ما الدولة..؟

28 يوليو 2024 21:59

هوية بريس – إبراهيم أقنسوس

العودة إلى إثارة النقاش، حول مفهوم (الدولة العميقة)، والاختلاف حول ما تعنيه، أو ما لا تعنيه، يعني أن الأمر يحتاج إلى بيان وتوضيح، تعلق الشأن بعموم المواطنات والمواطنين، أو بغيرهم من المتدخلين في النقاش الفكري والسياسي، والذين يتلقون هذه العبارات ويستعملونها، بالكثير من الضبابية والتغميض والارتباك.

والواضح، أنه باستثناء التعاريف الأكاديمية، التي تهم بعض الباحثين والمفكرين الذين كتبوا في موضوع الدولة، وما تعنيه، (مفهوم الدولة: عبد الله العروي مثلا)، فيمكن أن نلاحظ، أن الكثير ممن يستعملون هذا المصطلح (الدولة)، لا يصدرون عن معنى محدد، أو لا يريدون ذلك، ولا ندري بالضبط ماذا يقصدون بعبارة (الدولة)؛ هل هي النظام القائم، بمؤسساته المختلفة، أم هي الأجهزة الأمنية، أم هي  المؤسسات الاقتصادية، بأذرعها المختلفة، أم هي المؤسسات المنتخبة، الحكومة، البرلمان، المجالس بأنواعها، أم هي كل هذا وزيادة.

واضح، أن كل هذه العناصر والحواشي، تحضر أثناء استدعاء مصطلح (الدولة)، بالنسبة للكثير من المتكلمين في الشأن السياسي، ويمكن التفكير هنا، في الكثير من الإعلاميين، والمتحدثين باسم بعض الأحزاب، والهيئات الجمعوية والحقوقية، فضلا عن عامة المواطنين والمواطنات.

وبالنسبة إلى بعض المعارضين، أو الذين يتحولون إلى معارضين، فهم يضيفون إلى كلمة (الدولة)، كلمة (العميقة)، أو ما يدخل في حكمها، أو يقال أنه يدل عليها؛ ولنا أن نتذكر العبارات التالية: جيوب المقاومة، العفاريت والتماسيح، التحكم، وما إليها، ولنا أيضا، أن نتذكر، أن هذه العبارة (العميقة)، ارتبط استعمالها من جانب آخر، بما تعرضت له بعض الثورات من إجهاض، (حالة مصر وتونس مثلا).

ما يؤكد بالنهاية، أن العبارتين: (الدولة)، ثم (الدولة العميقة)، تحتاجان إلى تعريف، حتى تتبين ماهيتهما، والفروق بينهما، إن كانت هناك فروق، ويجب أن تكون هناك فروق؛ وبالطبع، فالقول بالاختيار الديمقراطي، يقتضي هذا التوضيح، ويتطلب هذا البيان والتبيين، حتى يتمكن المواطنون، عامتهم وخاصتهم، من استعمال كلمة (دولة) في صورتها العلمية والواقعية الصحيحة، كما يصح أن تفهم وتمارس، وعدم خلطها بغيرها من العبارات الاستعمالات، التي قد لا يكون لها معنى، أو يتقصد أصحابها الإغماض والإبهام، لغايات معينة، يفهمونها هم وحدهم.

ولنا أن نلاحظ، أن الخلط في الفهم، يعني الخلط في الاستعمال، والخلط في التوظيف، والدخول في متاهات لا مبرر لها، بالنسبة لبلاد تقول إنها تريد أن تكون (دولة) مؤسسات.

إن  وضوح معاني المصطلحات في الفعل السياسي، يعني وضوح الصلاحيات، ويعني تحديد المسؤوليات، ويعني القدرة على المتابعة والمراقبة، ويعني تحديد أوجه الخلل والإخلال، في كل المجالات، ويعني من وجهة أخرى، القدرة على امتلاك المعطيات والعناصر اللازمة لقراءة الأحداث والوقائع، بغض النظر عن نوعها ودرجتها؛ وإن عدم الرغبة في الإيضاح، أو عدم القدرة عليه، أو عدم التمكين له، يعني تحويل الفعل السياسي إلى تمارين في الثرثرة على الضفاف، وإلى أنشطة في (البولميك)، المضيعة للوقت والجهد.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M