مجلة “تايم”: أمريكا وحدها.. America Alone
هوية بريس – وكالات
أمريكا وحدها (America alone).. هكذا عنونت مجلة “تايم” الأمريكية العريقة غلاف عددها لشهر فبراير/ شباط المقبل.
هذا العدد يسلط الضوء على عزلة الولايات المتحدة الأمريكية المتزايدة، منذ دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، في 20 يناير/ كانون ثان 2017.
واختارت المجلة لغلافها صورة لخريطة تظهر الولايات المتحدة معزولة وبعيدة عن بقية دول العالم.
– معزولة وبعيدة
يتضمن العدد المقبل للمجلة مقالا للكاتب كارل فيك، بعنوان “America alone” (أمريكا وحدها)، يرصد فيه تراجع سمعة الولايات المتحدة، وتوجهها نحو العزلة خلال عام من رئاسة ترامب، وشروعها في الابتعاد حتى عن أقرب حلفائها.
وقال “فيك” إن الولايات المتحدة باتت اليوم محط انتقادات في مواضيع من قبيل حرية الإعلام وسياسات الهجرة، بينما كانت أقوى دولة في العالم عقب الحرب العالمية الثانية (1939- 1945) ومصدر إلهام للديمقراطية.
وشدد على أن الولايات المتحدة أضحت في مرمى الانتقادات حتى في الدول الأوروبية التي تعد أهم حلفائها.
واستشهد بحملة توقيعات شهدتها المملكة المتحدة، للحيلولة دون زيارة ترامب إليها (ألغى الرئيس الأمريكي الزيارة).
ورأى الكاتب أن العالم يبحث عن دول قيادية جديدة، بسبب تراجع المكانة العالمية للولايات المتحدة.
– قرار القدس
وسبق أن صرّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن “الولايات المتحدة باتت وحيدة بسبب قراراتها الخاطئة”، عقب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في ديسمبر الماضي، لصالح مشروع قرار رافض للاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي السادس من ذلك الشهر، أعلن ترامب اعتبار القدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة مزعومة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ونقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة؛ ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا وتحذيرات دولية من التداعيات.
وفي 14 من الشهر نفسه، استضافت إسطنبول قمة طائرة لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس، تضمن بيانها الختامي 23 بندًا، تشمل خارطة طريق مبدئية من شأنها التصدي لقرار ترامب ودعوة دول العالم للاعتراف بالقدس الشرقية، المحتلة منذ عام 1967، عاصمة لدولة فلسطين.
ورداً على قرار ترامب، أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 21 ديسمبر الماضي، مشروع قرار تقدمت به كل من تركيا واليمن، يرفض الخطوة الأمريكية، ويؤكد التمسك بالقرارات الأممية ذات الصلة.
– غائبة عن سوريا
وبعد أن كانت من أبرز اللاعبين المؤثرين على صعيد سياسات الشرق الأوسط لعقود طويلة، لا تجد الولايات المتحدة، تحت قيادة الجمهوري ترامب، لها مكانا في التحركات المعنية بحل الأزمة السورية القائمة منذ عام 2011.
وتغيب واشنطن عن اجتماعات مهمة لوضع نهاية للحرب السورية، مثل أستانا وسوتشي، كما لا تتم دعوة المجموعات المدعومة أمريكيا لمثل هذه الاجتماعات، في ضوء قرارات تركيا وروسيا وإيران.
وبناء عل طلب تركيا، لم تتم دعوة تنظيم “ب ي د/بي كا كا” الإرهابي إلى اجتماعات أستانا (عاصمة كازاخستان)، وكذلك مؤتمر سوتشي المرتقب (في روسيا)، أواخر يناير الجاري، وفقا للأناضول.