مختبر الفكر الإسلامي والترجمة يفتح نوافذ الحوار على كتاب “مونتيني ومترجموه”

28 أبريل 2025 19:10

هوية بريس – عبد الرحمان العسراوي

في إطار أنشطته العلمية والثقافية، نظم مختبر الفكر الإسلامي والترجمة وحوار الثقافات بشراكة مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية والمعهد الأوروبي للدراسات الفلسفية لقاءً علميًا مميزًا تحت عنوان: قراءة في كتاب “مونتيني ومترجموه”، وذلك يوم الاثنين 28 أبريل 2025، على الساعة العاشرة صباحًا، بـ”قاعة عبد الواحد خيري بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك”، بحضور لفيف من الطلبة والباحثين والمهتمين.

أدار اللقاء الدكتور مصطفى الصمدي بأسلوبه الأنيق وبلاغته المعهودة، حيث استُهلّ اللقاء بكلمة ترحيبية رحب فيها بالحضور الكريم، مبرزًا أهمية هذا النوع من اللقاءات العلمية في ترسيخ قيم البحث الأكاديمي والحوار الثقافي.

بعد ذلك، افتتح اللقاء بتلاوة مباركة لآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها على مسامع الحاضرين الطالب هشام عطاش، مما أضفى على الأجواء روحانية مميزة.

تلتها كلمة الدكتور يوسف سفري، نيابةً عن السيدة عميدة الكلية، حيث عبر عن سعادته باستضافة هذا اللقاء، وأشاد بالجهود المشتركة بين المركز والمختبر، متمنيًا أن تستمر مثل هذه اللقاءات العلمية الرفيعة التي تغني الحقل الجامعي وتنعش روح النقاش الأكاديمي داخل الكلية.

ثم أخذ الكلمة الدكتور مصطفى الصمدي، الذي تحدث بأسلوبه العذب عن أهمية تقديم هذا العمل العلمي داخل مختبر الفكر الإسلامي والترجمة، مؤكدًا أن هذه اللقاءات هي بمثابة وفاء وردّ جميل لهذه المؤسسة الأكاديمية التي، رغم صغر مساحتها، تحضن عقولًا ومعارف كبيرة.

عقب ذلك، ألقى الدكتور خالد الصمدي، مدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، كلمة عبّر فيها عن فرحه الكبير بحضور هذا اللقاء، وقال متأثرًا: “كلما نظرت إلى وجوه الطلبة، ازداد أملي في المستقبل.” كما تحدث عن الشراكة المثمرة التي تجمع المركز بمختبر الفكر الإسلامي والترجمة، مبرزًا سلسلة الندوات العلمية التي نظماها معًا، وما تحققه من إضافة نوعية على مستوى البحث العلمي والنقاش الثقافي.

ثم بعده الدكتور بدي المرابطي، مدير المعهد الأوروبي للدراسات الفلسفية، فقد بدأ بتقديم شكره الجزيل للأساتذة والطلبة الذين حضروا وشاركوا، معبرًا عن سعادته بالمشاركة في مناقشة كتاب “مونتيني ومترجموه”، مبرزًا إعجابه بالكتاب لما يتضمنه من دراسات عن أثر مونتيني وترجماته إلى عدة لغات عبر العالم، مما يدل على قيمة فكره وأهمية إرثه الإنساني.

وهكذا تميز اللقاء بجو علمي رفيع، جمع بين حرارة النقاش وأصالة البحث، وسط حضور طلابي فاعل ومتفاعل، مما يعكس الرغبة الأكيدة في بناء جيل أكاديمي مثقف ومنفتح على القضايا الفكرية الكبرى.ثم انعقدت الجلسة الثانية المخصصة لمناقشة الكتاب مع الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه.

ابتدأ اللقاء الطالب الباحث أيوب صابير، الذي أشار إلى أن عمله ينتمي إلى حقل البحث الأكاديمي، وأنه يمثل دراسة نقدية لثقافات متعددة بعدة لغات. أكد صابير على الإشكالات الكبرى التي تعترض ترجمة النصوص الفلسفية، موضحًا أنه ركز في مداخلته على بعض المقالات المتخصصة لدراسة الكتاب محل القراءة. كما أشار إلى الخصوصيات الثقافية والفلسفية والاجتماعية التي يحملها هذا الكتاب، مبرزًا أن الترجمة المعتمدة من طرف المؤلف كانت قائمة على تجربة شخصية ذاتية في العالم الخارجي، حيث جعل الكاتب ذاته موضوعًا للدراسة.

بعدها تولى الدكتور مخلص السبتي تسيير اللقاء، بناءً على تفويض من الدكتور مصطفى الصمدي. وقد أشار الدكتور مخلص السبتي إلى صعوبة المهمة، إلا أنه وصفها بالماتعة، لينطلق في تنظيم المداخلات والنقاشات.

جاءت المداخلة التالية مع الطالبة الباحثة إيمان اشعيب، التي أبرزت أن الكتاب تُرجم إلى اللغة الإيطالية لإضفاء طابع من التنوع الثقافي، مما منح النص أبعادًا جديدة. وشددت اشعيب على أن المشكلة في الترجمة لا تكمن في اللغة ذاتها، بل في التعبير عن الفكرة بعمق ودقة. كما بينت أن تكرار الكاتب لبعض الكلمات لم يكن عشوائيًا، بل كان كل تكرار يحمل دلالة خاصة، مستشهدة بمثال قوله: “القوانين تُحترم ليس لأنها عادلة، بل لأنها قوانين“، موضحة أن لكل عبارة معناه الفلسفي العميق.

تواصل اللقاء مع مداخلة الطالب الباحث مروان الحبشي، الذي تناول أهمية ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية، وأبرز العلاقة الجدلية بين الترجمة والفلسفة، متسائلًا: أيهما يؤثر في الآخر: الترجمة أم الفلسفة؟

بعد ذلك تدخلت الأستاذة الباحثة أميمة بونخلة، حيث طرحت إشكالًا مفاده: هل نترجم انطلاقا من النص الأصلي المكتوب في القرن السادس عشر، أم من النصوص المستحدثة المكتوبة بلغة معاصرة؟ مستدلة بترجمة الأكاديمي التونسي جلال سعيد، الذي يعد أول من ترجم مونتيني للغة العربية.

في ختام المداخلات، قام الدكتور بدي المرابطي بتقديم تعقيبات مركزة على تدخلات الطلبة الباحثين، مشيدًا بجهودهم وملاحظاتهم، ومضيفًا بعض الإضاءات النقدية لتوسيع النقاش.

ثم فُتح باب النقاش مع الحضور لإغناء اللقاء من خلال مداخلاتهم وأسئلتهم، مما أضفى حيوية وتفاعلية كبيرة على الجلسة.

وفي نهاية اللقاء، تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، والتقطت صورة جماعية للذكرى توثيقًا لهذا النشاط العلمي المميز.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
17°
19°
السبت
19°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة