ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم…

01 أكتوبر 2024 21:53

هوية بريس – ذ.محمد بوقنطار

قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنمٍ بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه).

وقد يقل حرص المرء على ماله وينقص شغفه به مع تقدمه في عمره، ولكنه في مقام الشرف لدينه تطرد الزيادة عنده فلا يكاد ينقص هذا الحرص في جوفه ودواخل وجدانه…

والحقيقة أنه مثال نبوي له وزنه وثقله في تصوير هذه الحالة النفسية المرضية عبر آلية التمثيل لنهمها الباطني بسيرة ذئبين جائعين أرسلا في غنم، ولك أن تتصور حالة الافتراس المتوحشة وطبيعة الاعتداء المتأصلة في غريزة الذئب وهو شبعان فما بالك بذئبين وقد تسنى لهما على بطن فارغ مُتضوِّر الاختلاء بقطيع من الغنم على غفلة وقد وقب غاسق الظلام بشروره المستعاذ منها…

وإنني لا أزال أرى أن شهوة الحديث والرغبة في كثرة الظهور، والانتهاض كل آن وحين للكلام في أي شيء ومع أي حادث دق أو جل من بعض طلبة العلم لآفة واستهلاك لزادهم من المروءة والإخلاص وواجب مجانبة الرياء والشرك الخفي، حتى أنني كنت لا أرجم بالغيب عندما أربح رهان الاحتمال، حيث متى ما حدث حادث أقسمت بالله ثلاثا أنني سأرى بعد يوم أو هنيهة خرجة لهذا أو استدراكا من ذلك على رؤوس الأشهاد، فإذا بالخرجة والإطلالة البهية حسب المعهود قد وقعت في سرعة واستعجال دون طويل انتظار مني بل من الجميع.

إنني أعرف أعيانا معتبرة كانت البداية منها مشرفة مشرقة، ومع ترادف الخرجات وتكرار المداخلات كثر منها الخطأ وتسلل للنفوس منها الملل، واستفحل في جوفها المرض العضال، ثم آلت رسومها وأسماؤها إلى سعير ومحرقة وشماتة أطفال، وهم الذين كانوا قد بدأوا الكلام بغيرة طافحة في كل نافع وأدلوا بدلو النصح في كل شأن كبير، ثم ما فتئت طاحونة الإعلام الماجرياتي أن سحقتهم بين فكي الاستدراج فأناطت بخرجاتهم الكلام في كل ضار والتماهي مع كل حقير، بل جعلتهم حكاما في مسابقات للحمير، ومعلقين على نهيق أتان، أو خشفة ضبعان.

نسأل الله الثبات ولا حول ولا قوة إلا بالله…

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M