اتفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الخميس، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على وضع خريطة طريق للمنطقة بعد الحرب على تنظيم الدولة “داعش”.
ووفق “عربي21” وفي رد سريع على الاتفاق، كشفت روسيا عن استعدادها للتعامل مع أي أفكار بناءة، قائلة: إن “الاقتراح الأمريكي الفرنسي قابل للتحقيق في الواقع” ولكن بشروط…”.
الاتفاق الأمريكي – الفرنسي
وأكد الرئيس الأمريكي أنه بحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز الأمن، وحث قوات التحالف التي تقاتل تنظيم الدولة على ضمان أن تظل الموصل مدينة محررة.
وقال ترامب في مؤتمر صحفي بقصر الإليزيه بالعاصمة باريس: “اليوم نواجه تهديدات جديدة من أنظمة مارقة مثل كوريا الشمالية وإيران وسوريا ومن الحكومات التي تمولها وتدعمها. نحن نواجه أيضا تهديدات خطيرة من منظمات إرهابية”.
وأضاف: “نجدد عزمنا على الوقوف متحدين ضد أعداء الإنسانية هؤلاء وتجريدهم من أراضيهم وأموالهم وشبكاتهم والدعم الفكري الذي يحظون به”.
وعقب اجتماعه بالرئيس الفرنسي في باريس، قال ترامب إن إدارته ستواصل السعي من أجل اتفاقات تجارية “عادلة قائمة على تبادل المنفعة”، مضيفا أن المباحثات بشأن اتفاقات مع الصين لا تزال جارية.
ووصل ترامب وزوجته ميلانيا، صباح الخميس، إلى مطار “أورلي” جنوب باريس، في زيارة إلى فرنسا تستغرق يومين.
روسيا: نقبل لكن بشروط
وأكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف، إمكانية تحقيق اقتراح فرنسي أمريكي بإنشاء مجموعة اتصال دولية لصياغة خريطة عمل حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب.
وقال كوساتشوف على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الجمعة، إن الاقتراح الأمريكي الفرنسي قابل للتحقيق في الواقع، ولكن بشروط، مؤكدا استعداد روسيا للتعامل مع أي أفكار بناءة.
وشدد على أن الاقتراح الفرنسي-الأمريكي، المتمثل في إنشاء مجموعة اتصال دولية، لصياغة خارطة طريق حول مستقبل سوريا ما بعد الحرب، يشارك فيها الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي، وممثل عن الحكومة السورية، والأطراف الإقليمية، يمكن أن يكون ناجحا، بشرطين اثنين: “إذا لم يقوض هذا الاقتراح المحادثات في جنيف وأستانا، وإذا كان جديا”.
وأوضح السناتور الروسي أن تصريح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بتخليه عن مطلب تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، يجعل فرنسا لاعبا رئيسيا في الساحة السياسية الدولية.
ماكرون: سنرد بشكل مباشر
قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنّ “أي استخدام للسلاح الكيميائي في سوريا، سيقابل بردّ مباشر”.
ولفت إلى أنه “لن يجعل” في المقابل، من “رحيل بشار الأسد شرطا مسبقا” لأي محادثات.
وتأتي الزيارة بدعوة من ماكرون، للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الفرنسي “الباستيل”، والاحتفال بمرور 100 عام على دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى.
وتابع ماكرون، أنه اتفق مع ترامب، على تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي ما يتعلق بالملفين السوري والعراقي، قال ماكرون، إنه سيواصل العمل مع نظيره الأمريكي بهذا الشأن.
غير أن اتفاق باريس للمناخ يظل نقطة الخلاف بين الجانبين، حيث جدد الرئيس الفرنسي تمسّكه بالاتفاق.
ولفت إلى أن “الخلافات حول هذا الموضوع معروفة، وأنا أحترم قرار ترامب”.
ويعتبر اتفاق باريس للمناخ أول اتفاق دولي شامل حول حماية المناخ، تم التوصل إليه في 12 ديسمبر 2015، في باريس، بعد مفاوضات طويلة بين ممثلي 195 دولة.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2016، بعد موافقة كل الدول عليه وضمنها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
ومطلع يونيو الماضي، أعلن ترامب، انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، من أجل “حماية أمريكا وشعبها”.