ما أغفله السكال في الرد على رواية بنكيران.. “الربيع فتنة وليس حراكا”
هوية بريس- محمد زاوي
كتب القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، عبد الصمد السكال، مقالا يرد فيه على رواية بنكيران بخصوص دور الحزب في أحداث فتنة “الربيع” وامتدادها في المغرب.
وانتقد السكال رواية بنكيران في نقطتين بالضبط:
– النقطة الأولى؛ أن القول بعدم مشاركة الحزب في “الحراك” (بتعبير السكال) ليس صحيحا، بحجة عدم انضباط عدد من المناضلين لبلاغ الأمانة العامة قبيل 20 فبراير.
ولا ندري، في هذه القضية، كيف شق على السكال التمييز بين وضعين: وضع يرفض فيه الحزب الخروج في “20 فبراير”، وآخر يدعو فيه إلى المشاركة في الاحتجاجات؛ فهل يستويان مثلا؟! ألا يميز السكال بين مواجهة القواعد بالمنع فيخالف بعضهم قرار القيادة، وبين قيادة تدعو جحافل قواعد الحركة والحزب لملء الشوارع في كل مكان؟! ألا يميز السكال بين موقف ينتج التوازن داخل المعارضة نفسها، وآخر يقوي الخط العولمي في الشارع المغربي؟!
– أما النقطة الثانية؛ فتتعلق بقول بنكيران إن “عدم مشاركة الحزب في 20 فبراير جنب المغرب مخاطر انزلاق الأوضاع”، وهذه نقطة يرد عليها السكال بالقول: “الالتفاف الواسع والواعي من طرف المغاربة حول المؤسسة الملكية، وخروج جلهم طلبا للإصلاح في إطار الملكية، والتفاعل الملكي الاستباقي المتجاوب مع المطالب في خطاب 9 مارس، هي العوامل التي جنبت البلاد السيناريوهات الأخرى”.
وهذا كلام في حاجة إلى تدقيق، فليس جميع المغاربة الذين خرجوا في “20 فبراير” كانوا يعرفون سقف خروجهم في المستقبل، كما أنهم لم يكونوا على موقف واحد من المؤسسة الملكية وإن أضمر بعضهم موقفه الجذري (اللاإصلاحي) خلال الاحتجاجات.
ومن جهة أخرى، فإن التجاوب بين المجتمع والدولة بعد “خطاب 9 مارس” لم يكن من عدم، بل نتيجة وجود قابليات في الدولة والمجتمع معا؛ وقد كان “العدالة والتنمية”، وبالضبط بنكيران ومن معه، من أقوى هذه القابليات في المجتمع. خصوصية الإسلاميين المغاربة من خصوصية الدولة المغربية، وخصوصية الشارع من خصوصيتها أيضا. كانت الدولة هي الفاعل الأكبر، لكنها لم تكن لتنجِح فاعليتها إلا بقابليات أنتجتها بيدٍ منها في المجتمع؛ في هذا الإطار يجب قراءة أهمية بنكيران.
***
الأسئلة التي لم يجب عليها السكال بوضوح هي:
– ما موقفه من أحداث “الربيع”؟ هل هو “حراك” أم فتنة؟
– وعلى أي أساس رفضت بعض قيادات العدالة والتنمية موقف بنكيران ومن معه؟
– ألم يكن التيار العولمي داخل العدالة والتنمية سببا في تراجع الحزب، وقبل ذلك في إرباك علاقاته بالدولة تحت أقنعة “الديمقراطية وحقوق الإنسان”؟
***
بعد أن يجيبنا السكال على هذه الأسئلة بوضوح، سنناقشه في خطاب بنكيران، ما له وما عليه.