ما الفرق بين الاحتفال بحفاظ القرآن والاحتفال بالمولد؟

هوية بريس – الشيخ مصطفى العلوي

سؤال: ما الفرق بين الاحتفال بحفاظ القرآن والاحتفال بالمولد؟

الجواب: هذا القياس غير صحيح للفرق بين الأصل والفرع من جهات متعددة؛

أولا: الاحتفال بالحفاظ فعل وسَلِي يقصد به تعظيم القرآن، لا التعبد بنفس الفعل، بخلاف الاحتفال بالمولد، فهو تعبدي بنفس الفعل.

وعليه؛ فالأول مندرج في المصلحة المرسلة والثاني في البدعة.

ثانيا: الاحتفال بالحفاظ فعل غير مقيد بقيد يصيره تعبديا، فهو تعظيم مطلق للقرآن في أهله، ولا شكل فيه تعبدي، بخلاف الاحتفال بالمولد، فإنه يلتزم فعله في زمن معين، وبطرق معينة، فلزم كونه عبادة كغيره من العبادات.

ثالثا: الاحتفال بختم القرآن ثبت عن السلف من الصحابة وغيرهم، بخلاف الاحتفال بالمولد، فلم يثبت عن أحد منهم.

رابعا: ترك النبي (صلى الله عليه وسلم) للاحتفال بالحفاظ ترك مع عدم وجود المقتضي لفعله؛ لأن القرآن لم ينزل كاملا كي يحتفل بحفاظه الختمة، بخلاف الاحتفال بالمولد، فقد تركه (صلى الله عليه وسلم) مع وجود المقتضي وعدم المانع، فيكون بدعة بخلاف الأول.

خامسا: المصلحة في الاحتفاظ بالحفاظ معتبرة، فإنه يتضمن:

– التنويه بالحفاظ

– تشجيع غير الحفاظ

– تكريم أبوي الحافظ

– مجازاة المحفظين بإظهار نتاجهم

– إظهار عظمة القرآن بكثرة حفظته

لهذا كان السلف يعنون بالحفظة؛ تحقيقا لهذه المصالح وإظهارا لها.

بخلاف الاحتفال بالمولد، فإن مصلحته ملغاة، والوصف المناسب فيها غريب، لوجوده في زمن السلف، ومع ذلك لم يعتبروه، فكل ما يورد من المصالح ملغى.

فضلا عن مزاحمة تلك المصالح بالمفاسد المحققة في الواقع، من اختلاط، وغناء، وإطراءات، وبدع متراكمة لا تحد بحد، وتخرج أصل الاحتفال من تعظيم للنبي إلى طقوس تشبه الطقوس الوثنية.

فشتان بين المقيس والمقيس عليه، وكل الفوارق بين المصلحة المرسلة والبدعة تنزل على هذه التركيبة القياسية.