ما تنقمون على الرجل؟؟! لقد صدقكم وهو الكذوب…

28 نوفمبر 2024 01:30

هوية بريس – محمد بوقنطار

ثرثرة، وشقشقات كلام، وضجيج فوق صفيح أزرق ساخن، أعقب خرجة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، تلك الخرجة التي جمع فيها بوح السيد التوفيق بين التخبير والتبصير، وأقصد إخبار وزير الداخلية الفرنسي بعلمانية الأنفاس في جوف مستعمرة الأمس وإخلاص جهازها الرسمي لوصايا المقيم العام، وأننا على العهد والوعد ماضون.

في مقابل تبصير العازفين على لحن مقدمة دستورنا المنغوم، وتباريحها الشعبوية المفيدة على الورق بإسلامية الدولة المغربية، وأن الإسلام هو المرجع الأوحد في دق الأمور وجلها، ولا شك أن هذا رجع بعيد، وسراب يحسبه الظمآن ماء وما هو بماء، فلقد كان الرجل صريحا في جسارة، صادقا في نكارة، واصفا بكل أمانة أن الدين في واقع الأمر لا مدخل له بأي اعتبار، ولا تحكم له في الأعناق والأرزاق والأبضاع والأوضاع، فلطالما كان السيد الوزير حفيا بتسريح من سولت له نفسه أن يخالف الدليل فيقحم الدين في السياسة والاقتصاد والتجارة والقضاء والتشريع، ولذلك كان الحوم حول حمى هذه المعطوفات تطرفا وإرهابا وتجاوزا واعتسافا وزجا بالدين في شؤون بعيدة عنه تحت طائلة شبيهة بشعار الدولة المدنية هنالك والتي أقرت قاعدة: “ما لله لله وما لقيصر لقيصر”.

أيها الغاضبون الحانقون من بوح السيد الوزير، إنكم لا تملكون إلا أن تشكروا لسعادته صراحته وصدقه في وصف الحال الذي أوصلنا إليه انتدابه كوصي على دين المغاربة، رائدا من رواد التجديد الحداثي والعبث العلماني بالتراث برمته، وإن كان ثمة استدراك أو تعقيب في هذا المقام، فقد ينصب على تقييد مطلق كلامه وهو طافق يحكي أننا في المغرب لا نحجر على واسع تصرف الناس، فمن شاء فعل ما يشاء متى شاء فلا إكراه في الدين، وقد كذب في زعمه ودعواه، ذلك أن سيرة الرجل تحكي أيامها الطويلة النحسات أنه فعلا قد بات الكل يملك القدرة ويمتلك هامشا من الحرية في أن يخوض مع الخائضين في أي شيء حتى وإن كان المشيوء دين الله وكتابه ورسول الإسلام، بله ذات الله تعالى ربنا علوا كبيرا عما يتخرص به المترفون، إلا الملتزمون بعرى دينهم، القائمون على حياضه، فأولئك لهم بشرى التوقيف والتسريح متى ما تجاسر أحدهم وتعدى حدود ما رسمته وخطته له أيدي الناقمين على إسلام الوحي، الكارهين في جفوة لرسم واسم وكنية ومظهر الملتزمين بعروته الوثقى.

نسأل الله الثبات على الحق والتزام حصون الصدق والصبر على الابتلاء فإنه مقدمة لكل تمكين آمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M