مسألة واد الذهب 1929م (2/1)

01 سبتمبر 2025 17:56

هوية بريس – ذ.إدريس كرم

تناول رئيسنا السيد ألبرت لوبران في تقريره المقدم لمجلس الشيوخ المتعلق بميزانية المستعمرات (senat,1928,n760) مسألة واد الذهب (rio de oro).

وفيما يلي صفحات تقريره الخاصة بذلك:

لا يمكن للأحداث، وإن لم تكن جارية على أراضي مستعمراتنا نفسها، أن تغفل عنا، وينطبق هذا بشكل خاص، على تلك التي ميزت مؤخرا العلاقات الجوية المقامة بين المتربول، المغرب وl,a.o.f وما دامت الوقائع حاضرة في أذهان الجميع، فلنسترجعها بإيجاز.

أ) في 21 شتنبر 1925 هبط الطيار رايْن الذي كان مسافرا من أكادير إلى رأس جوبي، في منطقة جزيرة إيفنـي الإسبانية، بعد أن واجه عطلا في المحرك، نزل في منطقة السبُويا، جِيبٌ إسباني بإيفنـي، فتم القبض عليه فورا.

بمجرد ورود معلومات عن موقع هبوطه، بدأ ضابط استخباراتنا في تزنيت، مفاوضات مع كبار قادة المنطقة، أعيد السيد راين إلى تزنيت في 26 ماي 1926 بعد دفع فدية.

ب) في 22 ماي 1926 عجز الطيار مرموز الذي كان يقود طائرة تريد داكار، على العثور على رأس جوبي، بعد أن حاصره الضباب في منطقة إفني، ونفد وقوده، فهبط على بعد حوالي 50 كلم جنوب جوبي، كان البحث صعبا للغاية، إذ رأته الطائرة التي رصدته، وهو يهبط في حفرة سحابية قريبا من إفني، وفي هذه المنطقة تحديدا، تركز البحث.

بقي السيد مرموز عدة أيام يُجهل مكان هبوطه بالضبط، فقد أسره المغاربة، وسُلِّم إلى الحاكم العسكري الإسباني لرأس جوبيتاس في 27 مايو 1926 مقابل فدية قدرها 1.000 بيزو.

ج) في 17 أكتوبر 1926 أجبر الطيار بيفوت الذي كان يحمل بريدا من أكادير إلى دكار، على الهبوط في منطقة إفني، على بعد مسافة قصيرة من المكان الذي هبط فيه الطيار راين، في العام السابق، وكانت ترافق طيارة بيفوت، طائرة أخرى يقودها راين؛ بمجرد أن رأى راين رفيقه يهبط، أدرك أنه لا يستطيع الهبوط في المنطقة، أبلغ على الفور كومندار الملحق الفرنسي في تزنيت على الفور، وبدأت مفاوضات مع قياد المنطقة لإطلاق سراحه، وبعد بضعة أيام، تمَّ ذلك.

د) في 11 نونبر 1926 كانت طائرتان تحلقان معا، إحداهما بقيادة الطيار غورب، والأخرى بقيادة الطيار إيرابي، برفقة الميكانيكي بنتادو، الإسباني الجنسية، ومترجم فوري، تعطلت إحدى الطائرتين، فهبطت في منطقة راس بوجادور، أما الطائرة المرافقة فقد هبطت بالقرب منها، ولكن عندما كانت على وشك المغادرة بعد نقل البريد لم تستطع الإقلاع، في تلك اللحظة ظهر مغربيان مسلحان، أحدهما يدعى “لَجْرَب” أسروهم وبعد أن عنّفُوهُم أمروهم بالسير أمامهم، وبعد دقائق من المشي، تم إطلاق النار عليهم في الظهر، قُتل إيرابي والميكانيكي بينتادو، كورب، رغم إصابته بعدة رصاصات وضربة سكين، أعيد لجوبي في تلك الحالة، لينقل على الفور جوا إلى الدار البيضاء، وبعد بضعة أيام توفي.

في 31 مارس الموالي لَجْرابْ قاتل رجالنا، أحضر لكاب جوبي مع قوة مسلحة مكونة من 40 رجلا، وجملين.

