مركز إسلامي يقدم خدمة لأم يقلب الرأي العام الأمريكي (فيديو)

مركز إسلامي يقدم خدمة لأم يقلب الرأي العام الأمريكي
هوية بريس – د.أحمد الشقيري الديني
قامت إحدى المؤثرات في ولاية شارلوت الأمريكية بتجربة لاختبار مدى استجابة المؤسسات الدينية لتقديم خدمات إنسانية، فوضعت تسجيلا لرضيع يصرخ، واتصلت ب29 كنيسة تطلب حليبا لرضيعها التي زعمت أنه لم يطعم حليبا منذ يومين؛ لكن المفاجأة أن من بين كل هذه الكنائس لم تستجب إلا ثلاث بعد أخذ ورد وأسئلة عن انتمائها الديني وعلاقتها بالكنيسة.
ثم اتصلت هذه الشابة بالمركز الإسلامي في ولاية شارلوت تسأله تقديم مساعدة لرضيعها المزعوم فلم يسألها إمام المسجد بالمركز إلا سؤالان: السؤال الأول عن مكان تواجدها والسؤال الثاني عن اسم نوع الحليب الذي يأخذه رضيعها ليأتونها به حتى بيتها دون حاجة لانتقالها.
عندها اعترفت الشابة بأنها بصدد إجراء تجربة واختبار فقط لتعرف مدى استجابة المراكز الدينية لتقديم خدمات إنسانية..
بعد هذا استأذنت الشيخ في نشر ملخص ما دار بينهما على موقعها، فشكرها لذلك؛ لكنها عقبت بأنها هي من تعبر عن عظيم شكرها للمركز على سرعة تجاوبه مع حاجة أم لم تجد ما به تشتري لرضيعها الحليب..!
بعد التدوينة التي نشرتها هذه المؤثرة الأمريكية انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم وتم تقاسمه بين ملايين رواد تلك المواقع في فترة وجيزة، واستمعت شخصيا لأحد المعلقين معتبرا هذا الحدث بمثابة ربيع إسلامي بالولايات المتحدة الامريكية بحيث عبر عشرات الالآف عن رغبتهم في اعتناق الإسلام، وأكد المتحدث أنه لا يدين بالإسلام وإنما ينقل صورة حقيقية لتفاعل المواطن الأمريكي مع هذا السلوك الحضاري المخالف لما ترسمه وسائل الإعلام عن الإسلام والمسلمين!
لقد اشتغلت الآلة الإعلامية الغربية الرهيبة بدعم اللوبي الصهيوني على شيطنة الإسلام والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وصورت الإسلام على أنه إرهاب وهمجية تهدد الحضارة الغربية، وتعززت هذه الصورة الكاذبة بأفعال مشينة ارتكبتها داعش وصورت جرائم ذبح الصحفيين والأسرى على أنها من صميم الإسلام!
انتشر على إثر هذه الصور الصادمة تيار الإسلاموفوبيا في الغرب وتم التضييق على الجالية المسلمة مع صعود اليمين المتطرف الذي تنافس قادته في الإساءة للمسلمين والدعوة لطردهم من تلك البلدان..!
بعد حدث السابع من أكتوبر بدأت الصورة لدى المواطن الأمريكي تتضح وتتعدل عن الإسلام والجهاد والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي الذي أمعن في جرائمه الوحشية ضد شعب أعزل ينشد الحرية والاستقلال، فخرجت تظاهرات غطت شوارع معظم الولايات وعواصم اوروبا، شاركها طلبة كبريات الجامعات هناك..
هذا التحول الهائل في الرأي العام الأمريكي والغربي عموما الذي صنعته المقاومة الإسلامية في فلسطين ببسالتها وصمود حاضنتها الشعبية أمام الترسانة العسكرية الرهيبة المدعومة من الإدارة الأمريكية ومعاملتها الراقية للأسرى الإسرائيليين، هذا التحول كان يحتاج فقط لبوعزيزي أمريكي الذي مثلته هذه الشابة المؤثرة فأحدثت بذلك ثورة حقيقية ميدانها مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا..
أما الدرس الذي على المسلمين أن يحفظوه من هذا الحادث، خصوصاً منهم الدعاة والعلماء وقادة الحركة الإسلامية والجالية هناك ، هذا الدرس هو أن الإسلام دين المستقبل في العالم كله يحتاج منا أن نخدمه بصدق ونقدمه كما قدمه ونشره سلفنا التجار بأخلاقهم الراقية دون حاجة للسيف أو المدفع..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا يعز الله به الإسلام وذلا يذل الله به الكفر).



