مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يندد باضطهاد الصين لمسلمي الأويغور
هوية بريس – متابعة
“بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي للاجتماع الثاني لمجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
في دورته الخامسة المنعقد في اسطنبول يومي 7-8 رجب 1440هـ الموافقين 14-15 مارس 2019م.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
فقد انعقد بفضل الله تعالى الاجتماع الثاني لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في دورته الخامسة باسطنبول يومي 7-8 رجب 1440هـ الموافقين 14-15 مارس 2019م برئاسة رئيس الاتحاد فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عبد السلام الريسوني، وحضور نوابه، وفضيلة الأمين العام ومساعديه، وأعضائه، وبعد نقاش مستفيض وحوار راقٍ عميق، اتفق الحاضرون على الآتي:
أولا: إقرار الخطة الاستراتيجية التي تعزز فاعلية الاتحاد ومؤسسيَّته وتطوره باستصحاب التحديات الكبيرة التي تمر بها الأمة والعالم، واعتماد أولويات المرحلة القادمة التي تشكل من الاتحاد مرجعية علمية شرعية منهجية فاعلة مؤسسية مجددة.
ثانيا: وضع رؤية شاملة ومتوازنة؛ مستفيدة من التخصصات المختلفة تعبر عن محددات منهجية لمقاربات الاتحاد في القضايا والمواقف السياسية، من شأنها أن تكون موجهة للاتحاد في هذه المواقف والقضايا من خلال الاعتماد على أهل الخبرة مع أهل العلم الشرعي، واستشارة أهل البلدان في القضايا التي تخص أقطارا معينة، وتوسيع دائرة المشترك الإنساني وفتح قنوات الحوار والجدال بالحسنى، وتوسيع دائرة اهتمام الاتحاد بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، ومساندة المظلومين من الأفراد والجماعات، والسعي في إصلاح ذات البين، وتعزيز القيم الكبرى، وقد شملت هذه الرؤية محدداتٍ علميةً وسياسية وقانونية وعملية وقيمية ولغوية تعبيرية، كما احتوت على آليات مساعدة لتحقيق هذه الرؤية.
ثالثا: تشكيل اللجان اللازمة لعمل الاتحاد، واستكمال أعضاء مجلس الأمناء، وإقرار الخطة التشغيلية للعام الحالي، ومناقشة أوراق علمية مهمة، ولوائح داخلية تنظيمية تجعل من الرئاسة مؤسسة ومن الأمانة العامة مؤسسة، وعرض تقارير فروع الاتحاد وأنشطتهاومتابعتها، واستعراض مذكرات التفاهم والشراكات والزيارت الدبلوماسية التي قام بها الاتحاد، والبيانات والتصريحات التي أصدرها.
رابعا: التأكيد على حق الشعوب في التعبير السلمي عن رأيها، والمطالبة بحقها في منع الفساد والاستبداد والاعتداء على الدساتير التي هي ميثاق وعقد بين الحكام والشعوب، ويثمن الاتحاد في هذا السياق الحراك المتحضر الذي يقوم به شعب الجزائر، مع التنبيه على أهمية الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وألا ينجرف هذا الحراك إلى المجهول، وعلى الحكام أن يسمعوا لشعوبهم وألا يخرجوا عن رغباتهم العامة ويستجيبوا لمطالبهم، ويحذر الاتحادُ- أشدَّ التحذير في هذا الصدد – الأجهزةَ الأمنية وأنظمة الحكم من إسالة الدماء أو إزهاق الأرواح، وألا يسهموا في الوصول بالشعوب إلى المجهول بإهمال طلباتهم أو الالتفاف عليها، كما يحذر الاتحاد من التدخلات الخارجية في شئون البلاد، وأن يحافظ الشعب والمختصون بحريات البلاد واستقلالها.
خامسًا: يطالب الاتحادُ الحكومةَ الصينية بأن تتيح لمواطنيها من مسلمي الصين وتركستان الشرقية كافةَ حقوق الإنسان التي تكفلها الشرائع الإلهية والقوانين العالمية من حرية ممارسة الشعائر وحرية التنقل والتعبير عن الرأي، والتوقف الفوري عن تعذيب مواطنيها المسلمين واضطهادهم وجمعهم في معسكرات اعتقال يُنْزِلُون بهم فيها أشدَّ أنواع العذاب؛ فإن هذا عدوان يجب النهي عنه والتحذير منه. كما يطالب الهند وباكستان بحلّ مشاكلهما سلمياً وحل قضية كشمير حسب القرارات الدولية.
سادسا: يتابع الاتحاد ما يجري في السودان، ويعتبر أن للشعب السودانيحق التعبير عن مطالبه المشروعة عبر نهج سلمي والدعوة إلى توافق وطني يحقق للسودان أمنه واستقراره ورخاءهووحدته ودعوة الدول العربية والإسلامية لدعم السودان للخروج من أزمته الاقتصادية.