دخل إلى الحصن، وبعد الظهر، استقبل مجددا من قبل الكولونيل كومندار الحصن، حيث تحدث معه مطولا وعند خروجه أشاد به المُور، وأثناء مروره مع رجاله المحملين بالهدايا، أمام مكنكيينا أشار لهم مرافقوه المور، بحركة تعبر عن قطع رؤوسهم.

في 11 يونيو الموالي، وقعت غزوة كان على رأسها لجرب نفسه، في ناحية جوبي، هاجمت بورت إيتيان.

هـ) في 2 مارس 1927 تعطلت طائرة، مائية أوروغوانية يقودها الكومندار لاري بورخيص، وطاقمها المكون من ثلاثة أفراد، على بُعد حوالي مائة كلومتر شمال رأس جوبي، تمكن الطيارون الأورغوِيانِيون من السباحة إلى الساحل فأسرهم المور.

في 5 مارس الطيار ميرموز اعتنى ببريد دكار، اكتشف الطائرة المائية وأشار لوضعها المحاين، في 6 مارس الطياران ريغل وغيوميت اللذان غادرا جوبي هبطا بالقرب من حطام الطائرة المائية، جمعنا معلومات أولية من المور، ثم طلب الحاكم الإسباني من طيارينا المساعدة، وهو ما استجابوا له على الفور.

في 7 و8 مارس، ذهب الطياران؛ رين، وأنطوان، لإيصال مبعوثين من الخاطفين الأرغوِيايْن عند العامل الإسباني

في 10 مارس الطياران رين وأنطوان إلى نفس النقطة، وحظيا بفرحة اصطحاب الطاقم الأُرغوياني المحرر معهما على متن الطائرة.

و) في ليلة 30 يونيو وفاتح يوليوز 1928، هبطت الطائرة التي يقودها السيد رين، وعلى متنها المهندس سير، على كثيب رملي في منطقة كيب غارنيت، جنوب جوبي، ومن المعروف أن السيد رين وسير، لم يُطلق سراحهما، إلا بعد أربعة أشهر، بعد معانات شديدة، وإهانات لا توصف.

ز) في أوائل أكتوبر 1928 أجبر الطيار فيدال على الهبوط في منطقة تينست، الواقعة ضمن المنطقة الإسبانية، وأطلق سراحه بعد أسبوع دون صعوبة، وذلك بفضل العلاقات التي أقامها قائد الملحق الفرنسي في تينست مع قادة هذه المنطقة.

ح) ويمكننا أيضا أن نذكر أسر قبطان إسباني، قائد الطيران العسكري في جوبي، والذي هبط على بعد إثني عشر 12 كلم من هذه النقطة، وأسر من قبل المغاربة، الذين لم يعيدوه إلا بعد 15 يوما، مقابل فدية.

من أجل حصول الإفراج عن هذا الضابط، الحاكم العسكري لجوبي بعث للسيد سان إكزوبيري رئيس الجسر الجوي لشركة البريد الجوي العامة في جوبي، طالبا منه الذهاب للهبوط في القبيلة التي كانت تحتجز القبطان الإسباني، لإنزال مبعوثين، وهو ما تَمَّ بالفعل.

خ) في 17 أكتوبر أسقطت طائرة عسكرية إسبانية، بعد إطلاق النار عليها، على بعد 200 كلم جنوب جوبي، جاءت الطائرة المرافقة له لطلب المساعدة من سان إكزوبيري الذي غادر معه، وهبط بالقرب من الطيارين المسجونين، وأنقذهما، وأعادهما إلى جوبي، وحاول مرة أخرى العثور على طائرة الحراسة العسكرية الإسبانية التي هبطت ولم تستطع الإقلاع، فأصلح العطب وعاد معه لكاب جوبي.

