محمود عباس: ما تقوم به سلطات الاحتلال لن يجلب لأحد الأمن والاستقرار..
هوية بريس- متابعة
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت سياسة الهروب إلى الأمام التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية برفضها الحقيقة الفلسطينية “لن تجلب لأحد الأمن والاستقرار”.
ودعا عباس في كلمة بمناسبة الذكرى الـ72 ليوم (النكبة) الفلسطينية، الذي يصادف اليوم الأحد، قادة إسرائيل إلى الخروج من دائرة “نفي الأخر العمياء التي ثبت عمقها وفشلها ودائرة التنكر للحقوق الوطنية المشروعة” للشعب الفلسطيني المعترف بها في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأكد أن الشعب الفلسطيني “لن يقبل التنازل عن أي حق من حقوقه خاصة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مع تأكيد حق العودة وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار 194 ومبادرة السلام العربية”.
وشدد على أن الصمود الفلسطيني على الأرض والتمسك بها والبقاء عليها، مهما بلغت الصعاب والتعقيدات و”جرائم إسرائيل الوحشية، هو الرد الأمثل على النكبة، وعلى عقلية التطهير العرقي والاستيطان والتهويد”.
وأشار إلى أن الحقيقة الأهم والأكثر سطوعا على امتداد الصراع، هي أن الشعب الفلسطيني “لا يمكن هزيمته أو كسر إراداته، لأنه ببساطة صاحب حق وصاحب قضية عادلة لا يمكن طمسها بروايات زائفة”.
وأشاد عباس بوعي الشعب الفلسطيني الذي تجلى بموقفه الموحد من جريمة اغتيال الصحفية في قناة (الجزيرة) شيرين أبو عاقلة، التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي، مثمنا صمود الفلسطينيين في كافة الأماكن خاصة القدس، العاصمة الأبدية الذين يدفعون عن المقدسات والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة.
وأوضح أن الجماهير في القدس تدافع عن الرواية الفلسطينية كلها بصمودها وثباتها، قائلا “إنهم أهل الرباط وهم في الخندق الأول والأهم في المواجهة مع الاحتلال البغيض ودفاعا عن مقدسات الأمة”.
وشدد عباس على أن الوحدة الوطنية هي الرد الأقوى على “النكبة والاحتلال والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بسبب سياسة ازدواجية المعايير، داعيا المجتمع الدولي إلى التخلي عن صمته وسياسة الكيل بمكيالين، التي كانت سببا في إمعان إسرائيل في ارتكاب “جرائمها والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وضربها بعرض الحائط كل جهود السلام”.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى ما يطلقون عليه (النكبة) الفلسطينية التي جرت العام 1948 حيث طرد ونزح من الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل حوالي 957 ألف فلسطيني، أي ما نسبته 66 في المائة من إجمالي الفلسطينيين الذين كانوا يقيمون في (فلسطين التاريخية) آنذاك”.
وفي السياق ذاته، أطلق الرئيس عباس برنامجا وطنيا يهدف إلى إعادة طباعة الكتب، التي صدرت في فلسطين قبل النكبة، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
وذكرت الوكالة أن عباس أعطي وزير الثقافة الفلسطينية عاطف أبو سيف بعد استلام أول 50 كتابا من هذه الكتب التي قامت وزارته بإعادة طباعتها بضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي كجزء أساس من تعزيز الرواية الفلسطينية وحماية الوجود الفلسطيني.
وأعلن أبو سيف أن وزارته تعمل على طباعة 1400 كتاب صدرت في فلسطين قبل النكبة، منها ما له بتعزيز المحتوى الرقمي المعرفي عن فلسطين بجانب الحفاظ على مكونات التراث غير المادي، التي تشكل صلب الهوية الوطنية.
وقام الرئيس عباس بكتابة مقدمة الكتب التي صدرت بخط يده، وجاء فيها “لم تكن فلسطين أرضاً قاحلة، بل هي أرض معطاءة وكان أبناؤها وبناتها مبدعين في الشعر والقصة والرواية والمسرح والموسيقى والسينما والعلوم الاجتماعية والفكر والفلسفة”.
(المصدر: CGTN عربية)