مدير أكاديمية التعليم بجهة الشمال يكشف معطيات خاصة عن شرط 30 سنة
هوية بريس-متابعة
يقدم محمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لطنجة-تطوان-الحسيمة، في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء والقناة الإخبارية المغربية M24، أهم مستجدات عملية التوظيف عبر المراكز المهنية للتربية، ارتباطا بمسألة الجودة والحاجيات الفعلية للجهة من الأطر التعليمية.
1 : ما مدى ارتباط معايير التوظيف الجديدة عبر المراكز المهنية للتربية بالحاجيات الملحة والفعلية من الأطر التعليمية ؟
عرفت مباريات توظيف أطر الأكاديميات هذه السنة نقاشات مهمة تعكس اهتمام المجتمع والأسر بالشأن التعليمي نظرا للمستجدات التي طرأت على المباريات، والتي تروم من خلالها الوزارة الوصية توظيف 17 ألف متدرب ومتدربة، وهو العدد الذي تم ضبطه انطلاقا من الحاجيات الفعلية، مراعاة للبعد الجغرافي والإقليمي والتطلع إلى توفير التخصصات الضرورية التي تستجيب للطلب وتمكن من تغطية الخصاص.
وما يميز عملية التوظيف الجديدة أنها توفر للمترشحين والمترشحات منذ البداية امتياز اختيار الإقليم الذي يودون الاشتغال فيه والسلك الذي يرغبون في التخصص فيه، إضافة إلى إخضاع المعنيين لتكوين دقيق تحت إشراف أطر مؤهلة ستواكب تداريبهم الميدانية قبل توظيفهم النهائي.
2 : ما هي أهم المتغيرات التي همت مرحلة الانتقاء لاجتياز مرحلة الامتحانات الكتابية والشفوية ؟
لقد طرأت هذه السنة بعض التغييرات في مرحلة الانتقاء لاجتياز مرحلة الامتحانات الكتابية وبعدها الشفوية، منها تسقيف السن في 30 سنة لولوج مهنة التعليم، وانتقاء يرتكز أساسا على الميزة التي حصل عليها المرشح في مستوى الباكالويا أو الإجازة أو هما، وعدد السنوات التي قضاها المرشح للوظيفة في الحصول على الإجازة، وكذا إلزام المرشحين بتقديم وثيقة تبين حوافزهم لممارسة مهنة التعليم ودوافع اختيارهم لهذه المهنة النبيلة، وستكون هذه الوثيقة من بين الوثائق التي ستستند إليها لجان الامتحانات الشفوية لمعرفة مدى رغبة المعنيين في الالتحاق بسلك التعليم عموما.
3 : إلى أي حد تمكن طريقة الانتقاء هاته من ضمان الجودة، التي تبقى مطمح جميع فئات المجتمع والدولة نفسها ؟
عملية الانتقاء لاجتياز الامتحان الكتابي وبعده الامتحان الشفوي سيكون لها انعكاس على مجال التعليم مستقبلا من حيث الجودة ومن حيث الرقي بعطاء المدرسة المغربية عامة، ووزارة التربية الوطنية تتوخى من خلالها استقطاب المترشحين والمترشحات الذين لهم انجذاب أكبر لممارسة مهنة التدريس البالغة الأهمية في تربية الأجيال القادمة وتحصيل القيم والثوابت والتعلمات الأساس وتحقيق رغبات الأسر، وكذا مواكبة مسار التنمية والتطور وحاجيات البلاد من الأطر ذات الكفاءة العالية لاحقا.
وبالتالي، فإن الاختيار الأمثل لأطر التدريس المستقبلية سيضمن للتلاميذ مستوى تعليمي يرتقي بالتحصيل لمستوى يشرف المجتمع والأسر والدولة، وكذلك يجيب على تطلعات الرأي العام.
4 : هل تبقى شروط التوظيف المرتكز الأساسي لتجويد عملية التدريس والارتقاء بمهنة التعليم، أم أن هناك مرتكزات أخرى بالأهمية نفسها ؟
فعلا، عملية انتقاء وشروط توظيف أطر المستقبل في التدريس تركز على المستوى الكيفي لجعل هذه المهنة ذات جاذبية خاصة، إلا أن هناك مرتكزات أخرى لا تقل أهمية وتوليها الوزارة الوصية اهتماما كبيرا، منها العناية بالوضع الاعتباري والمادي للأطر بشكل عام، خاصة وأن الأساتذة يبذلون مجهودا كبيرا لتأدية واجبهم المهني في مختلف الظروف، ونفس الاهتمام توليه أيضا للتكوين الأساس والتكوين المستمر، الذي وفرت له ميزانيات هامة تجاوزت ما كان عليه الأمر سابقا بخمس مرات أو أكثر.
5 : إلى أي حد يبقى الاستثمار الأمثل من حيث التكوين في المترشحين والمترشحات الضامن لتحقيق معادلة جودة المدرسة العمومية ؟
عمليا تسعى الوزارة الوصية تراهن، عبر توفير الإمكانات المادية والبشرية الضرورية، على الاستثمار في أطر التعليم المقبلين على التدريس في إطار سيرورة متواصلة، لأن مهنة التدريس تتطلب تكوينا مستمرا ومكثفا وذي جودة عالية، حتى نوفر أكفأ الأطر لهذه المهنة التي تعتبر صلب كل تطور مجتمعي وتنمية متوازنة وشاملة.
ومطلب الجودة والرفع من التحصيل في التعلمات هو مطلب مجتمعي ومطلب كل الأسر المغربية، خاصة وأن المدرسة عامة تساهم بقسط وافر في تربية الأجيال الذين يقضون في المؤسسة التعليمية التي تحتضنهم حيزا زمنيا كبيرا مقارنة مع ما يقضونه داخل بيوتهم ووسط أسرهم.
كما أن التغييرات التي همت عملية انتقاء أطر التدريس المستقبلية سترفع من منسوب الثقة في المنتوج التعليمي وفي المؤسسة التعليمية ذاتها، وستضمن الجودة لتطمئن الأسر على واقع ومستقبل فلذات أكبادها، وكذلك لأنها تنسجم وإرادة الدولة حتى نكون في مستوى تحقيق الإقلاع التنموي الذي يتطلع ويسير عليه المغرب منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس العرش.