هذه هي الحقائق، يتصاعد الإستياء من كل القلوب، “هذا لا يمكن أن يستمر” ولشرف الدول المتحضرة التي وافقت على رفع أعلامها فوق الأراضي الإفريقية، لا يمكن أن تكون شجاعة طيارينا، هؤلاء النخبة الذين يخوضون صراعا مستمرا مع قوى الطبيعة، تحت رحمة حفنة من اللصوص المغاربة، يجب اتخاذ تدابير لوضع حد لهذا الوضع، لا يمكن للحكومات أن تظل غير مبالية به بعد الآن

هل المشكلة بهذه الصعوبة حقا؟ نحن نعرف الوضع، ريودورو منطقة صحراوية ساشعة، تمتد من وادي درعة شمال إلى بورت – إتيان جنوبا، بطول 300 كلم على الساحل، و300 كلم عمقا.

أقيمت هناك ثلاث مراكز إسبانية: في كاب جوبي، فيلا سيسنيروس، لَكْويرا، لكن ليس لها أي حركة على الأراضي في الداخل، فهي ممنوعة من مغادرة المراكز، فهي بشكل ما محاصرة خلف أسوارها، وشبكاتها السلكية، إسبانيا تعيش مع المغاربة كجار وليس كسيد، يرفض كل عمل خارجي من شأنه أن يؤدي لحادثة تجلب مزيدا من الإنتقام.

منذ ذلك الحين، أصبح من المفهوم أن المناطق الداخلية من البلاد بأكملها معزولة عن العالم، بين الصحراء وموريطانيا،، تشكل هذه المناطق وكرا شاسعا يمكن قطاع الطرق الصحراوية من الإفلات من العقاب وتجهيز هجماتهم على مهل، والإنسحاب بعد تنفيذها، علاوة على ذلك أكسبتنا اتصالاتنا مع واد الذهب عبر موريطانيا، بعض الخبرة في هذه الأمور، وسمحت لنا باستشراف التدابير الواجب اتخاذها.

خص الحاكم العام لغرب إفريقيا الفرنسية l,A.O.F بضعة أسطر لهذا في خطابه الأخير، أمام مجلس حكومة دكار التي من الفائدة التذكير بها.

عرفت الصحراء النيجيرية هذا العام زيارة ضعيفة لعصابة، ردَّت بسهولة قبل أن تتمكن من النهب، شهدت صحراء السودان التي كانت هادئة لغاية شهر أكتوبر فجأة، وصول غزوة من الساقية الحمراء مكونة من 56 بندقية بقيادة أحد أبناء عابدين، هذه المجموعة اصطدمت في يوم 11 بتيسيرليتين مع مصلحتنا الأمنية، التي وضعت في المكان، منذ بداية الشهر، لتأمين حماية بعثات النقل عبر الصحراء transsahariennes.

استُنفِرت قواتنا النظامية، وأنصرنا في أدْرار-إيفُوكار على الفور، وشنت هجوما لا هوادة فيه، حتى وصلت في 15 لجنوب واد في أتَنْكارير، ودمرته بعد سبع ساعات من القتال، قتل للغزوة حوالي 22 ضمنهم سيدي لمين أُعابدين، و4 جرحى، وتركوا بين يدنا 30 فردا، و41 بندقية، ولم نفقد في هذه المعركة سوى 9 من برْطِيزا بينهم 2 جرحى.

كانت موريطانيا في حالة من السلام، لولا تهديدات غارة كبيرة، كانت تتشكل في واد الذهب، والتي أجبرتنا على البقاء على رصيف الميناء، حتى الأسابيع الأخيرة.

في هذا الصدد، من المفيد أن نعود للوراء، لندرس في ضوء وقائع محددة، تداعيات السياسة التي انتهجناها على حدود هذه المستعمرة، على مدى السنوات الخمس الماضية.

“حتـى نهاية عام 1923 كان الهدوء نسبيا هناك سائدا، وكانت جميع جهودنا تهدف على الأقل إلى الحصول على حياد البدو الرحل الكبار، كنا نهدئ أنفسنا على أمل تحقيق ذلك بالإقناع، وكانت أي تضحية سواء مالية أو احتراما للذات، معقولة في سبيل ذلك، ويمكننا أن نزعم بحق، أن هذه السياسة التي نسميها “ترويض” تواصل إثْمارها.

للأسف الأحداث كشفت لنا بأننا مخطئون، وبينت لنا مدى حدود وضعنا الثقة في قبائل صحراء الساقية الحمراء ودرعة.

