مزوار: البوليساريو صنيعة الجزائر لتحقيق أهداف استراتيجية بالمنطقة
هوية بريس – متابعة
الإثنين 25 يناير 2016
أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، في حوار مع صحيفة (لا برينسا) البنمية، أن حركة (البوليساريو) صنيعة للجزائر من أجل تحقيق أهداف إقليمية استراتيجية بالمنطقة.
وأوضح مزوار لصحيفة (لا برينسا)، الأوسع انتشارا ببنما، أن نزاع الصحراء “في حقيقة الأمر، يتعلق بخلاف إقليمي بين دولتين جارتين، فالجزائر تعمل على خلق المشاكل، وهي تمول حركة البوليساريو لدوافع استراتيجية، بالإضافة إلى الدعم الذي كان يقدمه الزعيم الليبي، معمر القذافي”.
وبعد تذكيره بأن المغرب يوجد فوق أرضه، شدد السيد مزوار على أن جبهة (البوليساريو) لا توجد في الصحراء المغربية، بل فوق التراب الجزائري، مبرزا أن “هذا الكيان الوهمي لا يمثل بأي شكل من الأشكال سكان الصحراء، فضلا عن أن 90 في المئة من قادة جبهة البوليساريو التحقوا بالمغرب”.
وحذر مزوار من رغبة بعض الأطراف في “إحداث كيانات وهمية لتقسيم البلدان”، داعيا إلى الالتفات إلى الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بسبب هذه الكيانات.
كشف زيف ادعاءات خصوم الوحدة الترابية
وأكد أن دور العلاقات الدبلوماسية بين بنما والمغرب يكمن في كشف زيف ادعاءات خصوم الوحدة الترابية على اعتبار أن “البوليساريو، تعتبر كيانا وهميا لا يتوفر على دولة، ولا على سكان، ولا على أرض”، مضيفا أن “المستقبل لا يبنى مع حركات معزولة، لكن مع دول لها مؤهلاتها وتاريخها”.
وأضاف في هذا الصدد أن “كل بلد يتعين أن يختار مع من سيبني مستقبله، والمستقبل لا يبنى مع حركات معزولة، لكن مع دول مستقرة لها مؤهلاتها ولها قيمتها المضافة”، مشددا على أن “أية علاقات مع هذا الكيان الوهمي تجلب المشاكل عوض أن تقدم الحلول”.
من جهة أخرى، أبرز مزوار دور المؤسسة الملكية في الحفاظ على استقرار وضمان الأمن ووحدة المغرب، مبرزا على الخصوص أن جلالة الملك، محمد السادس، باعتباره أميرا للمؤمنين يضطلع بدور محوري في الحفاظ على الأمن الروحي للمغاربة، من خلال الحرص على تطبيق مذهب إسلامي معتدل ومنفتح دون السقوط في الشوفينية، وإقرار نظام تعليمي ينبذ العنف والتطرف.
المملكة بلد مستقر وقوي
وقال إن المملكة بلد مستقر وقوي، بمثابة جزيرة آمنة، بفضل الدور الديني للمؤسسة الملكية.
بخصوص العلاقات الثنائية بين المغرب وبنما، اعتبر الوزير المغربي أن للبلدين “النضج والمؤهلات” لبناء علاقة متضامنة، إذ يتوفران على موقعين استراتيجيين مهمين، ويشهدان دينامية اقتصادية قوية، مبرزا أننا بصدد “لحظة تتميز بوجود إرادة قوية لدى البلدين لجعل العلاقات أفضل (…) إذ نعتبر بنما بلد صديقا وشريكا جديا وموثوقا به، نتقاسم معه رؤية وإرادة مشتركة للمضي قدما في مرحلة جديدة من تاريخنا، مرحلة ستكون إيجابية”.
وأبرز أن التعاون انطلق بشكل ملموس من خلال اتفاق التعاون بين المنطقة الحرة لكولون ومنصة المنطق الحرة طنجة المتوسط لاستغلال مؤهلات البلدين في مجال اللوجستيك والنقل البحري وموقعهما في خريطة التجارة العالمية، معتبرا أن من شأن هذا التعاون الثنائي أن “يخلق قيمة مضافة”.
إيجاد فرص جديدة للتقريب بين البلدين
في السياق ذاته، سجل أنه من خلال محور التعاون بين بنما والمغرب يمكن أن نعمل على إيجاد فرص جديدة للتقريب بين البلدين وبين القطاعات المنتجة بكل من إفريقيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي، وذلك من خلال استغلال موقع المغرب وعلاقاته مع البلدان العربية والإفريقية، وموقع بنما في أمريكا اللاتينية.
بخصوص ظاهرة الهجرة، دعا مزار إلى تبني طريقة “عقلانية” لتدبير تدفق اللاجئين الفارين من العنف بالشرق الأوسط، محذرا من أن “هذه الظاهرة ستتواصل مستقبلا ما دامت الصراعات لم تجد طريقها إلى الحل بالشرق الأوسط”، (و.م.ع).