ما حدث في طنجة ليس جريمة طفلة.. بل هو جريمة وطن

30 أكتوبر 2025 14:49

هوية بريس – ذ.عبد الرحمان الباقوري

ما حدث في طنجة ليس جريمة طفلة… بل هو جريمة وطن.

طفلة في الثامنة من عمرها تقتل رضيعة بيدها الصغيرة، تُمسك بها كما تمسك دمية، ثم تهوي بها على الأرض حتى تُزهق روحها!

هل نلوم الطفلة؟ لا، فالطفلة ليست مجرمة بالفطرة.

الطفلة ضحية، كما الرضيعة ضحية.

القاتلة ليست هي… القاتل هو من صمت، من أهمل، من ربّى، من تخلّى، من برمج، من سمح.

القاتل هو الأب الذي ألقى بالهاتف في يد ابنته ليكفّ عن صداعها.

القاتلة هي الأم التي استبدلت الحكايات التربوية بمقاطع “اليوتيوب كيدز” المسمومة.

القاتلون هم كل من تركوا أبناءهم يتغذّون على العنف البصري، والمشاهد الدموية، والألعاب القتالية، التي تُعيد برمجة عقولهم كل يوم لتجعلهم جنودًا في جيش الغريزة، لا الرحمة.

القاتل هو من اعتبر التربية ترفًا، والمراقبة تشددًا، والانضباط كبتًا، والحرية في يد الطفل حقًا مطلقًا، فكان الثمن: جريمة مكتملة الأركان!

هل تعرفون ماذا تعني طفلة تقتل طفلة؟

تعني أن هناك جيلاً ينشأ بلا إحساس، بلا تمييز بين الخيال والواقع، بلا تصور للمعنى الحقيقي للحياة والموت.

تعني أن هناك فراغًا تربويًا هائلًا تملؤه يوميًا المقاطع المليئة بالكراهية، والعبارات السوقية، والشخصيات المريضة، والعنف المبرمج، واللاوعي.

أما قنوات دولتنا فهي تتفاخر بالمهرجانات، وتبثُّ “الميوعة” و”العري” و”العبث”، بينما طفل صغير يجلس أمام شاشة البلازما يتلقى دروسًا في التفاهة والعنف والتفكك، بلا أي رقابة، ولا توعية…

أيها الآباء والأمهات…

لا تبرّئوا أنفسكم، لا تقولوا “لم نكن نعلم”، أنتم من سلمتم أبناءكم للشاشات، أنتم من صنعتم لهم قدوات مزيفة، أنتم من جعلتم “الترند” معلّمهم، و”اليوتيوبر” مربّيهم، و”الأنمي” مرجعهم، و”النتفلكس” وصيّهم الشرعي…

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة