ماذا يعني هروب الصهيوني “غوفرين” من المغرب؟

18 أكتوبر 2023 18:47

هوية بريس – إبراهيم الطالب

أعلنت دولة الكيان الصهيوني أنها أخلت مكتبها للاتصال بالرباط الذي أعيد فتحه بعد مهزلة “التطبيع”، فما هي بعض دلالات هذا الفعل الديبلوماسي؟

أولا: وقبل كل شيء، غوفرين كان كالكلب الأجرب، كريه المنظر غير مقبول على كل المستويات، متهما بالسرقة والتحرش الجنسي والتطاول على السيادة المغربية؛

ثانيا: إن المطالب بطرده كانت قد كثرت بل تعالت الأصوات بإغلاق المكتب، وكر الفساد نهائيا، خصوصا بعد هولوكوست مستشفى المعمداني 16-10-2023، والذي ذهب ضحيته أكثر من 800 طفل وامرأة وعجوز من الجرحى والمعطوبين.

ولنا أن نتساءل هل هذا الهروب هو خوف على حياة غوفرين؟

أم أنه تصرف استباقي حتى لا تضطر الدولة المغربية إلى إقفال مكتب الاتصال؟

والغالب على الظن التفسير الأخير، فمع تداعيات هولوكوست المعمداني، كان طرد غوفرين واردا جدا لأن استمرار وجوده في المغرب كان محرجا للدولة ملكا وحكومة وشعبا.

لكن هل هروبه حلَّ المشكلة ورفع الحرج؟

بالطبع لا، فلا يرفع الحرج خصوصا مع جرائم الكيان الصهيوني التي تجاوزت كل الحدود إلا إذا تمت تصفية الملف برمته وذلك بإلغاء التطبيع مع المعتدين قتلة الأطفال والجرحى والنساء.

فالشعب المغربي حسب ما تناولته الشعارات التي رفعها المتظاهرون في كل المدن لا يمكن أن يتنازل عن مطلب إلغاء التطبيع وفض الاتفاق المشين، والاصطفاف في صف شعبنا في فلسطين حتى يستردوا أرضهم، ونسترد نحن أملاكنا في حارة المغاربة، فإذا كان الصهاينة يبحثون عن قبر خرب في مكان قفر بين صخور تنغير ليرمموه، حتى يعيدوا بناء هويتهم “المغربية” التي نسختها صهيونيتهم، فنحن أولى بالمطالبة بعقاراتنا ومساجدنا وفنادقنا التي هدمتها الدولة الصهيونية، ونكتفي في الدفعة الأولى بما أثبته لوي ماسنيون في كتابه “أوقاف المغاربة في القدس”، وهو المستشرق الفرنسي الحاقد وقد عمل مستشارا لوزارة المستعمرات الفرنسية، والراعي الروحي للجمعيات التنصيرية الفرنسية بمصر، فلن يتحيز مثله إلى المغاربة.

لقد فر غوفرين حتى لا يطرد بقرار رسمي، وذلك ليبقي أمر عودته من جديد مفتوحا، فمتى وضعت الحرب أوزارها رجع يطل على المغاربة كالأفعى مستفزا لكبريائهم ونخوتهم، ولا يهمنا لا غوفرين ولا غيره، المهم أن يُقطع الاتصال جملة وتفصيلا مع الكيان الغاصب، قاتل النساء والأطفال، ومبيد الجرحى والمعطوبين.

ثم إن اهتمام المغاربة بفلسطين ودفاعهم عن شعبها هو من صميم الاهتمام بالهوية والدين والتاريخ، ففلسطين هي جزء من الذاكرة والتاريخ والهوية المغربية، فضلا عن أنها تمثل جزءا مهما من الدين والمعتقد، فهي مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، وهي أيضا من بلاد الإسلام التي يحرم على أدنى مسلم أن يفرط في شبر واحد منها، ناهيك على أنها أرض النبوءات والملاحم.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه سلم

آخر اﻷخبار
2 تعليقان
  1. اذكر قبل شهور كيف استقبل من قبل (امين) رابطة العلماء في مقر الرابطة بالرباط….وخرجت إلى الإعلام صورته برفقة هذا (الامين)
    ولم اسمع يوما بأن رئيس الطائفة اليهودية بالمغرب اخذ صورة مع هذا الصهيوني

  2. لا ينبغي استعجال الأحداث والوقائع وكدا تفادي أخطاء التسرع والانفعال في إصدار أحكام ،اسراءيل بدون مجادلة ولا مزايدة عاثت دمارا وخرابا بانسان وارض فلسطين منذ عقود وسنوات ،لكن الحكمة أخذ العصا من المنتصف لأن أخطر اسرائيل تواجه وجودنا كمغاربة ارضا وانسانا هي النظام العسكري الحقود فهاهو يقدفنا بصواريخ عبر بيدقه البوليزاريو.وهاهو المغرب بقيادة حليف اسرائيل يدافع عن وحدتنا الترابية أمام حلفاء الجزائر…من هو هذا البلد العربي إذا استتنينا الخليجيون تستنكر يوما أفعال جيراننا…لذلك علينا في هذا العالم المتشابك الذي يتحرك فقط بالمصلحة المقيتة أن نصنع موقفنا موقعنا بما هو متاح لنا

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M