ما الذي يمنع عصيد من كشف عقيدته للمغاربة؟
هوية بريس – ذ.عبد الكريم لشهب
في كل نقاش مجتمعي بين الأغلبية المسلمة المؤمنة بربها وبين التيار المستغرب الذي يرى في شريعة رب العالمين رجعية وتخلفا إلا ويستغل عصيد الفرصة ويتولى كبر مهاجمة ثوابت الأمة المغربية المسلمة.
فإذا كان التيار المحافظ على قيمه وهويته من علماء ودعاة ومشايخ يعلنون أن مرجعيتهم الأسمى هي الشريعة الإسلامية فإننا لم نر عصيدا يعلن يوما عن عقيدته مرجعيته التي يتبناها في النقاش.
فلماذا يخفي عصيد عقيدته ويرفض ويتحرج من الإجابة عن هذا السؤال كلما طرح عليه؟؟
في وقت سابق تفجرت فضيحة لعصيد وإحدى خليلاته تسمى مليكة مزان إذ خرجت حينها للعلن بأسرار خطيرة حدثت بينهما واتهمته بإهانة المرأة التي يدعي الدفاع عن حقوقها وأنه تسبب في تشتيت بيتها الأسري بل صرحت بأمر أكثر فظاعة يتعلق بزنى المحارم. فالتزم عصيد وإلى يومنا هذا صمت القبور ولم يخرج لا بنفي ولا إثبات لهاته الاتهامات ما يرجح فرضية صحة تلك الوقائع.
ما حكته مزان يبين ازدواجية عصيد ونفاقه الاجتماعي إذ يظهر في العلن منافحا ومدافعا عن حقوق المرأة وفي الخفاء تجده مُهينا لها يبحث عنها بين الدروب ليقضي نزواته منها وإن كانت في عصمة زوج آخر.
ومن المثير فيما كشفته مزان والذي له علاقة بموضوعنا أنه تزوجها بعقد باسم إله يدعى “ياكوش” والذي قيل إنه إله قديم عبده الأمازيغ، وقد نشرت وثيقة تثبت ادعاءها، مع أنها كانت حينها متزوجة من رجل أخر. هذا ما يجعلنا نعوذ لمسألة المرجعية الدينية والمعتقدات التي يؤمن بها عصيد والتي يخفيها ولم يمتلك يوما الجرأة ليعلنها أمام المغاربة دون مواربة أو اختباء خلف عبارة أن الاعتقاد حرية شخصية.
فإذا كان عصيد حرّا في اختيار معتقداته الدينية فليس من حقه أن يدخل لنقاش يهم المجتمع المغربي المسلم دون أن يعلن هل يقاسم هذا المجتمع نفس المرجعية أم له مرجعية مناقضة تمام التناقض لمرجعتهم. هذا لأن عصيد كل تدخلاته ونقاشاته تدور حول مهاجمة أحكام الشريعة الإسلامية واتهامها بالرجعية والجمود مناديا بالدعوة لتجديد الفقه الإسلامي وكأنه يدافع عن الشريعة الإسلامية ومشكلته فقط الدعوة للتجديد والخروج من الجمود المتوهم في عقله لمواكبة العصر.
في حين أن الحقيقة هي دعوته لتنحية الشريعة الإسلامية من جميع مناحي الحياة لتحل محلها قيم علمانية مستوردة غريبة عن المجتمع المغربي المسلم من قبيل التطبيع مع الزنا التي يسمونها علاقات رضائية، وتنقية مدونة الأسرة من تعاليم الشريعة الإسلامية، والمساوات بين الرجل والمرأة والشذوذ الجنسي.. وغيرها من الموبقات التي تمقتها فطر المسلمين السليمة.
ويبقى النفاق الاجتماعي هو السمة البارزة في شخصية عصيد الذي يدخل للنقاش المجتمعي وكأنه يقاسم المجتمع نفس المرجعية في حين أنه يخفي مرجعيته الحقيقة التي يؤمن بها ولا ندري ما السبب الحقيقي الذي يجعله يتحاشى الحديث عنها.
فمتى يمتلك عصيد الجرأة الكافية للتصريح بمرجعيته وموقفه من الإله الذي يؤمن به المغاربة ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كتابه الكريم مرجع المسلمين في الحياة دون الاختباء خلف أجوبة الحرية الشخصية وما شابه ذلك.
وختاما فمن حقه الإيمان بما شاء، فربه هو الكفيل به وهو الذي سيحاسبه، لكن ليس من حقه أن يناقش أمورا تهم مجتمعا مسلما وكأنه يقاسمه نفس المرجعية، ولا ندري هل يريد أن يلعب دور أبي ابن سلول في محاولة للنيل من إسلام المغاربة من الداخل وأنى له ذلك.