محنة زينب الغزوي.. درس لا غبار عليه لمن يثق في “علمانية فرنسا”

21 أكتوبر 2024 16:12

هوية بريس- متابعة

عُرِفت زينب الغزوي أول ما عرفت بدفاعها عن الحريات الفردية والقيم العلمانية، وقد كانت من أهم مؤسسي حركة “مالي” للدفاع عن الإفطار العلني في رمضان وحرية الجنس الخ.

وسبق للغزوي أن كانت صحيفة عاملة بصحيفة “شارلي إيبدو”، بل كانت قد دافعت عن الرسوم المسيئة للرسول الله صلى الله عليه وسلم في ذات الصحيفة.

جعلت هذه المواقف زينب الغزوي شخصا مألوفا لدى الإعلام الغربي والفرنسي والعلماني، إلا أن هذه الألفة سرعان ما ارتفعت بسبب مواقفها الأخيرة من القضية الفلسطينية.

لقد صرحت الغزوي بمواقف مفاجئة لا يصرح بها من في مثل وضعها الثقافي والإعلامي، فاستنكرت العدوان الصهيوني على قطاع غزة وشبهته بنازية هتلر وإرهاب “داعش”، وبالمقابل رفضت وصف “حماس” بالإرهاب.

ومن وقع المفاجأة غير المتوقعة من أمثال الغزوي، ثارت ثائرة العلمانية الفرنسية وأيادي اللوبي الفرنسي في بلاد “نابليون”.

ونتيجة لهذه الثائرة العلمانية سُحبت من الغزوي جائزة “سيمون فيل” التي كانت قد مُنحت لها من قبل منظمة “إيل دو فرانس”، وتم منعها من الدفاع عن نفسها ومواقفها في الإعلام الفرنسي، بل إنها وجدت نفسها دون سابق إنذار عرضة للمتابعة القضائية.

وتقول تقارير إعلامية إن وزير الداخلية الفرنسي رفع ضد زينب الغزوي دعوى قضائية تتهمها بمساندة الإرهاب، وكأن حركة “حماس” هي المسؤولة عن مقتل 50 ألف مدني في غزة.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تختبَر فيها فرنسا في ما تدعيه من إيمان بالحرية، فكل مرة تثبت فرنسا للعالم أنها تؤمن بحرية خاصة تسقط معها حريات الأقليات والمختلفين عن الرأي العام الذي يراد صناعته صناعة متقنة ومقصودة ولأغراض سياسية بعينها.

وهذا درس لدعاة الحريات الفردية بلا حدود في المجتمع المغربي وغيره من المجتمعات العربية والإسلامية، وللمشرفين على أمر جمعيات أجنبية غربية في بلدانهم.

هذا درس لهم ليعلموا أن فرنسا ومراكزها وجمعياتها لا تطلب منهم غير الخدمة والوظيف، وإذا ما امتنعوا عن أدائهما وعارضوا المواقف الفرنسية فلا احترام ولا تقدير ولا ترويج، بل هو المنع والمتابعة القضائية.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M