بينما كانت صُرْباتها تواصل تقديم وعودها لنا في سان لوي بالسلام، وتأتي لجمع الهدايا التي لم نبخل بها عليهم، نُظمت في واد الذهب مجموعة للغزو، من ذوي الفعالية والجرأة غير العادية.

كانت الصحوة قاسية،، في 28 نونبر 1923 وقعت مذبحة في اشريريك من قبل عصابة أنادجاكا، قتل فيها ليوطنا بيدرين والكبران باليزيت و21 جندي من الرماة؛ بعد أربعة أشهر في 20 مارس 1924 وفي خطوة جريئة لم تكن تذكر حتى ذلك الحين في تاريخ موريطانيا، تم مهاجمة مركز بورت-إتيان المحصن، وبفضل شجاعة ويقظة ليوطنا رومور والحامية، وقع إفشال الهجوم.

في 5 ماي من نفس العام لم يقف أوادجاه عند حد إخفاقه في بورط-إيتيان، بل انقض على قطيع فصيلة مهاريس أطار، قُتل قائدهم في بداية العملية ففر الغزاة تاركين كل أسْلابِهم، لم يُثَبِّط هذا الفشل عزيمة خصومنا، بل انضم للعبة أهل ماء العينين، وهاجمت مجموعة منهم مكونة من 150 بندقية أغلبهم من تيلاميذ الوالي في 23 أكتوبر زريبة في لخديم، للفصيلة الثاني مهاريس، فقتلت وجرحت حوالي 32 رجل بينهم أوربيان، واستولوا على 200 جمل.

انتهى هذا العام 1924 المشؤوم بمحاولة اقتحام ليلية لمركز الشنقيطي، بقيادة اسماعيل ولد باردي، ولم تكتشف إلا بعد أن كان قد بعُد عن المركز بحوالي كلمتر. وفي كل مرة نمنع من الرد، تنطلق فصائلنا في هجوم مضاد، لغاية الإقتراب من حواجز واد الذهب، التي سخر منها اللصوص، بعدما ارتكبوا فعلتهم السيئة في معاقبتنا.

كانت رغبتنا في السلام كبيرة لدرجة أننا رغم كل شيء، واصلنا التفاوض، واستقبال منعوتي أعدائنا، آملين أن يُحقق موقفنا التصالحي، الإنفراج الذي ننشده.

لقد حطمت قضية طرفاية كل أوهامنا، في 2 أبريل 1925 قامت حركة من 350 بندقية بمحاصرة الفصيلة الأولى مهاريس، ودارت معركة بين الجانبين دامت ثلاثة أيام بلياليها، كلفتنا حياة القبطان دي جرفال، و16 جنديا، وجرح 6 آخرين، ولم تتوقف إلا بعد نفاد ذخيرة المهاجمين، الذين انسحبوا تاركين خلفهم 50 جثة في شبكات أسلاكنا الشائكة.

في هذه المرة كان الإجراء كاملا؛، لم يعد لدينا أي شك في فائدة عروض الخضوع، واحتجاجات الصداقة التي أغدقت علينا بسان لوي، كانت عيوب الأساليب المتبعة جلية للغاية، والحاجة إلى تبني سياسة أكثر حزما وصرامة، تجاه أولئك الذين يمكن ولسبب وجيه اتهامهم بالضعف والعجز الذي نعاني منه.

اتُّخذت تدابير عسكرية بالتزامن مع تدابير سياسة، بحيث عززنا فصائلنا التي أصبحت جماعات رحَّل، بأعداد وأسلحة ووسائل اتصال حديثة، وبضباط شباب متحمسون، جاؤوا لتجديد التقاليد العريقة لمهاريسنا، كونوا قبل الحرب في مدارس؛ كورو، وكلوديل، وموريه.

بعد مؤتمرات شمال إفريقيا، قدمت الجزاير دعما غير مشروط من سراياها الصحراوية، لإحلال السلام في الصحراء الغربية، وبثبات وحرص على مصالحها الذاتية، يسرني أن أعترف بأنه لم يُتفاوض معنا أبدا منذ ثلاثة سنوات.

