متى ينتهي موقف الدفاع؟
هوية بريس – ذ. أحمد اللويزة
في كل مرة يتم استفزاز مشاعر المتدينين من أهل الاسلام إما بالطعن في بعض شعائر الاسلام ومقدساته، أو التنقيص منها او الاستهانة بها، أو الاستهتار والاستهزاء بها، وذلك بصور شتى؛ من خلال مقالات أو مسرحيات أو أفلام أو شعر أو رسم أو سلوكات شاذة… وغير ذلك مما يمارس عن سبق إصرار وترصد من لدن عصابة احترفت الطعن في الإسلام ومحاربة شعائره والفضائل التي يدعوا اليها.
وبعد كل محطة من محطات الاستفزاز تقوم ردود الأفعال هنا وهناك، لكن من موقف الدفاع ورد الصائل، والتباكي أحيانا على سوء الفعال وشين المقال، تدوم ردة الفعل تلك أياما معدودة ثم ترجع كتيبة الدفاع إلى عرينها تجر عليها لحاف الخمول والدعة في انتظار محطة استفزازية أخرى وهكذا دواليك في مشهد درامي يثير في النفس حسرة وألما.
إن الواقع يعج بظواهر من الانحراف السلوكي والأخلاقي والعقدي والفكري، مما ينبغي على حرس حدود الشريعة أن لا يغمض لهم جفن، ولا يهدأ لهم بال حتى يتطهر المجتمع من هذه الأردان والأنجاس التي بصمت عليه بقوة. وأن يكونوا هم أصحاب المبادرة الهجومية لخلخلة مسلمات تتعارض مع الدين عقيدة وشريعة وأخلاقا، والتي لم تبلغ درجة المسلمات لولا جهود الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
ومن هذا المنطلق ينبغي لكل من يحمل هم الاصلاح الديني في هذا البلد وفي كل بلاد المسلمين أن يحدثوا هم جلبة فكرية وحوارية ويؤججوا النقاش المجمتعي حتى يفيق من غفلته وينفض عنه غطاء الفاحشة الذي سربله بها دعاة الانحراف والانحلال بدعوى الحداثة والتقدم والتحرر والتخلص من أكبال الماضي؟؟
هناك الشرك ضارب بجذوره في المنظومة العقدية المجتمعية، وهناك الصلاة التي صار تركها أمرا مألوفا لا يحرك في القلب أدنى شعور بالحرج، وهناك التبرج والعري الذي صار سمة اجتماعية بلغت حد الوقاحة التي لم تكن تخطر على بال، وهناك الاختلاط الفاحش بين النساء والرجال في الشواطئ والمسابح والحفلات والأعراس، وهناك الربا الذي صار حلال طيبا مستساغا عند كثير من المسلمين…
وهناك ما لا يسع المقال لسرده. لكن الأهم في هذا كله هو أن ينبري بعض العلماء إن لم يكن جلهم للحديث في هذه المواضيع عبر الوسائل المختلفة التي يسرها الله ليصل الصوت والكلمة إلى كل أحد؛ في سفح كان أو جبل، في بادية أو مدينة، من علية القوم كان أو من عوامهم، بشكل يجعلها حديث العام والخاص في كل مكان وفضاء عام وخاص على كل المستويات، وذلك من شأنه أن يحدث جلبة علمية ويثير نقاشا واسعا، فيعلم من لم يعلم، ويستيقظ من كان غافلا، ويصحح معلومته من كان على خطأ، ويضع بني علمان في موقف الدفاع، ولا قدرة لهم على ذلك إذ الحق منصور والباطل مدحور (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق).
وما عاد الوقت يسمح أن نجلس جلسة المتفرج حتى نستثار ثم نعود كما كنا إن تكلمنا فعلى احتشام وبجهود مشتتة دون أن يكون لها وقع في الواقع ولا أثر في الحال ولا في المآل.
أحسنت جزاك الله خيرا استاذنا العزيز واخانا الحبيب أحمد اللويزة.