ما أنا إلا نذير بين يدي مآلات لا يعقلها إلا أولوا الألباب

هوية بريس – د.ميمون نكاز
“العنف المتبادل” بين الدولة والمجتمع نذير شؤم على الأمن والاستقرار العامين للاجتماع السياسي والمدني…
“الدولة المستبدة” بجميع أشكالها وهوياتها التاريخية متخصصة بطبيعتها الذاتية في “إعمال العنف”وإتقانه عند تقديرها لضرورته أو الحاجة إليه، حيث لا تتوانى في استخدامه كلما استشعرت الجرأة عليها، أو تَحسَّسَت تهديدها من قبل المجتمع، إذ هو أداتها الفعالة للتخويف والترعيب، والتأديب والترهيب، والنكاية والقهر للمحافظة على وجودها، والمجتمع إذ ينفعل بعنف الدولة قد يتفاعل معها باللجوء إلى استعمال الأداة نفسها، وقد تعنفه الدولة بقوة وشدة مقصودين- في ظرف تخوفها من قوة سلميته- لجره إلى الساحة ذاتها التي تريد أن تلاعبه فيها، وبذلك ينجرف الجميع إلى متاهات غير معلومة العواقب والمآلات…
العنف شجرة خبيثة ملعونة، لعناتها جارفة، لا تبقي ولاتذر، حلاقة للأمن والاستقرار في الدولة والمجتمع، بل لا نراه صائرا في فتونه وجحيمه إلا مراتعَ للخصوم الكائدين والأعداء المتربصين، ولا يمتري عاقل في إدراك كَوْنِهِ “الأداةَ الفعالة لصناعة “الفوضى الحلاقة”، التي تحلق الدولة والمجتمع على سواء، وما أسهل اختراق الحركات الإصلاحية و التيارات التغييرية من أجل إرباكها وإدانتها، وادعاء الحق في مواجتها لاتهامها بالعنف والفتنة والإرهاب والفوضى…
لذلك وجبت اليقظة، ولزم الحذر، وتأكد واجب الاحتراز ولازم الاحتياط، في سياق هذا الحراك الاحتجاجي والطلبي الذي بَجَّسَهُ هذا الجيل من الشباب المهموم بقضايا وطنه ومستقبل بلاده، من خلال معتصره الإصلاحي: “الكرامة” و”العدالة” و”الحرية”، كل ذلك من خلال “القطيعة مع الظلم والفساد”…



