محمد مصباح: سيناريوهات “الزلزال السياسي” في المغرب
هوية بريس – محمد مصباح
هناك خمس سيناريوهات محتملة لشكل الزلزال السياسي الذي تحدث عنه الملك في خطابه الأخير أثناء افتتاح الدورة التشريعية. هذه السيناريوهات تختلف حسب درجة احتمالات حصولها وأيضا المخاطر السياسية المرتبطة بكل اختيار.
السيناريو الأول هو حل البرلمان وإعلان حالة الاستثناء، كما حصل في الستينات من القرن الماضي. وهذا يقتضي تعطيل العمل بالدستور والرجوع إلى الممارسات السلطوية بشكل مباشر وعلى نطاق واسع. رغم أن احتمال تحقق هذا السيناريو ضعيف نظرا لكلفته السياسية العالية، إلا أن الإقتراب منه سيكون له مخاطر سياسية عالية، قد تزعزع التوازنات السياسية في البلد.
السيناريو الثاني: أقل تشاؤما وهو حل البرلمان أو إقالة أو استقالة رئيس الحكومة ولكن مع إجراء انتخابات مبكرة. هذا السيناريو أيضا ضعيف التحقق نسبيا لنفس الأسباب المذكورة أعلاه، ولكنه في حالة تحقق سيتم الاحتفاظ بسير المؤسسات من الناحية الشكلية مع رجوع قوية للممارسات السلطوية.
السيناريو الثالث: فرض تعديل حكومي موسع وإدماج حزب الاستقلال بعد أن تم الاستغناء عن حميد شباط. سيكون أقرب إلى نموذج حكومة وحدة وطنية. هذا المسار سيزيد من إضعاف الحكومة الحالية ولكن قد يعطي الدولة وقتا للتفكير في بدائل على المدى المتوسط.
السيناريو الرابع: status quo، أي استمرار الوضع الراهن كما هو عليه من دون حصول أي تغير يذكر. وهذا هو السيناريو الراجح في نظري لأن الدولة بدت في الآونة الأخيرة مترددة في اتخاذ قرارات مكلفة من الناحية السياسية قد تعصف بالتوازنات السياسية الكبرى في البلد.
السناريو الخامس: وهو إجراء تعديل دستوري جديد يدشن القطيعة مع أسلوب الحكم الحالي وينقل بموجبه جميع الصلاحيات التنفيذية لحكومة منتخبة ويلغي المجلس الوزاري، مع احتفاظ الملك بصفته رئيس الدولة بصلاحيات استراتيجية مثل قيادة الأركان وإعلان الحرب وحالة الاستثناء. هذا السيناريو هو الأقرب للديمقراطية ولكن يبدو أن تحقق هذا الاحتمال ضعيف في الفترة الحالية بسبب غياب مؤشرات واضحة تدعم هذا المنحى داخل الدولة.
(منشورة في جريدة “أخبار اليوم” عدد نهاية الأسبوع).