ما أريده هو أن ترى أيها المسلم حقيقة زيف أعدائك

19 مارس 2025 06:04
النساء لم يعدن بحاجة لمحرم لاستئجار غرفة في فنادق السعودية

هوية بريس – تسنيم راجح

تكررت خلال الأيام الماضية قصص لقادمين إلى أمريكا من حاملي البطاقة الخضراء أو الفيزا ممن تمت إعادتهم من المطارات بعد تفتيش ضباط الهجرة هواتفهم المحمولة ليجدوا صوراً داعمة لغزة في مجموعات وسائل التواصل أو مراسلاتهم مع الأصدقاء أو في الصور المحذوفة!

لن أتحدث عن نفاق “حرية التعبير” الذي صدّعوا رؤوسنا به حين كان الحديث عن “حرية” الإساءة للإسلام، لن أتحدّث عن آلاف المسلمين الأمريكيين الذين صوّتوا لترامب لأنهم صدّقوا وعوده بالسلام، لن أتحدّث عن نفاق حقوق وكرامة الإنسان وخصوصيته التي يتم دعسها بكلّ بساطة في سبيل عنجهية رجلٍ بات يقود الدولة التي تعتبر نفسها الفردوس الأرضي والقاضي الأخلاقي والسلوكي على كل دول العالم.. لن أدخل هذا كلّه..

لكن ما أريده هو أن ترى أيها المسلم حقيقة زيف أعدائك، وتنطلق من عزّتك بدينك في تعاملك مع نفسك وتربيتك لأولادك ونظرتك لمستقبلك..

ولذلك لنسأل..

في دولةٍ مثل أمريكا.. ما الذي يجعل ترامب مثلاً أمريكيّاً أكثر من الذي يتحوّل الآن من البطاقة الخضراء إلى حيازة الجواز الأمريكي؟ وبالتالي هذا الأبيض المتعجرف النصراني العنصري… لماذا يمثّل ما تعنيه قيم أمريكا أكثر من ذاك الذي قد أتي قبل بضع سنواتٍ من الهند ويعبد البقر ولا يتكلّم الانكليزية إلا بصعوبة؟

ترامب نفسه يناقض حوالي 70٪ من مشاريع بايدن الذي سبقه، فأيهما يمثّل القيم الأمريكية؟ قيمة الحرية الفردية مثلاً كانت إلى ما قبل يومين من مقدسات الدولة الأمريكية!

فحين يقول الضابط في المطار أن هذا الذي يحمل البطاقة الخضراء يجب أن يعود إلى بلاده بسبب صورٍ على هاتفه، فكيف يستطيع في عقله حتى أن يقول أن هذه الصور فعلاً تناقض القيم الأمريكية؟!

ترامب ينحدر من أسرةٍ كانت في أصلها مهاجرين، وبالتالي فالذين يستطيعون الحكم بأن فلان يستحق الانتماء للأمة الأمريكية أو يوافق قيمها وفلان لا يستحق ذلك هم الهنود الحمر وحدهم! هم أصحاب الأرض الحقيقيين وهم الأقدم فيها!

الموضوع كلّه كذبة سخيفة يعلم الجميع أنها اختُرِعت للتو ولكنّهم يماشونها إما مرغمين وإما منتفعين! يماشونها متظاهرين بتصديقها، متظاهرين مع كثير من الأزياء التنكّريّة من الفصاحة أو ادعاء الخبرة السياسية أو الحنكة!

فكرة أن حيازة الصور الداعمة لغزة أمرٌ مضادٌ للقيم الأمريكية هي بهذه الهشاشة، لكنّها تظهر الآن في الإعلام، ويبررها السياسيون المتحكمون في أمريكا اليوم رغم سخافتها وبرودها، وهكذا يسير العالم!

ما يتحدث هو لغة القوة، وما يصل صوته هو القوة، القيم والشعارات هي مجرد بهارات تضاف فوق المصالح والأهداف، هي بهارات يتم وضعها فوق حراك الداروينية السياسية التي يريد الساسة ورؤوس الأموال والشياطين في أمريكا أو إسـ.رائيل أو أوروبا عبرها أن يأكلوا العالم أو يحولوه لمزرعتهم الصغيرة!

ولذلك فإنّ عليك أيها المسلم في كلّ مكان أن ترى حقيقة الإيمان وثباته وقوته وحاجة العالم له أكثر من أي وقتٍ مضى..

عليك أن تعتزّ بكلّ آيةٍ في كتابك وكلّ جزءٍ من هويّتك، هويّتك هذه يجب أن تبقى الثابتة، وعزّتك بها يجب ألا تتغيّر ولا تنحني أمام فتن الدنيا وظروفها وتغيّراتها.. وعليك أن تفهم زيف ما تنادي به الجاهليّة الغربيّة بكل أشكالها مهما بدت جذّابة أو جميلة أو محترمة، مهما بدوا متقبّلين لك يعطوتك الحقوق والاحترام والحرّية، إنهم يستخدمونك فقط، ويريدونك فارغاً فقط..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
20°
20°
السبت
22°
أحد
24°
الإثنين
21°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M