مصير أطفال الخلافة
مصطفى الحسناوي – هوية بريس
نشر موقع قناة فرانس 24، مقالا أثار عدة أسئلة عن الأطفال الذين ولدوا على “أرض الجهاد” في سوريا والعراق من آباء جهاديين، والكثير منهم بدون جنسية.
وتساءلت “سارة لودوك” في مقالها: ماذا سيتبقى من الموصل والمليون ونصف المليون من سكانها عند طرد الجهاديين؟ أي مصير ينتظر الجهاديون؟ من سيقوم بمقاضاتهم؟ وما هو مصير عائلاتهم: زوجاتهم وبدرجة أكبر أولادهم، سواء تعلق الأمر بقصر جاء بهم آباؤهم الأجانب إلى أرض المعركة أو آخرين ولدوا فيها. والفئة الأخيرة هي التي تثير أكثر قلق منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان.
أطفال الخلافة، عرفتهم “سارة لودوك” بأولئك الأطفال الذين ولدوا خلال السنوات الأخيرة بمناطق كانت تحت سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا أو العراق.
وتضيف “لودوك”: لا إحصاءات موجودة اليوم بخصوص عددهم، فهل هم مئات أم آلاف؟ كل ما يعرف هو أنه عند إعلان “الخلافة” من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” في 2014، كان التنظيم قد فكر في مستقبل من سيعيشون تحت ولائه. فمؤسسوا التنظيم الإرهابي كانوا يدركون جيدا بأنه، لتأسيس دولة، وجب أن يكون هنالك شعب فلذلك قام بجلب نساء للإنجاب ولإرضاع الأطفال على لبنات الجهاد.
ونقلت “سارة لودوك” عن تقرير بعنوان “أطفال الدولة الإسلامية”، نشرته في مارس/آذار 2016 مؤسسة “كيليام” وهي معهد للأبحاث حول الإسلاميين والتطرف الإسلامي مقرها لندن، تبين أن 31 ألف امرأة حملت في الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في الفترة ما بين 1 آب/أغسطس 2015 و9 شباط/فبراير 2016.
وتساءلت صاحبة المقال: مع انهيار تنظيم “الدولة الإسلامية” المحتمل، على الأقل في الموصل، كيف سيكون مصير الأطفال الذين غرر بهم وسيقوا نحو طريق الجهاد؟ كيف سيتم التكفل بهم إذا قتل آباؤهم في المعارك؟ ماذا يفعل بهم إذا اعتقل آباؤهم عند انتهاء المعارك؟ هل ستضع السلطات العراقية الأطفال في السجن مع أمهاتهم؟ …تتساءل بلقيس ويل، باحثة مختصة في شؤون العراق والشرق الأوسط في منظمة “هيومن رايتس ووتش.”، وما يزيد الوضع تعقيدا، هو أن غالبية الأطفال الذين ولدوا هناك لا جنسية لهم.
فبسقوط الموصل، ستضطر السلطات العراقية إلى التعامل مع الأطفال المنعدمي الجنسية وبدون وثائق هوية شرعية، فالتنظيم كان يسجلهم في سجلاته الخاصة. “حسب معطيات حصلت عليها منظمات إنسانية تنشط في العراق، فإن العديد من الإدارات المحلية العراقية رفضت تسجيل أطفال عند ولادتهم بحجة أن آباءهم يقاتلون في صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” تقول بلقيس ويل، وتضيف “هؤلاء الأطفال هم بدون وثائق ولا هوية ولا وجود قانوني”، “من سيريد التكفل بهم؟ لا أحد”.
المشكل حسب الكاتبة، أكبر وأعمق من مجرد تحد عراقي، حيث وتتخطى مشكلة الأطفال عديمي الجنسية الذين ولدوا على “أرض الجهاد”، حدود العراق، وتمثل تحديا بالنسبة للأسرة الدولية بأجمعها فالكثير من الجهاديين الأجانب، بما فيهم الأوروبيون، عززوا صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية” في السنوات الأخيرة. وحسب المفوض الأوروبي جوليان كينغ، تنظيم “الدولة الإسلامية” يضم بين صفوفه اليوم نحو 2500 مقاتل أوروبي في سوريا والعراق.
وختمت الكاتبة مقالها بتساؤل لوسيم نصر صحفي فرانس24 المختص في الحركات الجهادية، حين قال:
“فهل تملك الديمقراطيات الغربية الوسائل والهياكل اللازمة من أجل استرجاع هؤلاء الأطفال؟ هل سيوضع اليتامى في مراكز خاصة؟ هل سيتم إنشاء مراكز خاصة بالأطفال لإزالة التطرف ؟”
هذا إن تركوهم الروافض يعيشون وإلا سيبقرون بطونهم