ماذا يحدث في مطار مراكش المنارة؟

06 أبريل 2025 18:30

هوية بريس – سعيد الغماز

 مطار مراكش المنارة، هو من أجمل المطارات المصنفة عالميا. وقد شكلت التوسعة الأخيرة بإضافة محطة ثانية، قيمة مضافة ودفعة جديدة لجهود الدولة في جعل مراكش وجهة سياحية عالمية، وعلامة تجارية لمغرب يريد موقعا متقدما في سوق السياحة الدولية.

حضرتُ لتكوين مهني قام به أحد أكبر مكاتب الدراسات الأمريكية. وقد تفاجأت حين قال المسؤول عن التكوين إن رؤساء الشركات الكبرى، حين يزورون المؤسسات التابعة لهم، ويريدون معرفة مدى قيام المدير بمهامه، يزورون مراحيض هذه المؤسسة، وبالضبط يقفون على مستوى النظافة وراء باب المرحاض.

فما سبب هذا القول؟

خلال زياراتي في السنوات الماضية لمطار مراكش المنارة، كنتُ أفتخر باحتضان بلدي، لمثل هذه البنايات، وبمستوى التسيير الذي يرافق جودة كل المرافق المتواجدة في المطار. فتطوير العمران، وتجويد البنايات، يتطلب كذلك إسناد مسؤولية التسيير لكفاءة قادرة على تحفيز الموارد البشرية، ودفعها للقيام بواجبها المهني على أكمل وجه، لتكتمل صورة بلد يريد اختصار الزمن التنموي، واللحاق بالدول المتقدمة.

لكن هذا الأسبوع، وخلال توديعي لأفراد عائلتي، في مطار مراكش المنارة، أردت اختبار نظرية تقييم التدبير من خلال وضعية النظافة وراء باب المرحاض، كما تعلمت في الدورة التكوينية. فذهبت للمرافق الصحية في منطقة الإركاب zone d’embarquement. هنا تكمن مفاجئتي.

مرافق صحية دون المعدل المطلوب في النظافة، ونحن نتحدث عن مطار هو وجه المغرب السياحي عالميا. كان بجانبي سائح أجنبي أراد الضغط على صنبور الماء، فوجده دون غطاء ولا يشتغل. كل المراحيض دون استثناء، لا تتوفر على الورق الصحي، ومكان وضعها في حالة مزية، دون أن أقول شيئا آخر.

لكن ما أثار انتباهي، هو وقوف عاملات النظافة بجانب الباب الرئيسي للمراحيض، وعلى المرتفقين الدخول بحذر لتجنب مزاحمة عاملة النظافة، لأنها تحتل ثلثي الباب بشكل مقصود. الغريب هو أن الورق الصحي، متوفر وبكثرة. لكن عوض وضعه في مكانه، تعرضه عليك عاملة النظافة وكأنها خدمة مدفوعة الأجر.

مهنيا، لا معنى لوقوف عاملة النظافة في باب المراحيض. فموقعها الطبيعي هو تنظيف المراحيض وفق دورية يحددها المسؤول الإداري، أو تواجدها في قاعة الاستراحة المخصصة للعمال. وهو ما نجده في مطارات العالَم المتقدم.

لا أعتبر هذا انتقادا لأي أحد، ولا أريد منه الإساءة لسمعة المطار. وإنما هي صرخة غيور على بلده، وطامح ليرى مغربا آخر بعد مونديال 2030. وكما أقول دائما، تنظيم المغرب لهذا المونديال إلى جانب بلدين متقدمين من أوروبا، يجعل بلدنا أمام تحدي الظهور في مستوى يليق بوطننا، تجنبا لإحراج مقارنة جمهور المونديال بين مستوى الخدمات في البلدان الثلاثة المنظمة للتظاهرة الرياضية العالمية.

يشتغل المغرب على تطوير البنيات التحتية، بما فيها توسيع المطارات. لكن تطوير العمران يحتاج إلى مسؤول إداري لا يقضي وقته في مكتبه المكيف، بل يقضي وقتا معتبرا في جميع مرافق المؤسسة التي يتحمل إدارتها، بما فيها زيارة المراحيض للوقوف على مستوى الخدمات.

دون مسؤولين من هذه الطينة، سنبقى عرضة لانتقاد المرتفقين، ولحملة تشهير وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما ينتظره خصوم بلادنا التي أصبحت تنظم تظاهرات عالمية.

ماذا ينقصنا لتكون نظافة المرافق الصحية في مطاراتنا في مستوى المطارات الأوروبية؟

الجواب بشكل مباشر، لا ينقصنا أي شيء سوى مسؤول له نفْس مواصفات المسؤول في البلدان الأوروبية. وعلى رأس تلك المواصفات، زيارات دورية لجميع مرافق المطار على رأسها مراقبة مستوى النظافة في المراحيض. قد يستصغر البعض هذا المؤشر، لكن صدقوني…ضعف النظافة في المراحيض مؤشر يخفي الكثير.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
23°
20°
الثلاثاء
18°
الأربعاء
20°
الخميس
20°
الجمعة

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M