لم تتأخر نتائج هذا التحول، ففي يوليو، غزوة من 300 بندقية بقيادة أخ وادجاها الذي قتَل أفراد إحدى قوافلنا، تفاجأ بدوره بمقاتلينا في أدرار، ففقد 70 قتيلا وعددا كبيرا من البنادق والجمال، وفرت فلوله نحو واد الذهب، فاجأت هذه الضربة خصومنا، لكنهم لم يرتدعوا بعد.

بالفعل عندما علم ليوطنا كرافي أن عدونا القديم إسماعيل ولد باردي، يستعد لشن هجوم جديد بكدية إيدجيل، انقض على معسكره وداهم جزء من جِماله، أحمد ولد حمَّادي قاد عصابة من النهاب 100 كلم شمال أطار، لكن حلق فوقه طيراننا، فذعر ولاذ بالفرار دون إبطاء.

كان عام 1927 الأكثر هدوء، عندما أراد الشيخ ولد لجرب قاتل طياري شركة البريد القيام بمهاجمة بورت-إتيان، خطرت له فكرة مؤسفة، وهي النزول نحو اتْرارزة لنهب رعايانا هناك، فطاردته وحداتنا النظامية وأنصارنا (برطيزا)، هزم في كل مواجهة، فترك بين أيدينا 12 قتيلا و21 أسيرا.

أشير إلى أن جميع هذه الأحداث وقعت على أراضينا، وبعضها في قلب موريطانيا.

في شهر ماي من هذا العام، أفادتنا تقارير متطابقة من بور-إيتيان، أطار، أكادير، بتشكيل غزوة كبيرة غرب كاب بوجدور، وفيلا سيسنيروس، بقيادة إسماعيل ولد باردي، وأحمد حمَّادي، تستهدف كاب جوبي، وفيلا سينسيروس، بور-إيتيان وأدرار، بعد عدة أشهر من التتبع المزعج، أبلغنا المخبرون بأن الجهود المبذولة من العصات المتمرسين، لجمع حركة ضدنا قد فشلت تقريبا بشكل تام، بفضل الدعاية المضاضة لمبعوثينا، والخلاف المعتاد بين قبائل المور، والعلاقات والصداقات التي عرفنا كيف نحافظ عليها، مع المواقع الدفاعية المتخذة، والخلافات بين الزعماء المنشقين التي مرت من بداية التحشيد، إلى أن أحبطت جميع محاولات القيام بعمل واسع النطاق ضدنا.

وبحلول غشت أصبح من الواضح أننا نواجه محاولات بعض زعماء العصابات ذات القوات الصغيرة نسبيا.

في منتصف شتنبر تقريبا، عبَر أحد هؤلاء القادة المنشقين، محمد ولد سداتي، مع 140 بندقية، الحدود الإسبانية جنوب زُوكْ في اتجاه أطار، فتعرضت هذه المجموعة المهاجمة لقتال شرس، عند وصولها لأراضينا من قياد ناحية بورزامة، تكبدت فيه خسائر فادحة، مما اضطرها للعودة من حيث أتت بسرعة، مطاردة لغاية حدودنا، من قبل جماعات رُحَّلنا.

إن السبب الرئيسي إن لم يكن الوحيد، للأحداث والأضرار والصعوبات، التي واجهها دفاعنا الصحراوي، يتضح من خلال سرد بسيط للأحداث بطريقة موضوعية للغاية، لا تتطلب مزيدا من التوضيح.

لقد لعبت ترتيباتنا الأمنية التي شهدت تحسنا مستمرا دورا مثاليا. فإعادة تنظيم قوات شرطة صحرائنا، التي بدأناها منذ 15عاما واستُكملت اليوم بتوفير أحدث وسائل العمل، مثل أجهزة التلغراف اللاسلكي المحمولة والطائرات، أثمرت نتائج تزداد فعالية يوما بعد يوم، لكن هذه الوسائل العسكرية والمادية، بقدر ما تسمح به مواردنا الحالية، ستكون وحدها عاجزة عن تحقيق السلام الدائم الذي نسعى إليه؛ بل يجب إعداد استخدامها وتعزيزه، من خلال العمل السياسي الدؤوب…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنظر: La question du RIO de ORO.

في: نشرة إفريقيا الفرنسية 1929/ص:13-16.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة