مركز بحثي: الإمارات تحارب المغرب بصحافة اليمين الإسباني
هوية بريس – متابعات
حذر مركز بحثي مغربي من أن المال الإماراتي يلعب دورا حاسما في الحرب الإعلامية التي تقودها الصحافة اليمينية بإسبانيا ضد المغرب، وسجل أن دائرة الخلاف المغربي ـ الإماراتي بلغت مرحلة الصراع حول المذهب “المالكي”.
جاء ذلك في ورقة بحثية للمركز الأطلسي للأبحاث للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني حملت عنوان “الإعلام اليميني الإسباني بوابة الإمارات العربية المتحدة في الحرب ضد المغرب”.
انطلقت الورقة البحثية من كون أخر تقرير لجريدة إلموندو الاسبانية اتهم فيه مسؤولين مغاربة بتبييض الأموال، يعكس التقارب الجاري بين اليمن المتطرف الإسباني وبين دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وقال المركز: “سيكون من الصعب المرور على الاتهامات الخطيرة التي حملها المقال المنشور في الجريدة الإسبانية اليمينية “إلموندو”، دون ربطها بالتقارب الجاري بين اليمين الإسباني المتطرف ودولة الإمارات العربية المتحدة، وبسياق أحداث حرب تجري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا تشنها دولة الإمارات العربية المتحدة ضد توابث مبدئية في السياسة الخارجية المغربية من قضايا عربية وإسلامية”.
وأضاف المركز: “الأمر لم يعد يقف عند حدود خلاف مغربي إماراتي حول الحرب في اليمن، والحصار المضروب على دولة قطر، ودفع حفتر للانقلاب على اتفاق الصخيرات في ليبيا، ورفض المغرب لصفقة القرن، وصعود العدالة والتنمية المغربي للحكم في انتخابات نزيهة لا تريدها دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وزاد: “بقدر ما بات الأمر خطيرا لكونه يتعلق بحرب يقودها أحد رجال المخابرات الإماراتية المدعوم بمغاربة القذافي في الساحة الأوروبية ضد المذهب المالكي والشأن الديني لمغاربة الخارج ومؤسسات دستورية مغربية، وضد التعاون الأمني المغربي الإسباني في مثلث خطير بين أوروبا وشمال إفريقيا ظل ناجحا في محاربة الجماعات الإرهابية لحد الآن”.
وأضاف المركز: “لم يكن اختيار صحفي معادٍ للمغرب من داخل جريدة يمينية إسبانية مرتبطة بشعبة الاستخبارات الإسبانية للهجوم على مؤسسة دستورية مغربية، مجلس الجالية المغربية بالخارج ومؤسسة أمنية مغربية، صدفة بقدر ما يفسره سياق صراع يجري في الشهور الأخيرة ويتطور ضمن حرب غير أخلاقية مفتوحة”.
وأضاف أن الحرب “ضد المغرب تستعمل فيها أسماء مؤسسات وشخصيات لم تسمح للمخابرات الإماراتية بالوصول إلى المساجد والمراكز الدينية المرتبطة بالشأن الديني للجالية المغربية في دول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وبلجيكا”.
وأوضح أن “المجلس التابع للمخابرات الإمارتية والمغلف بثوب يسمى (المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة)، الذي يقوده علي راشد النعيمي بمساعدة مغاربة القذافي، فتح أول أبواب الحرب على المؤسسات والشخصيات المغربية من داخل الأراضي الإسبانية باستعمال الإعلام اليميني”.
وأضاف المركز: “لقد عملت سلطات أبوظبي على الدفع بعلي راشد النعيمي، أحد القيادات القديمة لجماعة الإخوان المسلمين، قبل انقلابه على الجماعة واستيعابه من طرف سلطات أبوظبي، على التأسيس في سنة 2018، للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة”.
وتابع: “شرع النعيمي في التسويق داخل أوروبا لخطاب يقوم على مقولة أن الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة التي تملك الوصفة الصحية لمحاربة التطرف، وذهب قادة المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في منحى خطير لما انتقلوا من محاربة جماعة الإخوان المسلمين إلى محاربة المذهب المالكي الأكثر انتشارا في المنطقة المغاربية ولدى الجالية المغاربية بأوروبا، متهمين هذا المذهب بكونه سبب في صعود الأصولية”.
وسجل أن “الإمارات العربية دخلت من فوق الأراضي الفرنسية والإسبانية في حرب مفتوحة ضد المغرب، مدعية أنها بصدد التأسيس لزعامة إسلامية جديدة في أوروبا، وذلك عبر القيام بمحاولات النفاذ إلى عضوية إدارة (الرابطة الثقافية للمسلمين في فرنسا)، ومحاولات الاستحواذ على إدارة شبكة المساجد بفرنسا وإسبانيا، وتنظيم لقاءات مفتوحة، آخرها لقاءات تم تنظيمها بحضور علي راشد النعيمي منذ شهرين بالعاصمة الإسبانية مدريد لم يتجاوز عدد الحضور فيها مجتمعة حوالي 800 شخص أغلبهم مغاربة، رغم الإغراءات المالية الكبيرة المخصصة لهذا اللقاء”.
وشدد على أن “الأرقام المالية تصل إلى ما يفوق 470 مليون دولار صرفته دولة الإمارات العربية المتحدة في محاولة لاختراق الشأن الديني للجاليات المسلمة ومنها المغربية فيأأأهجوروبا دون الوصول إلى نتيجة”.
وتابعت: “لم يكن من الممكن لرجالات مخابرات أبوظبي ومغاربة القدافي في المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة استعمال أدوات الإعلام الفرنسي الذي يدرك جيدا خطورة الحرب الجارية ضد النموذج الإسلامي المغربي المعتدل ومؤسساته، فتم اختيار الإعلام الإسباني في شخص جريدة إلموندو اليمينية في توقيت دقيق يصادف تقارب دولة الإمارات العربية المتحدة مع اليمين المتطرف الأوروبي، بما فيه اليمين المتطرف الإسباني”.
وأكدت أن “الهجوم على مجلس الجالية المغربية بالخارج والسلطات الأمنية المغربية لا يمكن أن تفكر فيه الجريدة اليمينية المحسوبة على المخابرات الإسبانية دون استحضار التقارب الحاصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليمين الإسباني، والدليل على ذلك الاجتماعات التي أجراها رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في مقرات الدفاع الإسبانية مرة بحجة مركز (هداية) ومرة بحجة المجلس الجديد بحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بإسبانيا”.