مركز محاربة التسممات: 21% من تسممات المواليد سببها الاستعمال الفوضوي للأعشاب
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 19 يناير 2016
حذر المركز المغربي لمحاربة التسممات واليقظة الدوائية من مخاطر استخدام الأعشاب للرضع حديثي الولادة، وقال المركز في دراسة منشورة في العدد الأخير من الدورية التي يصدرها، إن تسمم المواليد حديثي الولادة بالأعشاب يمثل 21 بالمائة من التسممات المسجلة لدى هذه الفئة العمرية حسب المعطيات التي رصدها المركز في الفترة الممتدة ما بين 1980 و 2008.
وحسب جريدة “التجديد” في عددها اليوم، أوضح المركز أن الهدف من هذه الدراسة هو الكشف عن التهديدات الصحية التي تهدد المواطنين وخاصة أطفالنا عند ممارسة التداوي الشعبي بشكل فوضوي وغير عقلاني.
ورصدت الدورية حالة رضيع حديث الولادة تم استقباله في وحدة الإنعاش في المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس بعد ولادته بـ21 يوما وهو في حالة صدمة وشحوب شديد، وحسب نفس المصدر فإن ظروف الحمل والولادة جرت في ظروف عادية لكن في يومه الثالث ظهرت عليه عدد من الأعراض المقلقة وذلك بعدما
ناولته أمه منقوع أعشاب يتكون من اللويزة والكمون الصوفي والكروية وتم إعطاؤه للرضيع عن طريق الفم بعد خلطه مع العسل الطبيعي. وتدريجيا أصبح الطفل يعاني من حالة من التوتر وتفاقم الأعراض العصبية و شحوب حاد، وبعد دخوله المستشفى كشفت الفحوصات والتحاليل عن تعرض الرضيع لحالة فقر دم حاد مع انحلال خلوي كبير وقصور كبدي وفشل كلوي، وظل الرضيع في قسم الإنعاش لمدة 24 يوما.
وأوضحت الدراسة أن بعض العوامل تزيد من سمية النباتات المستعملة في التداوي الشعبي ومن هذه العوامل الجرعة المستعملة والتي ينبغي أن تتناسب مع الوزن وطريقة الاستخدام، ثم انتقاء الجزء السيء من النبتة وكذلك طريقة التخزين الغير مناسبة وتلوث النبتة بسبب المواد الكيميائية والعضوية.
وكشفت الدراسة أن الدواء الشعبي هو مشكلة ثقافية وصحية كبيرة تسجل بشكل خاص في المناطق الأكثر هشاشة، وهذا بسبب الجهل أو عدم الوعي بالخطر الناجم عن هذه المواد غير الآمنة، ويستند اللجوء إلى هذه النباتات في العلاج إلى فعاليته الموروثة من الأجداد دون أي أساس علمي يسمح بشرح طريقة الاستخدام.
وأبرزت الدراسة عواقب ومخاطر هذه التسممات أولها النفقات المالية التي تتكبدها الأسر إذ أن الاستشفاء في قسم إنعاش المواليد يكلف ما بين 2000 و2500 درهم يوميا، ينضاف إليها المخاطر المحتملة أثناء العلاج والمرتبطة بنقل الدم و العدوى الممكن اكتسابها خلال الإقامة في وحدة العناية المركزة.
لذلك، يرى المركز في هذه الدراسة أن المعركة ضد هذه الممارسات الشعبية غير العقلانية أصبحت واجبا، ينبغي أن يشمل جميع مستويات المشاركة وفرض التربية الصحية والوصول إلى الرعاية الصحية بشكل عادل وخاصة تفعيل المراقبة ووضع تشريعات تتضمن عقوبات صارمة لكل ما يتعلق بجمع وبيع واستخدام هذه المنتجات.