مثير.. “العمق المغربي” يستهزئ بدعاء ركوب السيارة الذي علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عابد عبد المنعم – هوية بريس
صعق عدد من متابعي الجريدة الإلكترونية “العمق المغربي” من منشور لها على صفحتها بالفيسبوك تقارن فيه بين صانع السيارة وصانع دعاء ركوب السيارة!
المنشور (كما في الصورة) والذي وضع للسخرية من أحد الدعاة البارزين؛ يجمع بين “نيقولا كونيو” المخترع الفرنسي لأول سيارة بخارية والشيخ المصري محمد حسان، يكشف عن الجهل المكعب في التحليل لدى هذا المنبر من جهة؛ ويكرس جهل القائمين عليه بأمور دينية معروفة ومعلومة، هذا إن أحسنا الظن طبعا.
فإذا كان صانع السيارة البخارية فعلا هو “نيقولا كونيو”؛ فهل معلم دعاء ركوب السيارة هو الشيخ محمد حسان؛ أم محمد بن عبد الله رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام؟!!
دعاء الركوب الذي تسخر منه الجريدة المذكورة، والتي كان يقال في زمن مضى أن من أسسها ينتمي لأحد الجماعات الإسلامية، ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو ظاهر القرآن الكريم؛ فالإنسان حين يركب الدابة أو السيارة أو السفينة أو القطار، يقول: (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ).
وروى الترمذي وصححه الألباني عن علي بن ربيعة قال: شهدت علي بن أبي طالب رضي الله عنه أتي بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب، قال: بسم الله. فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف:13-14]، ثم قال: الحمد لله ثلاث مرات، ثم قال: الله أكبر ثلاث مرات، ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ثم ضحك.
فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت؟ فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك. فقلت: يا رسول الله، من أي شيء ضحكت؟ فقال «إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك».
فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضحك عقب ترداد هذا الدعاء المبارك للسبب المذكور في الحديث؛ فإن الناشرين في “العمق” يضحكون ملء أفواههم من شيخ أخذ على عاتقه تبليغ رسالة رب العالمين فأرادوا منه أن يصير مركزا للبحث العلمي والاختراع التكنولوجي ويصنع لهم سيارة!!!
منشور “العمق” أثار استياء جل المعلقين على صفحتها، وقد تنوعت تدخلاتهم بين لاعن وساب، ومتهم بالإلحاد، ومتسائل عن إسلامية هذا المنبر المثير للجدل، ومطالب بمغادرة الصفحة ومقاطعة الجريدة التي تزدري الدين الإسلامي.
وفيما يلي بعض التعليقات الواردة على المنشور:
– “ماذا اخترعتم أنتم.. هذا سؤال يجب أن يسأله كل انسان ينتقد الآخرين”.
– “دعاء ركوب السيارة أو غيرها مذكور في القرآن الكريم. التجرؤ على الدين عندكم من أسهل ما يكون.. لماذا لم تخترع لنا أنت يا صاحب المنشور؟ أم أن هذا المنشور التافه هو آخر اختراعاتك”.
– “استهزاء بدعاء الركوب عاين باين.. قاليك اسلاميين.. التبرهيش”.
– “أصلا هو لا يقصد محمد حسان وإنما يقصد نبي الأمة. فلنغادر الصفحة وندعو لمقاطعتها”.
– “أكبر جهل وجهلاء العرب وغيرهم يقارن بين عالم دين وعالم مخترع، واحد مجاله الفقه واحد مجاله العلم المادي.. يا جاهل إذا كنت تريد أن تلوم العرب يجب أن تلوم من يدرس الاختراع والفزياء والرياضات.. ويجب أن نلوم الوزارة المكلفة بهذا التعليم… أما الفقيه يجتهد في الحلال والحرام والواجب والجائز… وديننا لم يمنع من الاختراع وطلب الدنيا (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)… ما منعك ان تخترع لنا أنت شيئا وغيرك…”.
– “يا صاحب المنشور عندما تدفن تحت تراب لا ينفعك جيم المراهقين ولا استهزاء بالدين ورجاله اتقي ربك” اهـ.
لقد عهدنا هذا المنهج في الطعن في السنة النبوية والنيل من الأحكام الشرعية في منابر علمانية مثل “الصباح” و”الأحداث” و”كود” وغيرها؛ ويبدو أن “العمق المغربي” ومن خلال عدد من موادها الإعلامية، وفتحها الباب للبهائيين والعلمانيين لتمرير قناعاتهم، واستهدافها للسنة بدعوى محاربة الوهابية، وطعنها في شريعة الحجاب، وتغطيتها لكل سفالات المهرجانات والتظاهرات الفنية، قد تخلت نهائيا عن مرجعيتها التي اختطتها وهي تُنشئ صفحتها على الفيسبوك؛ لتتطور بعد ذلك إلى جريدة إلكترونية، وانتقلت بذلك من منبر إعلامي هادف إلى منبر لاهث وراء الإعجابات، ومتباه بتقديس الحريات الفردية، ومستهدف للثوابت والمقدسات.
لا تغتروا بالمنتمين إلى الجماعات الإسلامية فالكثير منهم تأثروا بالطاعنين في السنة النبوية نتيجة إهمالهم للعلم الشرعي و الله المستعان
إعفاء اللحية والتلفع بالجلباب لا يعني أن أصحابها منأهل الخير والقلوب السليمة والرأي السديد الحصيف والذوق الرفيع المتحضر المتجلي في حسن التعامل وفي الاحترام لمشاعر الغير،فأول أبجديات التحضر عدم جرح مشاعرالآخرين بسبهم واذاهم بايذاء مقدساتهم ومناقشة اذواقهم ونقدها بطرق بدائية،فكم من حليق ذو إيمان راسخ وأدب بالغ وتعامل مسلم وكم من أخوات لايضعن الحجاب لكنهن عفيفات ملخصات رحيمات،بل نجد في غير المسلمين من لايؤذون إطلاقا ويتعاملون باحترام تام،وعندنا الأذى بالمجان.
علقنا قبل ذلك كثيرا على سفاهات أصحاب هذه الجريدة وهم ثلة من الشباب المندفع الطائش المغتر بخطابات العقلانية والمفتونين بدعاوى التنوير..والمؤسف أن مرجعيتهم في الأصل هي إسلامية محافظة أو هذا الذي جرى في اعتقادنا..
ينبغي إنكار هذا المنكر و تتبع ما يكتبه هؤلاء وينشرونه من سفاهات وتفاهات خصوصا على صفحتهم في الفيسبوك..والله المستعان