جدل واسع بعد مذكرة “الرياضة المختلطة” بمدارس المملكة

هوية بريس – متابعات

أثارت المذكرة رقم 097/25 الصادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بتاريخ 6 أكتوبر 2025، والمتعلقة ببرمجة وتدبير الأنشطة الرياضية المدرسية للموسم الدراسي 2025–2026، جدلاً واسعاً في الأوساط التربوية والأسرية بالمغرب، بعدما تضمنت فقرة تدعو إلى تنظيم أنشطة رياضية مختلطة تجمع بين الذكور والإناث ضمن فريق واحد.

وجاء في نص المذكرة، التي وُجهت إلى الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية، أن هذه الخطوة تأتي في إطار “تعزيز مبدأ المساواة بين الجنسين في ممارسة الأنشطة الرياضية المدرسية”، مع التأكيد على “الحضور المتساوي للذكور والإناث في مختلف الأنشطة والمنافسات الرياضية”.

انتقادات حادة من المربين والأسر

غير أن مضامين هذه المذكرة قوبلت برفض واسع وانتقادات لاذعة من طرف فاعلين تربويين وأولياء أمور، الذين اعتبروا أن القرار يتنافى مع القيم الإسلامية والتربوية التي يقوم عليها التعليم المغربي.

وقال أحد المعلقين:

“وزارة التربية لم يكفها الاختلاط في الأقسام الدراسية وما خلّفه من آثار تربوية وأخلاقية مدمرة، حتى تسعى الآن إلى إنشاء فرق رياضية مختلطة! فأي تربية هذه؟ وأي تعليم هذا الذي يزرع الفتنة في نفوس المتعلمين؟”.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل محاولة جديدة لفرض نموذج تربوي دخيل، بعيد عن خصوصية المجتمع المغربي الذي ينص دستوره في فصله الثالث على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، وأن مؤسساتها تعمل على ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية المنبثقة من الشريعة الإسلامية.

دعوات لمراجعة القرار

وطالب تربويون ونشطاء بضرورة مراجعة المذكرة وتوضيح خلفياتها، مؤكدين أن تشجيع الممارسة الرياضية لا يستلزم بالضرورة إلغاء الفوارق الطبيعية بين الجنسين، بل يمكن تحقيق العدالة والمساواة دون المساس بالضوابط الشرعية والأخلاقية.

وأكد آخرون أن المدرسة المغربية مطالبة اليوم بتعزيز التربية على الحياء والانضباط والاحترام، لا بتبني نماذج “غربية مستوردة” قد تهدد هوية المتعلمين وقيمهم الإسلامية.

تساؤلات حول التوجه العام للسياسات التعليمية

ويأتي هذا الجدل في سياق أوسع من التحولات المثيرة للجدل داخل منظومة التعليم المغربي، التي تشهد في السنوات الأخيرة توجهاً متزايداً نحو ما يسمى “المقاربة الجندرية”، وهو ما يرى فيه كثير من المتابعين تغريباً ممنهجاً للتربية والتعليم في بلدٍ له مرجعية دينية واضحة وثابتة.