيوية والسرعة التي قررت التدابير تنفيذها، العرب دائما ينتهزون حركة تردد أو ضعف خصمهم، فينحنون أمام القوة، فالأمر متروك لنا، لنختار ريادة هذا المسعى، أو على العكس من ذلك، فالمقاومة المواجهة لن تؤدي إلا للريبة، فالأمر إذن متروك لممثلينا كي يعرفوا كيفية التحمل أولا، ولاحقا، تقديرا ومحبة، ومع ذلك يبدو لي أن الخطر سيأتي حتما، سواء قل أو كثر، حيث ستتعرض بعثاتنا لهجمات من قبل متعصبين، كيفما كانوا، سيصنعون لهم الكمائن؛ وقد سبق أن قتل أحد أفرادنا.
من يعرف الشخصية العربية، سيتفق على أنه من الضروري أن تكون قويا، وقبل كل شيء سباقا، لكن يجب أن نعرف كيف نمارس الضغط، ولا نضرب إلا المذنب.
في جنوب وهران، نريد الحفاظ على السلطة الفرنسية دون قوات لدعمها، بحيث تدعم نفسها بوسائلها، وهي العدل والمساواة للجميع، الناس كلهم لنا، لأن الفقير يعرف بأنه أمامنا له نفس الحقوق التي لرئيسه العربي المتسلسل، هذه هي النصيحة الوحيدة للإختراق، إذا ما أردنا حكم المغرب لاحقا.
وقد كنت على حق في قولي منذ قليل ؛ أنه عندما يكون الخطر، وتتقرر حملة صغيرة إما استكشافية، أو انتقامية لمقتل عدد من ضحايا “اخمينت” الذين وقعوا في كمين، فمن يدري أين سيتوقف هذا الكولون الصغير؟
من يستطيع التنبؤ بالمكان الذي ستصل إليه مهمته المحددة مسبقا على الورق، والتي غالبا ما تكون غير محدودة، اعتمادا على العقبات التي سيواجهها على طول الطريق؟
ولذلك سيكون من الحكمة بالنسبة لنا أن نتمكن من إنشاء عدد قليل من المراكز العسكرية لتكون ضامانا لقمع حالات الجريمة، والخيانة المنهجية، في دائرة نصف قطرها كبير إلى حد ما.
وتعتبر أول جزء من عملية جعل المغرب نافعا، فيتم تحديده من الغرب، أي على القسم المنحدر نحو الأطلسي، الذي يقبل بحكم السلطان الحالي، ثمَّ يعالج أيضا المسألة من الغرب، لنعود خطوة خطوة نحو حدودنا الوهرانية، ثم بشكل متزامن على مهل، نتقدم تدريجيا نحو تلمسان؛ نمور، لالة مغنية، وجدة، باتجاه الغرب، نقوم بشكل غير محسوس بتقليص المنطقة التي أصبحت عالقة بين نارين “للحضارة” لينتهي بها الأمر إلى اكتسابها من خلال الإتصال بالآثار المفيدة لإدارتنا.
أما بالنسبة للجزء الجنوبي، فإن التدابير الممتازة التي تم اتخاذها مؤخرا في جنوب وهران، ستؤدي تدريجيا إلى عجز القبايل التي كانت تعيش فقط على اللصوصية على حدودنا غير المؤكدة حتى الآن.
السكة الحديدية ستقوم بمهمتها، إذ ستجلب معها التقدم، وبالتالي التنمية، والخدمات البشرية، لا يوجد شعب لا يتردد في الدفع، إغراء المكسب بالنسبة للأهالي يمثل حافزا قويا، ونحن نعرف كيفية استخدامها هناك، كما في أي مكان آخر غير مستخدم.
الرأسمال لا ينقصنا، لأننا انفصلنا عن الأساليب المضرة بالمجتمعات المكونة من غير هدف نهائي، ودون دراسة مسبقة وافية، طعم المشاريع الصناعية والتجارية لحسن الحظ، يعود على رأسمالنا، نحن نميل أكثر من أي وقت مضى نحو الجديد، وهذا يبشر بالخير بالنسبة للدور المثمر الذي نحن مدعوون للقيام به في وقت قريب لتحديث المغرب.
2- ما الذي يجب أن تمنحه فرنسا لإسبانيا والمغرب؟
وكذا للقوى الكبرى؟
من السهل جدا أن نفهم أن إسبانيا شعرت بالخيبة من تعيين فرنسا، كبطلة للإختراق الأوربي للمغرب، لكنها سوف تفكر قبل أن ترغب في عرقلة دورنا ذلك، لأنها واقعيا توجد في وضع لا يسمح لها بالحلول محلنا.
