ما تم التصريح به في برنامجٍ عبر “راديو Mfm” جهل مركب
هوية بريس – أيوب أبسومي
ما تم التصريح به في برنامجٍ عبر قناة (Mfm) جهل مركب.
أولا: لأن المتكلم به لا يعلم حقيقة المقرر الذي يُدرَّس، لأنه لا يتضمن نواقضَ الوضوء؛
وثانيا: لأن نواقض الوضوء ليست مائة، بل هي معدودة، جعلها ابن عاشر ستة عشر ناقضا؛
وثالثا: لأن نواقض الوضوء ليست من وضع الفقهاء، وإنما استنباطها من النصوص الشرعية؛
ورابعا: لأنه لا علاقة لنواقض الوضوء بالتزمت والتعصب الذي ورد في كلام المتدخلين؛
وخامسا: على فرض تدريس نواقض الوضوء، فهي واجب لأن الصلاة لا تتم إلا برفعها، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فالأمر إذن مرتبط بركن من أركان الدين منذ أن شُرَع هذا الدين، لا بما وضعه الفقهاء قبل أربعة قرون كما جاء في كلام أحدهم؛
وسادسا: أن استنكارهم تدريس نواقض الوضوء لمن يُحضِّر الباكالوريا دليل على تيهِهِم وإغراقهم في المادة والدنيا مع إغفال الروح والدين، إذ ليس من غرض التدريس أن يُدرَّس التلميذ الرياضيات والفيزياء وغيرها فقط، بل الغرض أن يحصل قدرا متوسطا من المعرفة الأساسية التي أركان الصلاة وما يخدمها أعلاها؛ مع التركيز على التخصص المختار، وهذا يفسره عدد ساعات كل مادة بحسب التخصصات.
وسابعا: أن قولهم الدين رائع وجميل كلام إنشائي عاطفي لا يقدم ولا يؤخر ولا يجعل من تدريس نواقض الوضوء فعلا فاسدا يجب تركه، كأن جمالية الدين متوقفة على ترك تعليم نواقض الوضوء!؛
وثامنا أنه من الناحية المنهجية، لا يحق (شرعا وعقلا وعرفا) لأي أحدٍ من هؤلاء الكلامُ في منظومة تعليمية هم خارجون عنها معرفةً ومناهجَ، إذ كما تُحترم التخصصات الأخرى كافةً فمِن باب أولى وجب احترام الدين وطرق تعليمه لأن الإثم في التلاعب به ثابت؛
وتاسعا: أن لغة هؤلاء جميعا لغة ركيكة ليست من لغة أهل الشريعة الذين لهم الحق (بحكم التخصص وشرط العلم) في أن يتكلموا فيما ينبغي تدريسه وما لا ينبغي تدريسه؛
وأخيرا: كان من الممكن طرح الأفكار بطريقة أفضل من التي طرح بها، لكن، إذا كان المرء لا يجيد طرح أفكاره بطريقة مؤدبة وسليمة وسلسة، فكيف يحق له الحديث عن طرق التدريس وما ينبغي أن يكون فيها، بل كيف يسوغ له أن يهاجم التعصب وهو يشتم ويرعد ويزبد؟!
(وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين).