“مرميد” ومشهد “الروخ وبرليس” البورنوغرافي
هوية بريس – نبيل غزال
أثار المشهد الجنسي الذي جمع بين الممثلين إدريس الروخ وسارة برليس في فيلم “بورن أوت” استياء الرأي العام الوطني والعربي أيضا.
فبعد أن أعاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تداول المشهد البورنوغرافي، تصدر وسم “فضيحة سارة برليس”، و”فيلم إدريس الروخ” مؤشر البحث على محرك البحث “جوجل” في المغرب.
وتفاعل مع المشهد الجنسي العنيف، الذي أقحم في الفيلم، الذي تم عرضه في قاعات السينما في 2017، مئات الآلاف من المغاربة، وأدانوا الترويج لهذا النوع المنحط من السينما، الذي يروج للإباحية “على عينك أبن عدي”.
وما كان لهذا الرفض الشعبي الكبير أن يمرّ دون أن يدخل على الخط كهنة المعبد اللاديني، ليدافعوا بكل ما أوتوا من قوة عن حرية مسخ قيم المجتمع المغربي والترويج للإباحية والرداءة باسم حرية الفن والإبداع.
وقد هالني صراحة ما سمعته من بلال مرميد على إذاعة ميدي1 ظهيرة اليوم الثلاثاء 06 شتنبر 2022، وهو يدافع عن مشهد الروخ وبرليس البورنوغرافي، مدعيا أن ضجة كبيرة قامت في شبكات التواصل الاجتماعي من “أجل قبلة في فيلم”!! واصفا ردّ فعل المجتمع بـ”السخيف”، مكررا في نفس الوقت الأسطوانة العلمانية المشروخة بكون السينما والفن مجال للإبداع ولا مجال للحديث عن رقابة دينية أو أخلاقية.
وأتذكر في هذا الصدد الجدل الذي أثير إبَّان مشروع تعديل القانون الجنائي، ومطالبة أحد المنتمين للتيار العلماني برفع “التجريم عن الاستهزاء أو الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأنبياء والرسل” في مجال الفن والسينما، معللا ذلك بأنه يحول دون فسح المجال أمام الحرية والإبداع!!
وعودا إلى مرميد الذي حاول اختصار مشهد الجنس العنيف في قبلة، وتبخيس رأي شريحة واسعة من المجتمع المغربي بكونهم ليسوا من أهل الاختصاص، وأن الفيلم عرض بقاعات السينما لا على التلفاز، نذكره أنه ليس من حقه مصادرة رأي المواطنين ومنعهم من التعبير عن آرائهم بطريقة سلمية وحضارية، فممارسة الديكتاتورية عليهم لن يجدي نفعا.. هذا أولا..
وثانيا؛ إن كان الرفيق مرميد قد تبلد إحساسه من كثرة حضوره وتغطيته للمهرجانات السينمائية الدولية، فلم يعد يفرق بين “حْلال وحْرام”، وما يتوافق والهوية المغربية وما يعارضها ويحفظ “إسلامية الدولة”، وفق ما هو منصوص عليه دستوريا، فذاك شأنه، لكن أن يمارس الوصاية على المجتمع ويصادر حقه في التفاعل والتعبير، فلا أظن أن المرجعية التي يصدر عنها تسمح له بذلك.
أضف إلى هذا أن مشهد الروخ وبرليس الإيروتيكي ليس استثناء مما يروج له سينمائيا بالمغرب، حيث باتت هذه العينة من الأفلام، من مثل “ماروك” و”زيرو” و”عاشق الريف” و”موت للبيع” و”حجاب الحب” و”كازا نيجرا” التي لا يصلح عرضها إلا في الحانات الليلية، وذلك لكثرة المشاهد الساخنة والمخلة التي تتضمنها، والكلام الفاحش الذي يقتل الحياء والقيم في المجتمع، (باتت) تحظى بالدعم داخليا وخارجيا، وتعرض بقاعات السينما والقنوات العمومية أيضا.
ونذكر على عجالة فقط، أن فيلم “زيرو” لمخرجه نور الدين الخماري، صاحب فيلم “بورن أوت” أيضا، تضمن مشهد تجريد فتاة قاصر من ثيابها، وجلب شاب قطعةَ حشيش لوالده وعاهرة كي يقضي معها ليلة ماجنة!!
ولاختصار هذا المشهد البئيس الذي نتحدث عنه، فالمخرجون من أمثال نور الدين لخماري ونرجس النجار ونبيل عيوش وعزيز السالمي وليلى المراكشي وعبد القادر لقطع ولطيف لحلو وحسن بنجلون ومحمد إسماعيل وأحمد بولان وغيرهم ممن يخلطون بين الجرأة والوقاحة.. هذه الزمرة تخلت عن ضميرها وأنكرت ذاتها، فعلا وممارسة، على طاولة “البغاء” لإخراج أفلام “كأس وغانية”، ليتحول الفن السابع من “ينبوع أخلاق” إلى “دعارة سينمائية” تدنس الثوابت الدينية بالأساس، وفق قول الناقد السينمائي المغربي حسن بنشليخة.