محلل إسرائيلي: هدف نتنياهو هو احتلال غزة وليس إعادة الرهائن
هوية بريس – وكالات
اعتبر محلل سياسي إسرائيلي بارز، الأربعاء، أن هدف الحرب التي يشنها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو احتلال قطاع غزة وليس إعادة الأسرى الإسرائيليين.
جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية الخاصة لرئيس تحريرها ألوف بن.
وقال بن: “أثناء إعلانه الثلاثاء عن نسف المفاوضات مع حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن (الأسرى الإسرائيليين بغزة)، تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ما وصفه بأصولنا الدفاعية والاستراتيجية (التي يريد الحفاظ عليها)، في إشارة إلى مواصلة السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم، والتي ستخسرهما إسرائيل إذا وافقت على الاتفاق المطروح حاليا على الطاولة”.
وأضاف: “يركز الخطاب العام في إسرائيل على الرهائن ومصيرهم، لكن نتنياهو يعتبرهم مصدر إزعاج إعلامي، وأدوات في يد خصومه السياسيين، وصرفا عن الهدف الذي يريد تحقيقه وهو: احتلال طويل الأمد لقطاع غزة، أو – كما أعلن مرارا وتكرارا منذ اندلاع الحرب – السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع”.
وتابع الكاتب الإسرائيلي: “السيطرة على محور فيلادلفيا (شريط حدودي فاصل بين غزة ومصر) ستسمح لإسرائيل بتطويق الحدود البرية لقطاع غزة وعزله عن مصر. أما السيطرة على ممر نتساريم (الذي أقامه الجيش الإسرائيلي قرب مدينة غزة) فإنها تفصل عمليا شمال قطاع غزة، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من الفلسطينيين الذين دُمرت منازلهم وبنيتهم الأساسية، عن الجزء الجنوبي من القطاع الذي يعج باللاجئين”.
وبدعم أمريكي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
ترتيب طويل الأمد
وأشار بن في مقاله كذلك إلى أنه “يجري حاليا في إسرائيل وضع ترتيب طويل الأجل لمرحلة ما بعد الحرب” على غزة.
وحول ملامح هذا الترتيب، قال: “ستسيطر إسرائيل على شمال قطاع غزة، وتطرد الفلسطينيين الذين لا يزالون هناك، والذين يبلغ عددهم نحو 300 ألف نسمة (من إجمالي سكان غزة المقدر عددهم بـ2.2 مليون)”.
وأضاف أن “اللواء احتياط جيؤرا إيلاند، منظّر الحرب على غزة، يقترح تجويع الفلسطينيين في القطاع حتى الموت، أو نفيهم، كوسيلة لهزيمة حماس”.
وتابع: “اليمين الإسرائيلي يريد كذلك إقامة مستوطنة يهودية في المنطقة (غزة)، تتمتع بإمكانات عقارية هائلة، وتضاريس ملائمة، وإطلالة على البحر، وقرب وسط إسرائيل”.
وأشار بن إلى أن “تجربة احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية على مدى 57 عاما تشير إلى أن هذه عملية طويلة تتطلب قدرا كبيرا من الصبر والقدرة على المناورة الدبلوماسية”.
وقال: “لن يتم بناء مدينة يهودية كبيرة في غزة غدا، لكن التقدم سيتم فدانا فدانا، وبيتا متنقلا يليه بيتا متنقلا، وبؤرة استيطانية تلو أخرى، تماما كما حدث في مدينة الخليل” جنوب الضفة الغربية.
واعتبر بن أن “احتلال غزة هو الهدف الذي يقاتل نتنياهو من أجله، حتى ولو كان الثمن موت الرهائن المتبقين، وعلى الرغم من خطر اندلاع حرب إقليمية”.
وقال إن “الدعامة التي تدعم نظامه المتمثلة في وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ستظل قائمة طالما ظل يسعى بالقول والفعل إلى احتلال دائم لقطاع غزة”.
ورغم وساطة تقودها مصر وقطر إلى جانب الولايات المتحدة منذ أشهر وتقديم مقترح اتفاق تلو الآخر لإنهاء الحرب على غزة وتبادل الأسرى، إلا أن نتنياهو يواصل إضافة مزيد من الشروط للقبول بالاتفاق، والتي حذر وزير دفاع إسرائيل يوآف غالانت، ورئيس الموساد دافيد برنياع، في وقت سابق، من أنها ستعرقل التوصل إلى الصفقة.
وتشمل هذه الشروط “السيطرة على محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، ومعبر رفح الحدودي بغزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة (عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم)”.
ويتهم أهالي الأسرى وقطاع عريض من الشارع والمنظومة السياسية الإسرائيلية نتنياهو بعرقلة الصفقة عمدا؛ خوفا من حل الحكومة اليمينية، ومحاكمته على جرائم “فساد” متهم بها بعد مغادرة السلطة.
من جانبها، تصر حركة “حماس” على انسحاب كامل لإسرائيل من القطاع ووقف تام للحرب للقبول بأي اتفاق، وفقا للأناضول.