سابعا: يطالب الاتحاد المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه تجاه السوريين واليمنيين، وأن يضع حدا لتدخل الدول الأجنبية بالفساد والإفساد والقتل والتدمير، ويطلب من جميع الفصائل السورية التوحد لتحقيق مصلحة السوريين، ومحاولة البحث عن المساحات المشتركة وهي كثيرة، ونبذ الخلاف والتعصب جانبا، ويتوجه الاتحاد بالشكر لتركيا على ما تقوم به من جهود في الداخل السوري، ومن إيواء للسوريين واليمنيين وغيرهم على أراضيها، وتتحمل في سبيل ذلك ما تتحمل.
ثامنًا: يطالب الاتحادُ بالإفراج الفوريعن المعتقلين السياسيين عامة وعلماء الاتحاد خاصة، ويعتبرالاتحاد أناعتقالهؤلاء العلماء المشهودِ لهم بالاعتدالالفكري والرسوخ العلمي في معتقلات مصر والسعودية وغيرهمامهدّدٌ للسلم الاجتماعي، ونشر لفكر التطرف وتطرف الفكر، وخسارة كبيرة للأمة في مشروعها الحضاري الوسطي المنشود.
تاسعاً: يطالب الاتحادُ الجماعات والجمعيات والتجمعات بالقيام بواجب إحياء فقه المراجعاتللتجارب الدعوية والاجتهادات العملية؛ فإن الأمة تمر بمنعطف خطير وتحول كبير لا يُقبَل معه الوقوف عند الماضي دون نظر إلى التقييم والتقويم والمراجعة؛ استهداءً بدروس الماضي، ووعيا بالحاضر، وإعدادا للمستقبل، وإلا فسنة الاستبدال قائمة، وسنن الله لا تحابي أحدا: “فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) {فاطر 43}.
عاشراً: يتابع الاتحاد بقلق بالغ ما يجري على أرض فلسطين المحتلة من جرائم بحق البلاد والعباد، وتهويدٍ للقدس الشريف، وإغلاق للمسجد الأقصى المبارك، ويطالب الاتحاد بوقف هذه الممارسات فورا، ويحث زعماء الأمة وعلماءها في كل قطر أن يقوموا بدورهم، ويؤدوا واجبهم في نصرة القضية؛ تحقيقاللتضامن الإسلامي مع المستضعفين، وإسهاما في مشروع تحرير الأقصى والأسرى والقدس وفلسطين، ويحذر الاتحاد من خطورة التطبيع مع المحتل الذي يغتصب الأرض ويقتل الأبرياء ويدنس المقدسات، ونظرا لخطورة الأمر وأهميته الكبرى فقداتفق الحضور على إصدار بيان خاص بفلسطين والقيام بنشاط مستقل.
حادي عشر: يدين الاتحاد ما وقع للمواطنين المسلمين في نيوزيلاندا اليوم بعد صلاة الجمعة من قتل العشرات في المساجد على يد مسلحين، داعياً الله تعالى للقتلى بأن يجعلهم شهداء وبالشفاء العاجل للجرحى، ويطالب الدولةَ أن تقوم بواجبها القانوني تجاه هذا الحادث الإجرامي، ويطالب الاتحاد المسلمين هناك ألا يُحَمّلوا المجتمع النيوزيلاندي هذه الجريمة، وأن يفسحوا المجال للقانون كي يأخذ مجراه.
كما يطالب الاتحاد الدول غير المسلمة بحظر نشر الكراهية، والخوف من الإسلام الذي يكون من آثاره هذه الجرائم العنصرية.
ثاني عشر: يدعو الاتحاد أعضاءه كافة إلى القيام بدورهم في فروعهم وأقطارهم؛ نشرا للإسلام، وتحصينا للشباب، وتعزيزا للأمن والسلم الاجتماعيين؛ فإن الشعوب تتعلق بعلمائها وتتطلع إليهم، وعلى العلماء أن يقوموا بمهمتهم أمام الله، وأن يكونوا عند حسن ظن شعوبهم، وألا يخذلوهم في وقت تنتظر الشعوب فيه منا الكثير.
وفي الختام نقدم شكرنا لهذا البلد العزيز تركيا شعباً ورئيساً وحكومة على مواقفه المشرفة حول القضايا الإسلامية، وكل من يقف مع الحق.
والشكر موصول لكل من أسهم في تذليل انعقاد اجتماع مجلس الأمناء، والله ولي التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
اسطنبول يومي 7-8 رجب 1440هـ الموافقين 14-15 مارس 2019م”.