ما سر اختفاء “الهلع من كورونا” خلال التظاهرات والحشود؟
هوية بريس – متابعات
تشهد أميركا وبريطانيا ولبنان وغيرها من الدول، تظاهرات حاشدة كسرت قوانين الحجر والتباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس كورونا. لكن الغريب أن حالات الإصابة لم ترتفع بشكل كبير وغاب الهلع الذي سيطر على الناس في الشهور الماضية.. فما السر في ذلك؟
الإجابة عن هذه التساؤلات لا تتعلق بالطب فقط، إذ إن باحثين توقعوا أن تنتهي أزمة كورونا اجتماعيا قبل أن تنتهي طبيا، ولن يحتمل الناس الاستمرار بعيش حياة الحجر والعزلة والبقاء في المنزل وعدم التفاعل مع الآخرين.
ومع حدث هام مثل التظاهرات التي بدأت في الولايات المتحدة بعد مقتل الأميركي جورج فلويد وهو من ذوي البشرة السوداء تحت ركبة شرطي أبيض، فقد تغلب المتظاهرون على خوفهم من فيروس كورونا ووجدوا أن قضية العنصرية تستحق ألا يأبه الشخص بالمخاطر الطبية، وفق تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
تظاهرات فلويد لم تقتصر على أميركا وحدها ولكنها عبرت للعديد من الدول لتصل إلى كندا وبريطانيا وفرنسا ودول أخرى، فيما تشهد بعض الدول تظاهرات لقضايا مختلفة مثل ما يشهده لبنان حيث الأوضاع الاقتصادية أصبحت عبئا لا يحتمله المواطنون، ما دعا كثيرين منهم للنزول للشوارع.
وفق “الحرة” فالمسؤولون عن القطاعات الصحية في العديد من الدول يراقبون بحذر وخوف شديد من تفشي فيروس كورونا المستجد من خلال التظاهرات وما تشهدها من أعمال عنف أحيانا، وإطلاق غاز مسيل للدموع وحتى رصاص مطاطي، ما يعني أن وضع الكمامة سيكون الهم الأخير للمتظاهرين وسيكونون عرضة لرذاذ يسبب العطس والسعال.
وفي لبنان الذي يشهد تظاهرات بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، كانت الكاتبة الاقتصادية سابين عويس قد قالت لموقع “الحرة” إن الظروف دفعت باللبنانيين إلى كسر الحظر وتجاوز الخوف من كورونا، فإما الإصابة بكورونا أو الموت من الجوع، ما يعني تشكل بذور ما يمكن أن يسمى بـ”ثورة الجياع”.
وحتى الآن، بلغت أعداد الحالات المؤكدة للمصابين بفيروس كورونا حول العالم، قرابة 7 ملايين حالة، توفي منهم نحو 400 ألف شخص، أكثر من 112 ألف من الوفيات كانت في الولايات المتحدة التي تشهد تظاهرات حاشدة منذ أسبوعين.
تريفور بيدفورد، خبير في علم الفيروسات في مركز “فريد هاتيشنسون” لأبحاث السرطان، حذر في تغريدة على تويتر من أن كل يوم من التظاهرات في أميركا يعني 3000 حالة إصابة جديدة، وستظهر خلال أسابيع.
وأضاف أن هذه العدوى يمكن أن تتسبب بإصابة 15 إلى 50 ألف شخص آخرين، وستؤدي بالنهاية إلى وفاة 500 شخص على الأقل.
وتخوف من أن الفوارق العرقية في الإصابات ستكون واضحة، حيث ستكون أغلب الوفيات بين السود، داعيا إلى ضرورة الموازنة ما بين الفوائد المرجوة من هذه التظاهرات مع التأثيرات المحتملة على الصحة.
عالمة الأوبئة بجامعة بوسطن، إلينور موراي قالت إن العنصرية وعنف الشرطة أصبحا تهديدا للصحة العامة، الذي دفع الجميع للخيار الوحيد المتاح لهم من خلال التظاهرات.
وأضافت أنه لا يجب الحكم على انتشار العدوى خلال التظاهرات إلا بعد نحو أسبوعين، وهي فترة الحضانة لهذا الفيروس ليتمكن من دخول الجسم، ما يعني أن أي زيادات في الأعداد ستظهر خلال الأسبوع الحالي.
وخلال الأيام الماضية، تبينت إصابة كثيرين ممن شاركوا في الاحتجاجات بفيروس كورونا المستجد.
أمين أوغبونغمبيا، أحد لاعبي فريق جامعة أوكلاهما كتب على توتير “إذا كنت ستحتج فاعتن بنفسك وكن أمنا”، مشيرا إلى أنه أصيب بالفيروس بعد مشاركته في تجمع بتولسا.
مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة قالت الأحد إنها تراقب عن كثب التظاهرات في جميع أنحاء البلاد، وتحذر من أن هذه التجمعات يمكن أن تؤدي لانتقال فيروس كورونا، مشيرة إلى أن بعض الولايات بدأت تشهد أرقاما تصاعدية بالإصابات، وفق تقرير نشرته شبكة “سي أن أن”.
وقالت كريستين نوردلوند المتحدثة باسم المراكز في بيان، إن الاحتجاجات الكبيرة تجعل من الصعب الحفاظ على المبادئ التوجيهية للتباعد الاجتماعي و”قد تعرض الآخرين للخطر”.
في البداية ، شاهد العالم بضع صينيين يسقطون بشكل مروع بسبب كورونا كما قيل و من ثم خاف الناس و رعبوا و مع مرور الأيام تمكن منهم الهلع بسبب الأخبار السيئة التي لا تنتهي. لكن منذ سقوط أولئك الصينيين ، لم نر أي صور مماثلة في أي مكان في العالم. و لو صورة واحدة. فقط نسجل أرقاما و نسمع أخبارا محبطة عن كورونا لا تتوقف و لا تزيدك إلا هما و غما. لكني أتساءل : لماذا لم نر أشخاصا آخرين في بلد آخر أو بلدان أخرى يسقطون على الأرض مثل البضع الصينيين أولئك ؟