ما أبيح لهؤلاء لا يجب أن يلام أو يحاسب عليه أولئك..

01 أغسطس 2024 19:20

هوية بريس – محمد بوقنطار

لطالما تساءلت في تعجب وسدارة: هل صار للمواقف قواعد متجردة؟! أم أن الأذهان والذمم في عالم السياسة تشط بأصحابها عن الضوابط الأخلاقية وتدور مع المصالح والامتيازات وجودا وعدما، تنيخ مطاياها حيث الربح المحض والتعاون على الإثم والعدوان، ذمم تؤوي إليها ما ومن تشاء وتطرد في جفوة وعداء ما ومن تشاء.

ولربما كان الاستغراب هاهنا أقل حدة من وتجاه آخر، وقد علمنا أن بحر السياسة قد تجاوزت نجاسته القلتين فلم يعد يحمل طهرا أو يتصف بالطهارة، ذلك أن اعتناق هذا التطفيف الحائف من طرف رجال الدين علماء وخطباء وطلبة علم هو أدهى وأمر، وأفظع وأبشع… إذ كيف ينبري البعض فيطفق منكرا مستنكرا على كوادر المقاومة الإسلامية الفلسطينية الإقامة بين ظهراني وعلى أرض المجوس الحاقدين، ثم لا تكاد تسمع لهذا البعض ركزا أو همسا وهو يرى الحكومات العلمانية المحلية المنتسبة اعتسافا لمسمى أهل السنة والجماعة تتبادل الصفقات التجارية، والتنسيقات الأمنية، والإمدادات العسكرية، والتمثيليات الدبلوماسية مع دولة إيران المجوسية الحاقدة، فهل انخرمت قواعد التحليل والتحريم، والمنع والإباحة عندهم أم أن التطفيف صار عنوان الكيل والاكتيال حتى عند أهل العمم؟!

ثم هل نملك أن نحاسب إخوة لنا يقاتلون عدوا لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، قد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأوصدت وأغلقت في وجوههم بلدان وجغرافية أهل السنة، وحوصروا حتى أكلوا خشخاش الأرض، وتواطأ العالم الأمبريالي المكابر المنافق على قريتهم الطاهرة، فنحاسبهم ونلومهم على استصراخهم ولجوئهم على مكرهة وضرورة إلى دولة الملالي حيث الحقد التاريخي يسكن الوجدان الفردي والجماعي ضد وجودنا، وقد علمنا من شرعنا الحنيف أن الله رفع الحرج وعطل آلية المحاسبة على آكل الجيفة وشارب الخمر حال الضرورة وزمن الاضطرار.

نسأل الله لهم نصرا مؤزرا، ورميا مسددا، يصبح معه المثبطون والمطبعون والمخذلون على ما أسروه من النادمين.

آمين يا رب العالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M