مدونة الأسرة.. لله ثم للتاريخ
هوية بريس – عبد السلام أيت باخة
فيما يتعلق بالنقاش الوطني حول مدونة الأسرة الجديدة، أحب أن أسجل كلمة لله ثم للتاريخ، أقولها إبراء للذمة وبيانا للحق الذي أمرنا أن نقوله ونصدع به، مصداقا لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم) رواه البخاري.
فأقول وبالله التوفيق وبه أستعين، وعليه أتوكل:
1- مدونة الأسرة -التي يريدها المغاربة- يجب أن تكون موافقة لأحكام الشريعة الإسلامية، فلا يقبل أبدا أن يكون فيها ما يخالف ديننا الحنيف ويصادم قطعياته، لأن هذا البلد المبارك بلد مسلم، يرأسه أمير المؤمنين الذي قال كلمته المؤطرة لهذا التعديل: (لا أحل حراما ولا أحرم حلالا).
2- أصوات الحداثيين واللادينيين بخصوص هذه المدونة، أصوات شغب ونشاز، حقها أن تهمل ولا يلتفت إليها أصلا، لأنها تغرد خارج السرب، وتروم استئصال الهوية الإسلامية لهذا البلد الذي كان وسيبقى شامخا بالإسلام والتمسك بالقرآن والسنة النبوية الشريفة.
3- العلماء يجب عليهم أن يتكلموا ويبينوا للناس كلمة الحق بخصوص هذه المدونة وما يجب أن تكون عليه، وكل من سكت بلا عذر فقد خان دينه ووطنه، لأن العالم إذا لم يسمع المجتمع كلمته في مثل هذه المواضيع التي تهم قطعيات الدين وثوابته، فمتى يتكلم إذن؟
ونشهد -شهادة نلقى بها الله تعالى- أن فضيلة العلامة مصطفى بنحمزة حفظه الله وكلأه بعنايه قد أدى الذي عليه، وكان رجلا بأمة في مواجهة المناوئين والمتربصين بهذا الدين.
أدامه الله منافحا ذابا عن شريعة الله، وجعل في الأمة من يخلفه ويسير على منواله.
4- نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن تكون هذه المدونة مستجيبة لطموحات المغاربة المعتزين بدينهم، وأن تكون لبنة إصلاح للأسرة المسلمة.
كما نسأله جلت قدرته أن يحفظ علينا أمننا واستقرارنا في هذا البلد الكريم تحت القيادة الرشيدة لمولانا أمير المؤمنين حفظه الله وأبَّدَ نصره، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله رب العالمين.