مدونة الأسرة.. باحثة: الخطاب الملكي ارتأى تغليب صوت الحكمة والعقل والمنطق
هوية بريس-متابعة
ترى الباحثة الأصولية المقاصدية المتخصصة في الشأن الأسري، جميلة تلوت، أن “النهج الذي يقوم عليه الإصلاح الملكي لمدونة الأسرة يقوم على الجمع بين الأصيل والمعاصر، إذ إن الخطاب الملكي بتأكيده لهذه القاعدة؛ فإنه يوجه الباحثين للنظر والبحث والنقد في الاتجاه الصحيح دون بذل الجهد فيما قد ورد النص القطعي بخصوصه، وهو محدود”.
وتُحصَر هذه الأمور القطعية، “في اعتبار الزواج هو المدخل الشرعي للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، وفي هذا تجريم للعلاقات خارج إطار الزواج، إضافة إلى اعتبار العلاقة الزوجية قائمة على اختلاف الجنس، وفي هذا عدم اعتراف بالزواج المثلي، إضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالإرث الذي لم يطبق فيها قانون المساواة وغيرها”، تردف تلوت في تصريحها لـ”عربي بوست”.
وشددت الباحثة الأصولية المقاصدية، على أنه “يبقى مجال القطعي محدوداً ومحصوراً إذا نظرنا لحجم مؤسسة الأسرة وقضاياها وإشكالاتها في العصر الحديث، ومن ثم، فالتوجيه الملكي مهم جداً في هذا الصدد كي يوجه أنظارنا وأنظار الباحثين في الشأن الأسري نحو الإشكالات الحقيقية التي تحول دون النهوض الحقيقي للأسرة”.
يتضح في هذا الإطار، أن “الخطاب الملكي ارتأى تغليب صوت الحكمة والعقل والمنطق؛ صوت غلب من جهة الاجتهاد في دائرة الفقه كي لا يقع الجمود على مقررات تاريخية باسم الدين، وليحفز الفقهاء لينظروا لمقاصد الدين عموماً ومقاصد الأسرة خصوصاً ويعملوا على تحكيمها وتقديم اجتهادات مناسبة لها”، تسجل صاحبة كتاب “الأسرة في التصور القرآني”.
وتابعت جميلة تلوت، أنه من جهة ثانية غلب العاهل المغربي في ذات الخطاب، “منهج الجمع بدل التجزيء في المنظور الحقوقي بالتركيز أن مدونة الأسرة لا تقتصر على المرأة فقط وإنما هي مدونة جامعة تتطلب نظراً جامعاً مناسباً لمركزية الأسرة في الاجتماع الإنساني؛ بشكل يراعي حقوق وواجبات كل طرف دون تغليب طرف على الآخر، فالمرأة مكون مركزي طبعاً، لا ينبغي ظلمه أو غمط حقه، ونفس الشيء بالنسبة للزوج والأطفال، فينبغي مراعاة حقوق الجميع وواجباتهم”.