محلل سياسي: جيل اليوم لا يُسكته “الريع” ولا وعود لا تتحقق

هوية بريس-متابعات

في تفاعل مع موجة الاحتجاجات الشبابية التي شهدتها بعض المدن المغربية، أكد عبد الحفيظ اليونسي، المحلل السياسي وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن ما يعيشه الشارع اليوم هو تعبير صريح عن أزمة ثقة متفاقمة بين فئة واسعة من الشباب والمؤسسات القائمة، مشدداً على أن “هذا الجيل لا يمكن شراء صمته بخمسمائة درهم التي تبقى أو تزول بصعود أو هبوط المؤشر، أو من خلال شبكة علاقات زبونية يديرها رجال السلطة أو الأعيان أو نخب صناعية وتجارية ريعية”.
وأشار اليونسي في تدوينة على صفحته بـ”فيسبوك”، إلى أن هذا الجيل الجديد يحسن استعمال التكنولوجيا الحديثة ومنفتح على العالم، وبحاجيات جديدة بتطلعات معقدة ومركبة.
وأضاف أن العرض السياسي والتنموي الموجود بالبلاد لا يقنع هذا الجيل، فهو لا يثق بالنخب المدبرة للشأن العام أو المنتجة للخطاب السياسي والثقافي والإعلامي، هو أيضا جيل بدون عمل كما أشار إلى ذلك تقرير بنك المغرب وبلا أمل كما تشير إلى ذلك دراسات اجتماعية رصينة يقول اليونسي.
فهو إذن يضيف عضو الأمانة العامة للحزب، “جيل يقيم تقابلات حادة بين حاجياته الأساسية واختيارات الدولة التي لا تجيب على هذه الحاجيات”، وتابع ” لنتأمل بين مفارقة بناء ملعب بمواصفات عالمية في زمن قياسي وبين منظر الخيام بالحوز بما يقارب ثلاث سنوات، بأي سردية سنقنع الناس بهذه المفارقة سوى أن كرامة المواطن آخر ما يفكر فيه”.
واعتبر اليونسي، أنه قد تكون هذه الاحتجاجات محدودة من حيث العدد وربما قد تنتهي هنا والآن، “لكن لننتبه أن المدن والحواضر المركزية التحقت احتجاجا بمدن الهامش والبادية والقرية”.
وأكد أن المحرك واحد وهو عجز القدرة التوزيعية للدولة وعدم كفاءة ولا وطنية بعض نخبها المدبرة في مختلف مستويات اتخاذ القرار في التفاعل الجدي مع مطالب فئات عريضة من الشعب، قبل أن يستدرك “إنه البحث الدائم والدؤوب للإنسان عن الحرية والكرامة والعدالة بكل أنواعها”.