متطرفو العلمنة والحداثة يدعون لحرب أهلية بالمغرب
هوية بريس – الزبير الإدريسي
المشهد الأول
“إن الظلاميين والتكفيريين أمثال عمر الصنهاجي، يريدون بناء دولة داعشية بكل تطرفها بالمغرب ومحمد السادس مستهدف”. هذا الكلام ليس لقائد عسكري في ساحة حرب٬ إنه لخالد الجامعي في ندوة نظمت بالرباط يوم الخميس 18 غشت الجاري، للإعلان عن تأسيس ما أسموه “جبهة وطنية لمناهضة التطرف والإرهاب”، وأضاف الجامعي بلغة سوقية بليدة منحطة “في هذا الإطار أقول لمحمد السادس، حتى أنت مستهدف، ولا تعتقد أن هؤلاء المتطرفين غدي يخليوك فالتساع، فهم أعداؤك، لدى لا يمكن أن تظل الملكية في المغرب خارج هذه اللعبة”.
على نفس الجبهة وفي نفس المعركة (الندوة) هاجم القاضي المعزول المُثير للجدل، محمد الهيني، خطباء الجمعة والمجلس العلمي الأعلى، ووصفه بـ”مجلس الإرهاب والتكفير”.
المشهد الثاني
إسلاميان متحولان يطلبان الشفاعة٬ آملان الحصول على صكوك الغفران ووساطة كهان الحداثة٬ في لقاء نظمته على شرف توبتهما حركة اليقظة المواطنة بالتعاون مع جريدة الأحداث المغربية، يوم الأربعاء 17 غشت 2016، من أجل التحذير من الحركة الإسلامية٬ وتخويف الدولة منها٬ وكشف مخططاتها السرية٬ كأن هذا المكون المغربي طرأ على المشهد فجأة٬ في حين أن الحركة الإسلامية سابقة على هذه الجمعيات والجرائد٬ وعلى إيديولوجياتهم وأفكارهم وأحزابهم.
مشاهد أخرى هنا وهناك
تظهر بعض الجهات التي تسعى لتركيع المغرب أمام المحافل الدولية٬ والتي تقتات على رفع التقارير للمنظمات الأممية٬ من الجمعيات والمنابر الإعلامية الدائرة في فلكها٬ التي تشتغل على تغيير البنى الفكرية والثقافية والدينية لدى المغاربة٬ باستهداف قيمهم وهويتهم وروابطهم٬ تظهرها منخرطة بشكل هستيري٬ في حملة مسعورة لاستهداف مكون قوي ووازن وحاضر٬ من مكونات الشعب المغربي٬ هو الحركة الإسلامية بكل مدارسها٬ هذا المكون الذي يعتبر الامتداد الطبيعي لما كان عليه المغاربة منذ قرون حكاما ومحكومين علماء وسلاطين٬ والضامن لاستقرار البلاد٬ والحفاظ على قيمها ودينها وهويتها٬ بدأت بعض رؤوس الفتنة تطل داعية لشن الحرب عليه٬ وقمعه وحل أحزابه وجمعياته.
إن ما تقوم به هذه الجهات الحمقاء من تجييش وعسكرة وتحريض٬ لا تدري عواقبه٬ ومن دعاوى لإقفال باب السياسة في وجه من اقتنع بهذا الطريق من أبناء هذه الفصائل٬ وسد كل أشكال الاشتغال السلمي الحضاري من دعوة وإعلام وسياسة٬ ليعد بحق صبا للزيت على النار٬ وهي دعاوى مشبوهة٬ تأتي في وقت يستهدف فيه عالمنا العربي والإسلامي٬ بمشاريع الطائفية والفتنة والتقسيم والتقتيل٬ ولم يعد ثمة من مناطق آمنة٬ إلا كجزر معزولة وسط محيطات مدلهمة هائجة٬ فهل ينتبه العقلاء لما تقوم به هذه الجهات المشبوهة.
هؤلاء العلمانيون المتطرفون من يريدون زعزعة الاستقرار وأمن البلاد بالتحريض على ثوابت المغرب وروحه الإسلامية وزرع الفتنة بين الشباب وسلخه من هويته
مهما تكتلوا و أجمعوا أمرهم ووحدوا صفوفهم ليطفؤوا نور اﻻسﻻم فلن يفلحوا.. فاﻹسلام هو المستهدف وان رفعوا شعارات مناهضة التطرف واﻹرهاب. فهم يتوبون عن الصليبيين والصهاينة في حربهم ومؤامراتهم لرد اﻷمة اﻻسﻻمية عن دينها و أبعادها عن مصدر عزتها وقوتها. لمواجهة هذا الكيد وجب على كافة من يحمل هم العمل اﻹسﻻمي أن يتوحدوا وأﻻ يتنازعوا وقبل هذا كله أن يصبروا ويتقوا الله عز وجل ويعتصموأ به فهو سبحانه وتعالى العليم بكيد اﻷعداء ومكرهم والقادر على حفظ ونصر من نصر دينه.