متخصص مغربي في الجغرافيا السياسية يشرح تداعيات توقيف الجزائر لأنبوب الغاز

هوية بريس- متابعة

على خلفية عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، إثر توقيف الجزائر لخط أنبوب الغاز العابر من المغرب صوب إسبانيا، استضافت إذاعة “البي بي سي” البريطانية، في نشرة عالم الظهيرة ليوم الاثنين 1 نونبر 2021، موسى المالكي، أستاذ باحث في الجغرافيا السياسية والقضايا الجيو-استراتيجية بشمال أفريقيا؛ حيث أوضح إلى أي مدى يكون توتر العلاقات المغربية الجزائرية سببا كافيا لتبرير الخسائر التي تتحملها الحكومة الجزائرية جراء قرارها بوقف تصدير الغاز إلى إسبانيا عبر المغرب.

وأضاف قائلا بأنه لا توجد أية مبررات تدعو لهذا القرار غير المفهوم الذي لا يخدم مصالح البلدان المغاربية والتعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتحقيق التنمية الاقتصادية في هذه المنطقة الجيواستراتيجية المهمة؛ وبأن هنالك أزمة غاز خاصة لدى القارة الأوروبية؛ ويمكن أن تشكل فرصة للجزائر من أجل رفع طاقتها التصديرية؛ بما يحقق تنميتها الاقتصادية؛ لكنها قررت للأسف الشديد أمرا مغايرا؛ مما سيؤذيها اقتصاديا أكثر مما سيؤذي جيرانها؛ وذلك في إطار عقلية عسكرية لا يحكمها تفكير اقتصادي استراتيجي يخدم المصالح الاقتصادية لجميع الأطراف.

وعلى مستوى آخر أبرز المتحدث بأن إسبانيا تأمل الحصول على إنتاج نسبة واسعة من الكهرباء التي تمثل الثلث بالاعتماد على الغاز الجزائري..

إلى ذلك يأتي تصريح وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل الباريز، بخصوص وساطة بين المغرب والجزائر خدمة للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ككل.. وفي السياق نفسه قامت وزيرة التحول البيئي النائب الثالث لرئيس الحكومة الإسبانية بزيارة إلى الجزائر للتباحث في مشكل إغلاق خط أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي، والذي عرف الانطلاقة منذ 1996..

ولا ننسى، يستطرد المالكي، بأن هذا الخط كان يزود البرتغال كذلك بالغاز، زيادة على أن التكلفة الاقتصادية للتصدير سترتفع بالنسبة للجزائر وسيسبب خسارة جزائرية كبيرة من عائدات التصدير الموجه نحو السوق الأوروبية المشتركة.