مثير.. مقارنة بين “قاعة الصلاة” في معرض الرباط للكتاب ومعرض اسطنبول (صور)
هوية بريس – عبد الله التازي
عقد الدكتور الحسين الموس، الأكاديمي والداعية المغربي، مقارنة مثيرة بين حال قاعة الصلاة في المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، وحالها بمعرض الكتاب العربي، المقام هذه الأيام باسطنبول في تركيا.
وقال الدكتور الحسين الموس، في تدوينة على حسابه على فيسبوك ” كتبت قبل بضعة شهور عن معرض الرباط للكتاب وعن حال قاعة الصلاة فيه، وكيف أن الدخول إليها كالدخول إلى الحمام، يخرج منها المصلي يتصبب عرقا”.
وأردف الأكاديمي المغربي ” وقدر الله لي أن أحضر معرض الكتاب العربي باستامبول خلال الفترة 10-18 غشت 2024، ورأيت من تنظيمه ما أدهشني، أما قاعة الصلاة فهي كبيرة تسع المئات في آن واحد، توجد في الطابق تحت أرضي، مزودة بالمكيفات، يجد فيها المصلي الراحة والسكينة، ومزودة بمحراب لصلاة الجمعة حيث لا يضطر الزوار ولا الباعة إلى الخروج للبحث عن مكان لصلاة الجمعة”.
واستطرد الداعية المغربي والوجه البارز في حركة التوحيد والإصلاح ” لقد أمر القرآن الكريم بالحفاظ على شعيرة الصلاة حيث قال سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]. وكان عمر رضي الله عنه يوصي بها العمال والولاة ويأمرهم بضبط مواقيتها للناس فيقول كما في حديث مالك: ” إِنَّ أَهَمَّ أَمْرِكُمْ عِنْدِي الصَّلَاةُ فَمَنْ حَفِظَهَا وَحَافَظَ عَلَيْهَا حَفِظَ دِينَهُ وَمَنْ ضَيَّعَهَا فَهُوَ لِمَا سِوَاهَا أَضْيَعُ” “.
ليتساءل الدكتور الموس ” فماذا سيضر القائمين على المعرض لو خصصوا قاعة كبيرة للصلاة تليق بالرجال وأخرى تليق بالنساء، ووضعوا بها نوافذ للتهوية، أو زودوها بمكيفات؟!”.
وأكد ذات المتحدث على أن المسؤولين عن معرض الرباط للكتاب ” لو أرادوا الإحسان لعينوا لها مؤذنا وإماما للصلوات الخمس، ولأقاموا بها صلاة الجمعة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف كما هو الحال في تركيا تيسيرا على الزوار والعارضين. وبهذا يزداد إشعاع المغرب ويظهر تمسكه بالمذهب المالكي”.
وختم الدكتور الحسين الموس تدوينته بسؤال الله تعالى ” أن يهدي القائمين على الثقافة قصد العناية بالصلاة وجعلها من الأولويات حين الشروع في تحضير المعرض للسنة القادمة”. معربا عن رجائه بـ” أن يجد هذا النداء الآذان الصاغية”.
تجدر الإشارة إلى أن وضع قاعة الصلاة لم يزل يثير في كل عام ردود فعل غاضبة ومستنكرة أثناء إقامة المعرض بالدار البيضاء وبعد نقله للرباط، بسبب افتقاد ذاك الحيز الهامشي المخصص لأداء أعظم شعائر الإسلام العملية (الصلاة) لأدنى الخدمات، حيث يجد رواد المعرض أنفسهم أمام ” قفص صغير بدون نوافذ ولا تهوية، يخرج منه المصلي وكأنه خارج من حمام يتصبب عرقا”، وهو ما يتنافى مع شعار المملكة “الله – الوطن – الملك” الذي يؤكد تأكيدا صريحا لا لبس فيه – وفق عدد من المتابعين – على أن أعظم الحقوق وآكدها وأولاها بالرعاية والعناية من طرف كل مسؤول في هذا البلد هو حق الله سبحانه وتعالى.