ما المشكلة إن كانت البنت تعرض نفسها كأنها في سوق نخاسة فخم؟!

20 أغسطس 2024 03:13
إسلاموفوبيا.. وزيرة كندية تصف الحجاب بـ"رمز الاضطهاد"

هوية بريس – تسنيم راجح

فتاةٌ تعرض نفسها بلباس جديد اشترته عبر مقطع تيكتوك، وتسأل الناس: ما رأيكم بفستاني الجديد؟ اشتريته من الموقع الفلاني وهذا رابطه!

مشهدٌ يكاد لا يصدق! نادرةٌ كانت على مرّ التاريخ أي فتاةٌ تفعل هذا الفعل، تمشي في الشارع وتسأل الغرباء عن رأيهم بشكلها وتناسق ثيابها! تسمح لهم بالتحديق في عينيها وجسدها وملابسها كما يحلو لهم! الغرباء! أي أحدٍ تراه أمامها! كان الناس على مر التاريخ لينظروا لها بدونيةٍ، كان أهلها ليمنعوها وكان الناس عموماً ليستقبحوا فعلها!!

لكنها اليوم تنشر على مرأى ومسمع أبيها وأمها وزوجها وأخيها وأختها وجيرانها.. وتسأل في مقاطعها الملايين عن تقييمهم لشكلها وذوقها في لباسها وحليها! وبعد هذا تقابلها مئات التفاعلات بالإعجاب أو التقييم أو نقد الاختيارات و(عموماً) بالإقرار دون التعليق على الظهور ذاته ولا على الفكرة!!

وعموم المشاهدين وإن كان يستقبح الأمر أول ما رآه، إلا أنه بات معتاداً تقريباً عليه، معتادٌ على جو نزع الحياء والخصوصية وغياب الاحترام والانضباط وخلط المساحات الخاصة بالعامة في حياة الناس!

عموم الناس فعلياً لا يرضى هذا، لكنه لا يملك الوقت ولا يريد إنفاق الطاقة الذهنية ليتوقف ويفكر ويتذكر لماذا كان لا يرتاح له! إنه شيءٌ منتشر الآن فقط..

وهذه خطورة التعرض المتكرر للمنكرات وهي من أهم مخاطر الإعلام ووسائل التواصل..

حتى تميت القلب من ناحيةٍ تلو الأخرى، وههنا في هذه القضية يغدو الممنوع مسموحاً ومتاحاً إن كان فاعله يربح المال أو يستطيع تسميته عملاً أو مهنة!

فما المشكلة إن كانت البنت تعرض نفسها كأنها في سوق نخاسة فخم؟! إنها تربح وتشتري حاجياتها وتجمع المعجبين والجمهور! وعلى القيم والحياء والستر والحجاب وضوابط المجتمع المسلم السلام..

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M