ما المطلوب فلسطينيًّا لمواجهة خطة الضم “الإسرائيلية”؟!
هوية بريس – متابعات (*)
اتفق سياسيون فلسطينيون على ضرورة تبني استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة خط الضم “الإسرائيلية” لأراضي الضفة الغربية والأغوار، مؤكّدين على أهمية التحرك بالاتجاهات كافة لوضع حد لهذا التغول الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وممتلكاته.
وتتجسد خطة الضم ببسط ما يسمى “القانون الإسرائيلي” على الضفة الغربية، وتحديداً ما تُعرف بمناطق “C” وفق اتفاقيات “أوسلو”، وهي المناطق التي تشكل حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، والتي يتركز فيها الوجود الاستيطاني، بالإضافة لوجود أهم الموارد المائية وأهميتها الاستراتيجية الكبيرة.
الخيار الاستراتيجي
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عدّ التمسك بالوحدة الوطنية خيارًا استراتيجيًا لمواجهة الأخطار المحدقة بالأرض والشعب الفلسطيني، مبدياً استعداد حركته لأي لقاءات قيادية فلسطينية من أجل الاتفاق على برنامج وطني متوافَق عليه.
وشدّد هنية في رسالة بعثها لقادة وزعماء أكثر من 40 دولة عربية وإسلامية، على خيار المقاومة الشاملة لمواجهة الإرهاب الإسرائيلي، وقال: إنّ “الشعب الفلسطيني لن يبقى مكتوف الأيدي أمام هذا العدوان والتصعيد”.
رؤية سياسية
وفي مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أكد د. أحمد عطاونة، المدير العام لمركز رؤية للتنمية السياسية على ضرورة اجتراح رؤية سياسية فلسطينية تعادل خطة ضم الضفة الغربية. داعيا إلى أهمية وجود المشروع الوطني والسياسي، الذي يلتقي عليه كل الفلسطينيين، ويناضلون ويتحملون تبعاته. ورأى أن الخطوات العملية الممكنة مبنية على ضرورة الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والمجلس الوطني الفلسطيني؛ للعمل على إعادة الاعتبار للشعب الفلسطيني اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً.
وطالب عطاونة بضرورة سحب اعتراف منظمة التحرير بدولة الاحتلال الإسرائيلي، وإلغاء اتفاقية أوسلو، مشدداً على ضرورة تعريف “ماهية هذا التحلل”.
مثمنا جهود المقاومة الفلسطينية في هذه المواجهة، ومشدداً على أهمية وجود قرار فلسطيني موحد لتفعيلها بشكل كامل وبأنواعها كافة.
ثلاث جبهات
القيادي في حركة فتح عبد الله عبد الله، حدّد ثلاث جبهات يمكن للشعب والقيادة الفلسطينية العمل على تثبيت قواعدها والانطلاق منها.
وأوضح في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ الجبهة الأولى تتمثل بالموقف السياسي وتطبيقه وتعزيزه على أرض الواقع، وقال: “الموقف السياسي الذي أعلنته القيادة الفلسطينية في 19 مايو/ أيار المنصرم، يجب أن ينطلق ليشكل نقطة انطلاق لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية”.
وبيّن القيادي في فتح، أنّ الجبهة الثانية تتمثل في تعزيز الموقف النضالي بتدعيم المقاومة بأشكالها المختلفة الشعبية والسلمية وغيرها، “وأنّنا سندافع عن أرضنا مهما كلفنا ذلك من ثمن”، وفق قوله. أما الجبهة الثالثة -وفق عبد الله- فتتمثل بتعزيز الاتصالات الدولية مع القوى الدولية، وقال: “نريد أن نخلق جبهة في وجه انتهاك الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي، والخروج عن الانتهاكات والمواثيق الدولية من أجل حماية السلم والأمن الدوليين”.
إطلاق المقاومة
من ناحية أخرى، دعا الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي، في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” لإطلاق يد العمليات الفردية وتفعيل المقاومة المنظمة بما فيها السلمية وصولاً للعصيان المدني، لافتاً إلى أنّ الاحتلال يخشى مثل هذه العمليات في الضفة الغربية.
رؤية الخبير العسكري توافقت مع رؤية القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، الذي شاركه الدعوة بضرورة إطلاق يد المقاومة الشاملة في الضفة الغربية بكافة أشكالها.
وقال المدلل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ “الضفة الغربية ستكون بؤرة الاشتباك مع العدو الصهيوني في المرحلة القادمة، وستنطلق منها انتفاضة عارمة يتقدمها كل أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة كل جرائم الاحتلال”.
وطالب القيادي في حركة الجهاد، رئيس السلطة محمود عباس بضرورة المسارعة إلى تجسيد الوحدة الوطنية من خلال الدعوة لعقد الإطار القيادي الموحد لأمناء الفصائل وإنهاء الانقسام، وأضاف: “لا يمكن أن نواجه خطة الضم بدون تحقيق الوحدة الوطنية”.
وفي ذات الاتجاه دعا الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، إلى وضع الخلافات الفلسطينية الداخلية جانباً والتوجه للالتحام والوحدة بسرعة، وقال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “النضال الوطني الفلسطيني لم يعد فقط ضد الاحتلال، وإنما نضال لإسقاط نظام “الأبارتهايد” العنصري في كل فلسطين”.
وحدة ميدانية
ودعت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية مريم أبو دقة، إلى وحدة وطنية فورية تحقق بشكل مباشر وحدة ميدانية حقيقية وشراكة سياسية فاعلة تتبنى برنامجا وطني من أجل مواجهة شطب المشروع الوطني برمته.
وقالت أبو دقة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّ ما يجري يستدعي فعليا التغاضي عن كل الماضي والالتفات لما هو قادم، مطالبة بالبدء الفوري بإعادة تأهيل وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وعقد مجلس وطني موحد.
وأضافت: “مطلوب من الرئيس التوجه إلى عقد فوري للمجلس الوطني يجمع الكل الفلسطيني بعيداً عن حراب الاحتلال، ونناقش معاً شكل المواجهة السياسية والنضالية والدبلوماسية”. وأكّدت عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية، أنّ المعركة مع الاحتلال الصهيوني هي معركة وجود، “والمطلوب الآن هو أن نكون أو لا نكون، وعلى الجميع أن يكون على مستوى المسئولية لأن المستهدف هو كل الوطني”.
————
(*)عن المركز الفلسطيني للإعلام-عزة.