إستنزافها في حرب كوبا، والفلبين، لن يسمح لها بأن تكون بديلا لنا، ومن ثم؛ أليس لديها مكاسب من رؤيتنا نفعل ما لا تستطيع نفسها تحقيقه؟ وتحتفظ بإدارة الأقاليم التي تسيطر عليها في المغرب؟ ما الذي يمكنها أن تطلب أكثر؟
فما الذي يمنع بعد كل شيء من جعل مليلية وسبتة ميناءين تجاريين كبيرين؟ ولماذا لا؟ مع أنهما عندما كانتا مملوكتين للمغرب فترة طويلة، لم تقدم له شيئا كثيرا على المستويين التجاري والسياسي؟
من الواضح أنه لا يتعين أن نلومها على عدم قيامها بذلك، ولكن أخيرا، بما أنها لم تفعل ذلك، فلماذا تطلب منا نصيبها من المشاركة التي لا وجود لها، فمن الممكن جعل مسألة تقسيم المغرب موضع شك على الإطلاق، فإذا كان من الممكن في لحظة ما، طرح مسألة تقسيم الصين، فإن ذلك لم يكن موضوعا بالنسبة للمغرب، سوف تحصد إسبانيا كل المستوردات الطبيعية التي ستسهل على جميع الدول التلاعب بها مع المغرب،
سكانها في الجنوب سيعبرون المتوسط، ليقيموا ممتلكاتهم بأمان، كما وقع في عمالة وهران، في نقط غير مغزوة من قبلهم، ولكنها مفتوحة للأوربيين بفضل مجهودنا وتضحياتنا.
الأمر متروك لدبلوماسيتنا، لإثبات هذه الأدلة لإسبانيا، والصداقة مع هذه القوة، لن تساعدها في هذه المعركة.
ماذا سنمنح للمغرب يضيف السؤال؟
لقد أجبت على هذا السوال أعلاه:
سوف نقوم بتوفير وسائل البقاء له والتجدد، وسندخل معنا النظام بدلا من الفوضى، والإستفادة من طرقنا الزراعية والرعوية، بدل الطرق البدائية، التي لا تنتج شيئا تقريبا من الأرض، وأخيرا سنبين لهؤلاء السكان مقدار الغنى الذي تتوفر عليه أرضهم، والتي لا يعرفونها، بسبب الإفتقار إلى التعليم الكافي.
باختصار سنفتح أمام جميع الناس عصرا من الرفاهية الأكبر، من خلال العمل، والتحرر الكامل من خلال الحرية، ومن خلال البدء، بهذه المهمة العظيمة وتنفيذها، سنكون قد استحققنا خير الإنسانية.
بماذا ندين للقوى الكبرى؟
الحق في السكن في بلد جديد بعد الهجرة؛
ألن نسمح لجميع الشعوب بالحق في إدخال الأسواق بكافة أنواعها، ألا نكون قد فتحنا جميع الأسواق الجديدة للجميع؟ وهل سيكون من العدل أننا من خلال كل ما قمنا به، لم نعمل إلا من أجل قمعنا تجاه أمننا، مما يسمح لنا بمنح نقاط من حقنا؟
دعونا نَبْق ضمن حدود الإتفاقية المبرمة بيننا، والتي لا قوة ضدها، عصير الورد، من المحتمل أن يتطور،
ما هي المحاصيل؟ أليس لدينا كل المهارات؟ أنا أستاذ زراعي، أنا لا أتجرأ على تقييم نفسي كأستاذ فلاحي، القليل الذي أعرفه عن المغرب، يسمح لي، بالقول بأن هذه الأرض العذراء، ستعطي ما نطلبه منها.
ماذا هناك لنسأله؟
إذا لاحظت أن فرنسا بعيدة كل البعد عن تحقيق الإكتفاء الذاتي في القمح، فيبدو أن زراعة الحبوب، هي التي يجب أن نشجعها بشك أساسي؛ فالقمح والشعير والدرة، سيجد بسهولة استثماره المربح، نظرا لبعد المسافة، وبالتالي سيكون النقل أقل من الدول التي نحصل منها على هذه المواد الغذائية الأساسية.
الخطأ الذي أتمنى ألا نرتكبه، هو تشجيع زراعة الكروم، لقد مرت جزائرنا بفترة عصيبة في هذا الصدد، كادت أن تكون قاتلة، لقد تمت زراعة الكثير منها في الجزاير، ويبدو أن العصر الذهبي قد وصل، لكن إنتاج كميات منها لا يكفي، إذا لم تكن هناك طريقة لبيعها. لقد تمكنت الجزاير وتونس من إنتاج كميات كبيرة من النبيذ، لكن هؤلاء المنتجين وجدوا أنفسهم مدمرين، لأنهم لم يبيعوا منتوجهم، لذلك سيكون من الخطإ الجسيم في رأيي، أن نرغب في زراعة الكروم على نطاق واسع في المغرب، بسبب إغراء الإنتاج الزائد السهل، في التربة البكر.
ولكن ما يجب أن يفهم المنظمون في هذا البلد؟ هناك تربية الأغنام بشكل عام، وخاصة، أن تحسين جودة الصوف مشكلة تبدو بسيطة للغاية في المظهر ولم يتم حلها بالكامل حتى الآن، حتى في الجزاير، ومن ثم هناك أيضا عمليات استغلال الصوف، التي يجب الإشارة إليها ونشرها، ولا يزال هذا الأمر معمولا به بين العرب بطريقة مؤسفة، وتتأثر مبيعاتها ببدائية عملياتها.
