مركز الجزيرة للدراسات: حزب الأصالة والمعاصرة ومحاولة عزل الإسلاميين!!
هوية بريس – متابعة
الخميس 18 فبراير 2016
في دراسة نشرها مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان: “حزب الأصالة والمعاصرة المغربي بعد مؤتمره الثالث: الرهان الانتخابي“، تناولت بالدرس والتحليل مؤتمر الحزب الأخير ونتائجه، والاستعداد للانتخابات، ذكرت الدراسة أن للبام محاولة لعزل الإسلامية، وهذا نص ما ورد فيها:
“محاولة عزل الإسلاميين
مباشرة بعد انتخابه على رأس الحزب، عاد إلياس العماري إلى التذكير بالهدف الرئيسي للأصالة والمعاصرة قائلًا: “قلنا مرارًا، ويُقال عنا كذلك، أننا جئنا لنُسهِم في مواجهة الإسلاميين”.
ورغم أن هذا التصريح خلَّف جدلًا واعتراضًا داخل القيادة الجديدة للحزب، التي رأت فيه خرقًا لأحد بنود المصالحة التي جرت قبيل المؤتمر الثالث، الأمر الذي أجبر العُماري على التوضيح بأنه يقصد المتطرفين وليس كل الإسلاميين، إلا أن السياق العام منذ تأسيس الحزب يُستفاد منه أن الخطاب موجَّه لحزب العدالة والتنمية لا غير.
لقد سعى الأمين العام الجديد إلى تدشين معركة جديدة على أساس الهوية، وبين مشروعين، ديني محافظ يقوده حزب العدالة والتنمية، وحداثي منفتح يقوده حزب الأصالة والمعاصرة. ووفق هذا التقسيم السياسي في جوهره، يرمي العماري إلى إحداث اصطفاف جديد، الهدف منه أساسًا عزل حزب العدالة والتنمية عن باقي الأحزاب التي ترفع شعار الحداثة والتقدم. لكن لا يبدو أن هذا الهدف قد يتحقق، خاصة أن احتمال انضمام حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي في أي مبادرة مشتركة معه يبقى مستبعدًا، كما أنه يُدرك أن الاصطفاف على أساس الهوية في مقابل الديمقراطية يُقوي العدالة والتنمية أمام النخب والرأي العام، ويُضعف الآخرين، بمن فيهم الأحزاب المُماثلة له من حيث النشأة والتكوين.
إن رفع شعار “مواجهة الإسلاميين” من جديد قد يُمكِّن حزب الأصالة والمعاصرة من تحقيق بعض الاختراقات في صفوف المجتمع المدني والحقوقي، وبالتالي تقوية وجوده المجتمعي والسياسي على حساب أحزاب منافسة له في نفس الوسط، كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خاصة أن بعض القضايا المثيرة للجدل، التي تتعلق بالمرأة والمناصفة، أو بالتربية الدينية في برامج التعليم، أو بالحريات الفردية، هي موضوع مشاريع قوانين للحكومة أو محور نقاش مجتمعي، ولم يُحسم فيها القرار بعدُ”.
وحسب نفس الدراسة فالأسئلة التي خلَّفها المؤتمر الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة المنعقد أيام 22 و23 و24 يناير الماضي أكثر من الأجوبة، حيث وجَّه الحزب للرأي العام رسالتين متناقضتين: تتمثل الأولى في أنه في الوقت الذي يتحدث عن انتصاره في انتخابات 4 سبتمبر لماضي، فقد نظَّم مؤتمرًا غيَّر فيه قيادته “المُنتصرة “.
وفي الوقت الذي أعاد لملمة صفوفه بعد تصدعات بداخله، على قاعدة فريق حزبي وخطاب سياسي جديد، أتى بقيادي يُنعت من قِبل خصومه من القوى السياسية بأنه يسعى إلى “التحكم” في المجال السياسي، وهو ما يقتضي إعادة تحليل نتائج المؤتمر، على ضوء الرهان الأساسي للحزب، المتمثل في الفوز بالانتخابات التشريعية ورئاسة الحكومة المقبلة.