أترُك مسألة المحاصيل والتربية لمن هم أكثر كفاءة مني، لكن ليس لي أدنى شك في أنها ستجذب انتباه المتخصصين، لأنها ستشكل لفترة طويلة قادمة، ويمكن للمرء أن يقول دائما، بأنها المهمة الرئيسية لسكان المغرب البدو أو المستقرين.
4- ما قيمة التعدين في البلاد؟
وهنا أقتصر مرة أخرى على قول القليل الذي أعرفه:
يقال أن هذا البلد لديه ثروة لا تصدق في مجال التعدين، ولدي مخاوف كبيرة من أن هذه الأسطورة تسبب الكثير من خيبات الأمل، وذلك عندما نعبر الحدود التي تفصل وهران عن المغرب، وهو أمر ليس بالمفاجئ نظرا للتكوين الجبلي للتربة، لكن هل هذا يعني أن هذه المناجم غنية؟
بالنسبة لشرق المغرب؟ لا أعتقد ذلك، يمكن العثور على الرصاص المحتوي على الفضة، بسهولة تامة، ولكن نسبة الفضة والنحاس منخفضة للغاية، بحيث لن يحقق الإستغلال إلا عائدا ضئيلا تقريبا.
أريد أن أصدق أنه على الجانب الأطلسي أكبر، لكن من يستطيع أن يقول ذلك؟ نحن لم ندخل المغرب، وأعتقد أن عددا قليلا من المهندسين سمح لهم بالدخول بحيث من الممكن أن نجد سلاسل الجبال الوسطى، بل من الممكن أن تكون هناك ثلاثة معادن عديدة، ولكن قد نصل إلى استنتاج مفاده؛ أن المناجم ليست ذات قيمة كبيرة، وأن ثرواتها هزيلة للغاية.
أريد بشدة أن أكون مخطئا، لكن إذا سألتني فإن رأيي يعطيك ذلك.
5- هل يجب علينا أخيرا، وفقا لتعبير أونسيم ليكلوس
قَيِّدْ آسيا، واحْتفِظ بإفريقيا.
إجابتي على هذا السؤال الأخير ستكون مصنفة؛
لماذا التخلي إدن عن تونكين، وكوشينشين، وأنام؟
كيف يمكن أن نتخلى عن تضحياتنا بالرجال والأموال، في آسيا لأن مسألة المغرب المنتظرة منذ زمن طويل أصبحت أكثر إلحاحا!
فهل إنجلترا مثلا “تركت” الهند لأنها وضعت يدها على منطقة جديدة في جنوب إفريقيا؟
وبعد ذلك يمكننا القول إذن؛ أن هذه قد يمكن تركها فريسة للظل، لكن من يستطيع أن يضمن لنا النجاح في المغرب؟ إذا فشلنا، فسنكون قد خسرنا آسيا، دون أن نفوز بالتعويض في إفريقيا.
هذه ليست طريقة للقيام بذلك مطلقا، يجب أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت إمبراطوريتنا الإستعمارية لم تختف لمدة ثلاثين 30 عاما؟ وما إذا كانت مواردنا وسكاننا يكذبون علينا؟ وقبل كل شيء، استغلال مثل هذا الأمر، والحفاظ عليه، هو أمر واضح، مسألة للمناقشة فقط.
لكي تحصل على الأمر بشكل صحيح، عليك أن تفعل ذلك نسبيا، نحن بحاجة إلى البحث عما كانوا يفعلونه بأنفسهم لمدة 30 عاما.
لكن الجواب سهل، الأفكار المطروحة في السوق: لقد بحثت جميع الدول عن منافذ جديدة لنشاطها التجاري أو الصناعي.
إن جاذبية المجهول، والرغبة في الإنتشار، أطلقت المستكشفين في كل مكان تقريبا، حيث ما كان هناك مجهول، تمت الهرولة إليه لجلب الثروة غير المستغلة من بعض الأمكنة فيه، خاصة التي يتركز فيها الفحم الحجري الذي يحتاجه الآخرون، لقد زاد عدد السفن التي تجوب البحار بين جميع الأمم تقريبا، ومن هنا ضرورة استغلال الأراضي الجديدة، لاستخراج منتجات من التربة، أو لنشر منتجات البلد الأم.
لا تتبع طريقك في هذا السباق نحو المنافسة، إنه تراجع، فرنسا لا يمكنها، ولا يجب عليها التراجع، تترك ما تملكه دون تعويض معين، إنه انتحار جزئي، إنه ترك المجال حر للجنسيات الأخرى، إنه حرمان، فرنسا اليوم عليها التفكير في الإمبراطورية الإستعمارية التي ضيعتها منذ قرن، يجب أن تفعل كل ما يعيدها، والحفاظ على مكانتها بين القوى، التي تزداد نفوذا يوما بعد يوم، من خلال تجارتها الداخلية والخارجية.
كونت طورناند نايب
————
أنظره مع الآراء السابقة في:
(ص:1-8) que faire au maroc?